سؤال أصبح علي كل لسان.. وفي كل مكان في مصر.. في القاهرة والمحافظات والقري والنجوع.. في الشارع والنادي وعلي المقهي.. في السوبر ماركت.. وفي التاكسي.. بين الأصدقاء والأقارب والمعارف والزملاء.. وفي الفيس بوك.. أينما ذهبت تجد السؤال يطاردك: هتنتخب مين؟.. أخيرا أصبح المصريون يتحدثون عن إختيارهم لرئيس الجمهورية.. أخيرا أصبح كل منا يستطيع أن يقرأ البرنامج الانتخابي لكل مرشح ويقرر اختياره ويعلنه بكل حرية دون خوف أو مواربة من أن يذهب وراء الشمس.. نعم ما نعيشه اليوم يعد تجربة غير مسبوقة في مصر.. فقد ترسبت داخل كل منا حالة حراك سياسي غريبة ذات مذاق خاص.. ربما لأننا لم نعرف هذه الأجواء من قبل.. بعد أن أصبح كل مواطن يشعر أن صوته غال ثمين.. ويسهم في تغيير نتيجة الانتخابات.. ومن الطبيعي ونحن يفصلنا عن موعد إنتخابات الرئاسة ساعات قليلة أن يكون الحديث الدائر في كل مكان حولها.. ولا مانع أن تتحول المناقشات الودية إلي صخب عندما يفصح أحدنا عن ميله لترشيح " فلان الفلاني".. ويختلف مع آخر في الرأي فيحتدم النقاش ويتحول إلي مصارعة حرة حماسية بالكلمات دفاعا من كل مواطن عن مرشحه.. أنا شخصيا أشعر بالزهو والفخار..لأننا نسير في درب سنة أولي ديمقراطية..ونخوض أول انتخابات تعددية رئاسية حقيقية مش أونطة.. ولم يُعد لها سيناريو مسبق.. لنضاهي أعتي دول العالم المتقدم.. صحيح أن التجربة في أولها وأننا لانزال بعد نحبو.. غير أنه يكفي أن نكون أول دولة عربية تخوض انتخابات رئاسية حرة نزيهة.. لتستعيد مصر مكانتها وقوتها وريادتها في الأمة العربية.. ساعات قليلة جداً ويهرول المصريون إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.. لتضرب مصر المثل والقدوة في الممارسة الديمقراطية الحقيقية في المنطقة.. أدعو كل مواطن حر شريف ألا يتقاعس عن أداء واجبه.. وأن يتوجه إلي لجنته الانتخابية الأربعاء القادم منذ الصباح الباكر ليسهم في تغيير وجه مصر.. بإنتخاب أول رئيس جمهورية لأرض الكنانة والعزة والأمن والاستقرار..