ينتظر الناس على أحرّ من الجمر الانتخابات الرئاسية فى مصر وما ستسفر عنه نتائجها، ليس من باب الفضول فقط ، ولكن للرغبة الملحة فى سيادة الاستقرار والأمن الذى افتقدناه على مدى الشهور الماضية! والحقيقة أننى أشعر بالشفقة على كل من ينتظر هذا اليوم لأنه ببساطة لن يكون قريبا – من وجهة نظرى - بل ربما تمر عدة سنوات حتى يأتى ! نعم فعقد الأمن الذى انفرط لن يكون جمعه مرة أخرى أمرا سهلا رغم ما يؤكده السادة المرشحون من توقيتات لاستعادة الأمن خلالها ، ورغم التأكيدات التى يطلقها كل منهم حول سهولة استعادته! لكن الشيء الأصعب الذى لم يتناوله أى من الناخبين ، أو ربما لم ينتبهوا له، هو كيفية السيطرة على ما سيحدثه أتباع معارضيه أو غيره من المرشحين غير الفائزين !! فلا ينكر أحد أننا رغم تاريخنا العريق كدولة مركزية، فإننا نحبو فى مجال الديمقراطية، وبالتالى فعلينا أن نتوقع أعمالاً طفولية كتلك التى قام بها أنصار الشيخ ، أو ربما تخريبية أو حتى انتقامية كما لمح له السيد عبد المنعم أبو الفتوح من ثورة ثانية فى حالة التزوير، ولست أدرى من أين علم بحدوث تزوير؟ أو ما أطلقه السيد خالد على من الكفاح المسلح، وكلها أمور تنبئ عن نوايا بعدم قبول نتيجة الانتخابات الرئاسية بالسهولة المتصورة !! هؤلاء ربما أعلنوا عن نواياهم، ولكن هناك غيرهم لم يعلنوا ولن يعلنوا، لكنهم سيركبون الموجة ، ويثيرون الأزمات حتى تظل مصر هكذا بلا استقرار أو أمان ! وبالتالى أصبح على السادة المرشحين أن يدركوا أن خططهم التى أعلنوا عنها لن تكون جاهزة للتنفيذ بمجرد توليهم، ولكن الفائز منهم سيدخل سباقا آخر ربما يفسد عليه فرحة الانتصار، وهو سباق استعادة الأمن ولم الشمل! فنحن شعب لم يمارس الديمقراطية منذ ستة عقود، ولم نعتد الاختلاف الذى لا يفسد للود قضية، ولا نعرف كيف نحترم آراء الآخرين، وبالتالى لن نقبل بسهولة نتيجة ما ستسفر عنه الانتخابات القادمة، مهما كانت الضمانات ومشاهد الشفافية والنزاهة، خاصة أن الكثيرين منا لهم أجنداتهم والتزاماتهم، والغالبية منا لا طاقة لديها للدخول فى حروب وخلافات أو حتى فرض إرادتها، وبالتالى فلن ينتهى الأمر بانتهاء الانتخابات الرئاسية، بل ربما سيبدأ.. أتمنى أن تكون توقعاتى خاطئة !