«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحداث العباسية مؤامرة لإسقاط الدولة
نشر في أكتوبر يوم 13 - 05 - 2012

أشاد عدد من خبراء الشئون السياسية والاستراتيجية بتعامل القوات المسلحة مع أزمة أحداث العباسية الأخيرة، مؤكدين أنه كان لابد من استخدام القوة والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه الاعتداء على هيبة الدولة الممثلة فى مقر وزارة الدفاع.
وشددوا على أنه فارق كبير بين المتظاهر السلمى والبلطجى الذى يسعى إلى حرق وتدمير المنشآت العامة وبث الفوضى وتكريس عدم الاستقرار لتنفيذ أجندات خارجية تسعى لضرب أمن مصر والحيلولة دون إجراء انتخابات رئاسة وجر البلاد إلى مستنقع الفتن والتشرذم.
حول رأيه فى هذه القضية التى كانت محور اهتمام المصريين كافة على مدار الأيام الماضية يقول المهندس أحمد بهاء الدين شعبان وكيل الحزب الاشتراكى المصرى إن الجيش المصرى وقيادات وزارة الدفاع هى قوة وطنية خالصة، مهمتها الدفاع عن الأمن الوطنى.. وحماية المصالح العليا للدولة.. والمجلس العسكرى يقوم حاليا باختصاصات رئيس الدولة.. والهجوم على مقر قيادة الجيش فى وزارة الدفاع تحت أية ذريعة،
أمر لا يمكن قبوله فى هذه الفترة.. والتى تتصاعد فيها التحديات من حولنا، وتهدد بلادنا من الداخل والخارج أخطار جسيمة.. وإذا كان هذا التصرف مرجعه التعصب لشخص بعينه (حازم أبو إسماعيل).. الذى ثبت بالدليل القاطع أنه مزور فى أوراق رسمية.. ولا يمكن له الاستمرار فى الترشح بموجب القانون الذى ارتضاه سابقا وروج له!.. واتهم معارضيه بالكفر والخروج من الملة!.. فإن هذا الأمر يصبح عبثا، وخطرا حقيقيا يجب الانتباه له.
وأضاف: العديد من القوى السياسية كان لها انتقادات لإدارة المجلس العسكرى المرحلة الانتقالية لكن هذا أمر وما يحث الآن أمر آخر.. فالذى تستهدفه التيارات الدينية محاولة السيطرة على المشهد بعد الثورة.. وإحداث تغيير جذرى فى هوية المجتمع المصرى وطبيعة الدولة المدنية المصرية التاريخية.. والتى سيظل الجيش المصرى أحد أعمدتها الرئيسية.. وهناك محاولات دءوب من هذه التيارات لاقتناص الفرصة.. وإحكام السيطرة على مقاليد الدولة، وفى مقدمتها جهاز الأمن والقوات المسلحة.. وهو ما يعنى لا قدر الله تحويلها إلى دولة على النمط الأفغانى الطالبانى التى حكمها أمراء الحرب.. وهو ما رأينا عينة منه فى ميدان العباسية.. فقد ظهرت تنظيمات عدة منها أصحاب الرايات السوداء والملثمون والذين رفعوا شعارات:«أوباما يا أوباما.. إحنا جنود الشيخ أسامة» وهؤلاء تحت إمارة محمد الظواهرى بالإضافة إلى ما نشر على مواقع الانترنت من دعاوى العنف، وإراقة الدماء والتكفير الذى قاله المدعو (أبو الأشبال).. والذى دعا إلى إعدام قيادات الجيش! وهذه أمور على درجة بالغة من الخطورة تشير إلى أن الاستمرار فى التهاون فى مواجهتهم ستؤدى إلى كوارث عظمى.
وأضاف شعبان أن الفترة الماضية شهدت مخالفات دستورية وقانونية فقد تشكل عدد كبير من الأحزاب الدينية فى مقدمتها «الحرية والعدالة» و«النور» و«الأصالة» و«النهضة»، وغيرها.. وكلها أحزاب ترفع شعارات دينية صريحة.. وترفض الالتزام بإقامة الدولة المدنية.. وتضرب مبدأ المواطنة فى الصميم.. وتعادى حرية الرأى والإبداع.. وتعتبر أن الديمقراطية كفر.. وبمثابة وسيلة للوصول إلى السلطة.
ويطالب شعبان بالمواجهة الحاسمة مع هذه التيارات وذلك بإعمال القانون الذى يحرم تشكيل أحزاب على أسس دينية أو عرقية.. يمنع خلط الدين بالسياسة، أو استخدام دور العبادة للدعاية.. كما يمنع تلقى الأموال من جهات خارجية.. ومن المؤكد أن أذرع من هذه التيارات تدفقت عليها مئات الملايين من الدولارات من دول نفطية يهمها وأد الثورة المصرية.. والسيطرة على اتجاهات مصر المستقبلية.
ويحذر وكيل الحزب الاشتراكى المصرى من أن الهجوم على محيط وزارة الدفاع بالعباسية رغم كل المخاطر التى كانت تحيط به ربما تدفع الأمور إلى أزمة قد تنتهى بتأجيل انتخابات الرئاسة، ذلك لأن جماعة الإخوان المسلمين تدرك جيدا أن فرص مرشحها محمد مرسى للرئاسة تتضاءل يوما بعد آخر لذا فليس من مصلحة الجماعة الآن إتمام الانتخابات كما تعرض الإخوان لضربة قاصمة بحكم المحكمة الإدارية العليا بإبطال تشكيل اللجنة التأسيسية فضلا عن احتمال صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب.. وهذا ما يعنى أن مشروع الإخوان المسلمين بالكامل قد تقوض.. وانهار كاملا.
سن الرمح
من جهته يرى اللواء بدر حميد (من الضباط الأحرار) أن الذين ذهبوا إلى الوزارة هم سن الرمح. أما الرمح نفسه فيشمل الجماعات الإسلامية بكل أطيافها ومسمياتها بما فيهم أولاد أبو إسماعيل..رغم أنهم ليسوا الضالعين بمفردهم حيث توجد أطراف وأذرع من قوى إقليمية دولية.. وهم جميعا جزء من اللعبة الدولية.. ويوجه اللواء بدر حميد النصح والتحذير إلى أمراء الخليج الذين يلعب بعضهم هذه اللعبة أن يعلموا جيدا أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله لأصبحوا جميعا تحت الرماد.. لكننا لا نخشى من هذا العبث الصبيانى.. وليعلم الجميع أن مصر بها رجال وعقول تدير المعركة بحكمة. مطالبا أصحاب اللحى أن يعودوا إلى رشدهم ويتقوا الله فى وطنهم الذى لا يستحق ذلك.. وعليهم أن يعرفوا أن مصر برجالها ومفكريها أكبر من هذه الدعاوى. وستصل إلى أهدافها وتنجح ثورتها.. أما هؤلاء الذين يريدون الوقيعة بين الجيش والشعب وإشاعة الفوضى فى البلاد.. ويرغبون فى إلحاق مصر بدول حولنا مثل سوريا وليبيا واليمن فهم واهمون بسبب بسيط أن الجيش ابن الشعب وجنوده من أبنائه وقد انكشف أمرهم.. وعرف الشعب خديعتهم.
وأشار اللواء حميد إلى أنه من أبناء وسكان العباسية والبلطجية الذين هاجموا المعتصمين ليسوا من أبناء المنطقة الذين يعرفهم ويتعايش معهم، مشدداً على أن الذين ارتكبوا الجرائم بالحرق والتخريب اندفعوا بمساعدة الآخرين لكى يهدموا عمود الخيمة فى مصر (القوات المسلحة).
تعطيل المرافق
ويشير المستشار د. محمد عبد المجيد إسماعيل نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن حق التظاهر السلمى تكفله الدساتير والتشريعات فى الدول المختلفة مادام تظاهراً سليماً منظماً للافصاح عن وجهة نظر كما أنه صورة من صور حرية التعبير لكن المحظور هو أن يتحول التعبير عن الرأى إلى أفعال مجرمة يجرمها قانون العقوبات، والمجرَّم أيضاً أن يتم تعطيل سير المرفق العام بالمخالفة لمبدأ المرفق العام بانتظام، واضطراد وهو مبدأ دستورى وقضائى مستقر فى قضاء مجلسى الدولة الفرنسى والمصرى.. فقطع الطريق على سبيل المثال، وتعطيل سير المرافق العامة بهدف ضرب مصالح المواطنين، وارتكاب أفعال إجرامية تعكر صفو الأمن العام، كل هذا يخرج من الإطار العام لفكرة التظاهر السلمى وحرية التعبير عن الرأى.. وحرية المواطن فى التعبير عن رأية تنتهى عند البدء فى ارتكاب أى فعل ما من شأنه الإضرار بالأمن العام.. وبث الفزع فى نفوس المواطنين.. وتعطيل سير المرافق العامة.. وليس أدل على هذه الرؤية من خطر التجوال الذى فرضه المجلس العسكرى حول الطرق المؤدية إلى وزارة الدفاع.
حل وطنى
د. محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة له رأى آخر وهو أن الأزمة فى عقول المهاجمين والمحرضين فى أحداث العباسية تكمن فى أنهم لا يستطيعون التعايش مع القوى الوطنية فى الدولة.. كما أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا فى وفاق مع القوى السياسية الأخرى، بالرغم من الفرصة التى اتيحت لهم!.
وهذه هى النقطة الأساسية فى الموضوع.. وبعبارة أخرى.. هؤلاء الذين حرضوا أو الذين قاموا بالهجوم على مؤسسات الدولة لن يسكتوا.. حتى لو تم انتخاب رئيس الجمهورية.. وعلى ذلك فلابد من إيجاد حل وطنى فى مواجهتهم، مشيراً إلى أنه كمحلل لتصرفات وسلوك الجماعات والتيارات الإسلامية منذ البداية.. فهؤلاء لا يتحملون وجهات النظر الأخرى.. وسيكونون مصدر قلق للدولة.. حتى فى ظل الجمهورية الجديدة.. وهؤلاء لم يجدوا قوة ترد عليهم ممثله فى إعمال القانون منذ البداية، وقدمت لهم تنازلات مستمرة بسبب الضغوط التى مارسوها.. فكلما مارسوا الضغوط حصلوا على مكافأة.. وهذا ما شجعهم فى الاستمرار فى المخطط الجهنمى لاسقاط الدولة المصرية.. وبعد سقوط النظام السابق.. سعوا إلى تحقيق أهداف غير واقعية وخيالية، تتعلق بإقامة دولة الخلافة.. وعدم الارتباط بالأوطان.. متناسين أن هذه المسألة لا تتحقق إلا بإرادة الشعوب وموافقتها فى استفتاءات علنية.. مع الاعتبار مراعاة الظروف الدولية والإقليمية الملائمة.. أما الأمر الثانى فهو عدم قدرتهم على فهم ظروف المرحلة الراهنة.. وهى فكرة إعادة بناء النظام، والجمهورية الجديدة وبسرعة.. وهذه النقطة لا أحد ينظر إليها بتأمل وعقل .. فالأزمة الراهنة، هى أزمة سرعة إعادة بناء النظام الذى أنهار.. وإعادة تأمين الشعب المصرى فى حياته ومستقبله، وهذه هى الأولوية الأولى.
ويحذر أبو العينين من أنه بدون وجود جيش وطنى قوى لا نستطيع بناء الدولة وبدون حكمة فى التصرف فإن جميع القوى السياسية لن تستطيع أن تفعل ذلك.. وقد تؤدى هذه التصرفات إلى استمرار الكبوة التى نحن فيها. وعلينا أن نساهم فى العمل على احترام قواتنا المسلحة.. وتثبيت ثقة أفراد القوات المسلحة فى أنفسهم.. وتعزيز احترام الجميع للنظام الجديد.. الذى شارك فى وجوده الجميع بما فيهم الجيش.
منارة الإسلام
من جانبه يتساءل اللواء د. نجاتى ابراهيم الخبير الاستراتيجى من المستفيد من محاولة اقتحام وزارة الدفاع وإضعاف الشرطة المدنية، والكثير من مؤسسات الدولة فى الفترة التى اعقبت ثورة يناير؟
ويضيف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أنه فى مواجهة التجاوزات فى احداث العباسية لم يتعامل معها عن ضعف.. وإنما مارس أقصى ما يمكن من صبر.. وقد واجه ماجرى بكل حكمة.. وقام بعملية تأمين منطقة العباسية بأقل خسارة ممكنة واتخذت القوات المسلحة موقفاً حاسماً بإخلاء المنطقة المحيطة بوزارة الدفاع.. أما الذين يقفون وراء ذلك فإن لهم أجندات داخلية وخارجية، والجهاد الذى أعلنه البعض من قوى التيارات الظلامية غير مجدٍ، فقد جربوا ذلك فى فترة التسعينات وفشلوا، مشيراً إلى أن العلاقات الدولية مبنية على التنافس والصراع، والسعى وراء المصالح وعلى ذلك فإن تيار الاسلام السياسى يتجه إلى طريق غير محدد الملامح تماماً لأن الدين هو علاقة العبد بربه.. ولا يوجد شىء اسمه الاسلام السياسى فالسياسة تعنى البحث عن المصالح.. والدين ثابت لا يتغير.
قوى خارجية
ويعتقد د. سيد أحمد محمود وكيل كلية الحقوق بجامعة عين شمس أن هناك قوى خارجية، علاوة على القوى الداخلية تدعم هذا الموقف لإثارة البلبلة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية وأنهم يسعون إلى زعزعة الثقة فى القوات المسلحة ومجلسها العسكرى باعتباره المسئول عن إدارة شئون البلاد فى هذه الفترة.
هذه القوى المدعومة من الخارج لاتبحث عن مصلحة مصر.. بل تسعى إلى تحقيق مصالحها.. وهذا أمر مرفوض من غالبية الشعب المصرى.. فعلينا أن نسعى لرفعة شأن المواطن فى جميع المجالات.. أما مسألة هدم الدولة المدنية وإسقاط هيبتها هى محاولة الغرض منها ان تكون الدولة دينية وليست مدنية.. وأضاف بالنسبة للتيارات الدينية فمن حقها ترشيح من يمثلها فى الانتخابات القادمة، ولكن لا يجوز أن تحتكر كل المناصب لأن ذلك لا يمت إلى الديمقراطية بصلة، لأنها تعنى تعدد الآراء والتوجهات، وترك الاختيار للقاعدة الشعبية العريضة، لأن الشعب هو مصدر سلطات الدولة.. وهو حامى هذه البلاد من أخطاء الأقلية ولا يجوز لأى فصيل أو أية قوى أن تهين القوات المسلحة، لأن كرامة القوات المسلحة من كرامة الشعب.. ولكل فصيل أن يعبر عن رأيه بالسبل المشروعة قانوناً.. ولا يعتدى على مؤسسات ومرافق الدولة.. أو يمسها بأى مكروه، لأن ذلك يعنى الاعتداء على هذا الوطن والمواطنين.
ويشدد د. سيد احمد على كل مواطن مصرى أيا كان انتماؤه أو جنسه أو ديانته أو ثقافته أو عرقه أو طائفته أن يحرص على مصلحة الوطن الذى يعيش فيه.. وينتمى اليه.. وألا يفكر مطلقا فى العمل على المساس به.. أو إهدار قيمته وكرامته داخلياً أو خارجيا.. فالعلو لله وحده.. ثم لرفعة هذا الوطن.
حرية التعبير
ويشير اللواء مهندس حازم عبد الرحمن العبد من أبطال حرب أكتوبر وعضو جمعية المهندسين المصرية إلى أن القوى المضادة للثورة تسعى للسيطرة على مصر لتحقيق مصالح خاصة بعيدة عن المصلحة العامة للبلاد، وعلى ذلك فلابد من التصدى للتخريب ووضع ضوابط للديمقراطية بوضع قواعد للتعبير عن الرأى، بما لا يضر بالمصالح الحيوية.. أسوة بما يجرى فى الدولة المتقدمة وبمناسبة أحداث العباسية فإنه يجب علينا التفكير فى تنفيذ مشروعات قومية يلتف حولها طوائف الشعب خاصة الشباب، ولابد من تفعيل المشروعات القومية فى جنوب الوادى وسيناء.. وكافة ربوع مصر مستشهداً بالمشروعات القومية التى نفذت فى الستينات مثل السد العالى والاصلاح الزراعى.. والخطط الصناعية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف الاسلام يدعو إلى الالتزام بالاخلاق.. مع استخدام الحزم لصون المصلحة العامة.. وهناك أصابع خفية، قد تكون داخلية أو خارجية تسعى لإحباط مسيرة الثورة لمصالح شخصية وفئوية ولصالح تيارات معينة ويجب ألا ينسى هؤلاء المخربون أن مصر دولة عربية افريقية اسلامية.. وهى مهد الحضارات ولهذا يجب التصدى للفئة التى تنفذ أجندة خاصة وتسعى للعبث بالبلاد والسيطرة على مفاصل الدولة، وذلك باتباع طرق غير مشروعة للوصول إلى السلطة.. وعلى الجميع الاتفاق على مشروعات قومية.. ومقاومة الظلم الطبقى، مشيراً إلى أن مصر بدأت فى العصر الحديث تنفيذ برامج التعمير.
ويؤكد اللواء حازم عبد الرحمن أن الجيش المصرى هو الدرع الحامية للبلاد والمحافظة على حدودها من أى اعتداء.. ولذلك يجب الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة، وعدم المساس بها والجيش المصرى له دور مشرف على مدى العصور خاصة أثناء حرب 73.. ولابد من الرجوع إلى الشرعية دون التعصب أو التشدد أوالاستبداد بالرأى الواحد لأن تكاتف كل قوى الشعب مطلوب الآن وبشدة للخروج من الازمة.. ذلك لأن رسالة الانسان فى الارض ان يعمر فيها.. فالتعمير والعبادة هى العبادة الحقيقة بنص قول الله تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا).
العنف والفوضى
وأوضح د. إكرام بدر الدين استاذ العلوم الساسية بجامعة القاهرة أن القانون كما يعطى حقوقاً فإن ذلك يقابله واجبات ومسئوليات فالقانون الذى يتيح حق التظاهر السلمى يرفض الاعتداء على الآخرين أو الممتلكات العامة والخاصة كما يرفض أن يتم تعطيل وسائل النقل.. أو حمل الأسلحة.. وعدم الاعتداء على المنشآت والمرافق العامة.
وأضاف لابد أن يكون هناك نوع من الفهم والوعى القانونى الذى يمنع الفوضى واستخدام العنف.
وبخصوص ما حدث فى العباسية يقول: إننا لا نستطيع توجيهة الاتهام إلى اتجاه سياسى أو فصيل معين قبل ظهور نتائج التحقيقات الجارية حاليا.. وفى جميع الأحوال فإن هناك من انجراف فى هذه الأعمال لسوء بسوء أو بحسن نيه، وعلينا جميعا أن نفهم أن القوات المسلحة هى الدعامة التى حمت الدولة المصرية من الانهيار بعد أحداث ثورة يناير.. فى ظل ما تعرضت له الشرطة من انهيار.. ونحن لا نستطيع أن نتناسى دور الجيش فى دعم الثورة منذ بدايتها.
ويستطرد د. إكرام بدر الدين قائلا: إن المرحلة الانتقالية حدث بها أخطاء، لكن نوجه الدعوة للجميع بتغليب المصلحة العليا للوطن على أى مكاسب ضيقة لأى فصيل أو حزب أو اتجاه حتى يمكن اجتياز ما تبقى من المرحلة الانتقالية بسلام.. ومن المرغوب فيه النظرة المتعلقة وعدم الانجراف فى مناوشات سواء بين الشعب وأجهزة الأمن.. أو بين الشعب والجيش.. أو بين الشعب والشعب بكل فئاته وطوائفه.. لأن الوضع ينطوى على حساسية كبيرة من الناحية السياسية.. وإذا كان هناك ثمن لتحقيق الديمقراطية.. فلنحاول أن يكون محدوداً.
ويشدد د. إكرام بدر الدين على أن ما حدث فى العباسية إذا تكرر فى أماكن أخرى سيؤدى إلى عدم الاستقرار السياسى، مما يعنى إطالة الفترة الانتقالية.. وكافة الأطراف مدعوة إلى التفكير.
حرق الوطن
ويؤكد اللواء د. وجيه عفيفى رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجية أن ما حدث فى العباسية يمثل منحنى خطيراً لا يمكن السكوت عليه.. وهناك مخطط مشبوه يسعى إلى تدمير هذا الوطن.. وليس أدل على ذلك من توالى أحداث محمد محمود وماسبيرو وغيرهما.. ثم محاولة اقتحام وزارة الدفاع، وهى إحدى الوزارات السيادية التى يملكها الشعب.. وهذا العبث يحقق أهداف ما تسعى إليه قوى الشر والبغى.
والمجلس العسكرى لم ولن يطلق الرصاص على أبنائه.. بالرغم من الذين يسيئون إليه.. وهذه الجماعات والمنظمات التى خرجت من السجون.. والتى كانت قابعة فيه طوال فترة حكم الرئيس المخلوع.. ولديها الشعور بالانتقام هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن وصول جماعة الإخوان والسلفيين إلى مجلسى الشعب والشورى لم يخدم القضية الوطنية.. والسبب فى ذلك أنه ليس لديهم رؤية سياسية أو استراتيجية، فصار التخبط والفوضى منهجا سياسيا لهؤلاء النواب.. واللجنة العليا للانتخابات لم تحسم المواقف القانونية منذ البداية، خاصة فيما حدث من غياب القانون.. وعدم القيام بمحاسبة المرشحين الذين تجاوزوا قراراتها خاصة الدعاية الانتخابية وحصول العديد منهم على مبالغ مالية من الخارج.. ولم يتخذ إجراء قانونى ضدهم، مشيرا إلى أن أحداث العباسية وراءها مخططات خبيثة تشارك فيها أجهزة الموساد والمخابرات الأمريكية.. أما الطرف الثالث فهم فلول أمن الدولة المنحل وعناصر فرق الاغتيالات.. وهناك غياب الفكر الاستراتيجى والسياسى لهذه الجماعات، لأنهم عاشوا فى السجون مدة تزيد على 50 عاما.
ويطلب اللواء د. وجيه عفيفى من المجلس العسكرى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تخريب هذا الوطن.
وأضاف أن إسقاط الدولة يبدأ بإسقاط الجيش، وهذا يمثل خطرا على حاضر ومستقبل الوطن.. أما الذى يتباكى لاستخدام القوة مع المخربين، فهو يسعى إلى إحراق الوطن.. وإذا كنا نتحدث عن حق التظاهر تحت مظلة القانون فيجب تحديد أماكن التظاهر مسبقا، مع اعتبار أن الوزارات السيادية (الدفاع - الخارجية).. لا يجوز التظاهر أمامها، لأن ذلك يمثل اختراقا للأمن القومى المصرى.
فالسؤال: لماذا وصل هؤلاء إلى هذه المناطق الاستراتيجية إلا إذا كان لديهم نية مبيتة لتخريب وزارة الدفاع واحتلالها، لكن الشعب وقواته المسلحة يقفون له بالمرصاد.. ولن يتمكنوا مطلقا من تدمير هذا الوطن.
النظام السابق
ويقول المستشار رشاد بدور عضو هيئة حزب الوفد إن كل مصائب مصر سببها التيار الدينى، فللأسف خرج من عباءة الإسلام بعض المشعوذين والمتشددين الذين لا يعرفون من الدين إلا اسمه.. فكل من هب ودب أطلق لحيته وقصر ثوبه صار راعيا للدين الإسلامى ووكيلا عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن النظام السابق ارتكب خطأ فادحا بمطاردة عناصر هذه التيارات وأودعهم السجون.. وكان يجب أن يطلق سراحهم.. حتى يكشفهم الشعب، كما كشفهم هذه الأيام، لافتا إلى أن بعض منهم مخربون وشاركوا فى أغلبية الجرائم التى حدثت بعد ثورة 25 يناير، فقد شاركوا فى إحراق أقسام الشرطة وروعوا الأمن. وعندما ذهبوا إلى العباسية.. كان لديهم مخطط للتخريب، إنهم ذهبوا إلى معقل الجيش ليقولوا إنهم قوة الجيش، لكن الشعب فى العباسية تصدى لهم، وهؤلاء المارقون استخدموا الألفاظ النابية ضد الجيش وقياداته، وهدفهم نشر الفوضى، كما حدث فى باكستان وأفغانستان وغيرهما، لكن مصر دولة عريقة منذ آلاف السنين، فقد نسوا أن أحكام الدين الإسلامى تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، والدين المعاملة، مشيرا إلى أن هؤلاء المخربين شياطين ارتدوا ثوب الإسلام، والشعب عرف أنهم يتاجرون بالدين، كما أنهم جندوا العقيدة لخدمة مصالحهم.
ويسأل المستشار رشاد بدور هؤلاء المحسوبين على الإسلام.. أنا مسلم الديانة، لكنى لم انتم لأى جماعة دينية.. فهل أنا كافر؟.
وأضاف: الحقيقة أننى أعرف الإسلام أكثر منهم، وكذلك ملايين المصريين متدينون.. ومصر العظيمة حامية الأديان.. والتى احتضنت أنبياء الله ورسله من قديم الأزل.. فقد عاش فيها سيدنا موسى.. وسيدنا يوسف والذى عين وزيرا للمالية، وهؤلاء المتأسلمون عليهم أن يقدموا برامج اقتصادية واجتماعية.. ويبعدوا عن التمسح بالدين وتطويعه لتحقيق أهدافهم ومآربهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.