ما يحدث الآن من هجمة ممنهجة على حرية التعبير فى مصر، والحكم الذى صدر ضد عادل إمام هو البداية إذ تتبعه قضايا أخرى ضد عادل إمام ووحيد حامد ولينين الرملى وشريف عرفة، ومع احترامى لحكم القضاء لكن لا أفهم أن يجرم فنان قدم أعمالاً تناقش واقعاً مصرياً بأنه ازدراء للأديان وهذه الأعمال بعضها يرجع إلى عشرين سنة ماضية هم معرفوش أنها ازدراء إلا الآن! الأفلام التى سمعنا أنه اتهم بها تعد من أفضل أفلام عادل إمام على الإطلاق ففيلم الإرهابى كان بعد مقتل الكاتب فرج فودة نتيجة فعل إرهابى لأنه قال رأيه، والفيلم يدور حول شاب استغل فى حادثة اغتيال تجاه أحد الكتاب ويؤكد على رفض العنف.وفيلم طيور الظلام يعكس صورة الصراع بين مستغلى الدين والمتسلقين، يدور حول اثنين من المحامين كانا زميلين فى الدراسة كل منهما اتخذ طريقاً للوصول إلى المال والشهرة رغم مهارتهما الحرفية، واحد اختار التسلق والتلاعب مع الحزب والسلطة القائمة والثانى استغل الدين والدفاع عن الجماعات الدينية وحين تعرض للخطر تخلى عما كان يدعمهم، والفليم يهاجم من يستغل الدين للوصول للسلطة، أما الإرهاب والكباب فلا أعتقد أنه تعرض للدين فهو يمثل رفضاً لما يتعرض له المواطن البسيط من ضغوط فى حياته، وهذه الأفلام بالذات شهدت اقبالاً شديداً وأعلى إيرادات فهل كل من دخلها كان يوافق على ازدراء الأديان؟ الفن يعكس صورة مجتمع هل ننكر أن فى مجتمعنا بلطجة وانهياراً أخلاقياً فى العديد من القطاعات وفساد وإلا ما قامت ثورة، هل المطلوب أن يعكس الفن صورة وردية لمجتمع غير موجود على أرض الواقع وأذكر قصه قرأتها بهذه المناسبة أن المخرج الكبير محمد كريم كان يظهر الريف المصرى فى أفلامه وخاصة «زينب» فى صورة جميلة، فسئُل لماذا لا يعكس الأوضاع الحقيقية فقال: لتبدو صورة مصر فى الخارج جميلة، ولكن ما يريدوه أصحاب القضايا مجتمعاً حسب الطلب ومفصلاً على مقاس فئه بعينها. وللعلم أولا: إن عادل امام فنان يؤدى وليس كاتب النص فعلى أى أساس تم توجيه الاتهام له، ثانيا: وحيد حامد أو لينين الرملى يعتبران من أفضل كتاب السينما والمسرح والتليفزيون ويعدان منذ سنوات طويلة من أكثر الكتاب ريادة وقبولاً عند المتفرج المصرى، هل سنعقد محاكم التفتيش التى تبدأ بتوجيه التهم بالخروج على الدين استغلالاً لتدين الشعب المصرى ومحاولة تشويه الأدب والفن، إن قياس تقدم أى بلد بمبدعيها ولم نسمع عن أدب وفن موجه إلا فى الأنظمة الشمولية الاستبدادية هل قامت الثورة لزرع وتأييد الاستبداد واللى كان شعارها حرية وعدالة اجتماعية واتضح أنها ما جابتش إلا حزب الحرية والعدالة وهذا الطريق سيبدأ بعادل إمام ووحيد حامد وسينتهى بقمع كل فكر حر ولن نجرؤ على كتابة كلمة عن الإخوان ولا السلفيين ويجب أن يكون هناك تفرقة بين الإسلام ديننا الذى نقدره جميعاً ولا نقبل أن يساء إليه وبين شخصيات وأفراد فليس فى الإسلام كهنوت ولا أشخاص معصومون ولا حد يحق له أن يقول إنه يمثل الإسلام، وأن من يهاجمه يهاجم الإسلام؟ الإسلام أكبر من أى شخص واذا كان البلكيمى الذى كذب واعترف بكذبه علناً يقول إن من يهاجمونه يهاجمون الإسلام، من يجب أن يحاكم هو من يجعل الإسلام حكراً عليه ويكفر الآخرين. ثالثاً حكاية المرأة والمحرم فى الاعتصام فى التحرير فبنات أبو إسماعيل كما يسمون أنفسهن واللواتى يعتصمن فى التحرير تأييداً لحازم أبو اسماعيل اتباعاً لمبدأ أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وأبو إسماعيل فى نظر أتباعه فوق أى قانون أو وثائق، ومن حقهن الاعتصام على حد قولهن مع المحارم رغم أنهن يعتبرنه عارضاً وأنه ربما يكون خارجاً عن القاعدة الأساسية التى يؤمن بها استشهاداً بالآية الكريمة:«وقرن فى بيوتكن». لكنه فى رأيهن ضرورة لحماية الوطن وكأن الوطن هو أبو اسماعيل، المهم حسب ما بيقولوه إن الرجالة بيسهروا حول الخيام التى يبيت فيها النساء وأن الرجال يطوقوهن أثناء المسيرات، مع أنه مفروض أنهن ملتزمات بأخلاق الإسلام وهى عدم تجريح الآخر فقد انصب هجومهن على السيدات اللواتى اعتصمن أثناء الثورة ووقفن فى التحرير للمطالبة بالحرية فى الوقت الذى كان رجال ونساء أبو إسماعيل فى منازلهم ونسوا أن السلفيين لم يشاركوا فى ال 18 يوماً الأولى من الثورة، واحدة منهن قالت: شوفوا صور هؤلاء نحن نذهب بأزواجنا ويحمينا الرجال على عكس ما كنا نراه فى صور معتصمات الثورة والمناظر اللى كنا بنشوفها وانهن يبتن بالنقاب لمزيد من التأمين وأن المنتقبة بتنام زى ما هيه، وأن هناك فرق بيننا وبين معتصمات التحرير أثناء الثورة، نحن تحركنا العقيدة ولا نتصرف هباء نتبع عالماً نثق فيه. أعتقد أن صور جميع من وقف أيام الثورة محترمه وتستحق التقدير وأقول للسيدات: إذا كنتن ترين أن ما تفعلنه الآن عارضاً فالأفضل أن تقرن فى بيوتكن، والإسلام يمنع الاغتياب وقذف المحصنات، وأنتن تتكلمن عن نصرة شخص أقسم كذباً على بيانات غير حقيقية، أما من خرج من النساء فكن يتكلمن عن نصرة وطن وان من خرجن تعرضن للاعتقال والأذى، أما أنتن فكما تقلن تتمتعن بحماية الرجال والمحارم، والمرأة شاركت بدور فعال فى الثورة ولكن أشعر أن الأمر سينتهى الآن بطلب وأدها، بعد نجاح الثورة قام بعض السلفيين فى بعض الأحياء الشعبية بمنع النساء من الذهاب لعملهن، والآن نجد مرشحاً كالدكتور أبو الفتوح والمفروض أن له فكراً مستنيراً فى برنامج وعلى صفحات الصحف بانه لن يفرض الحجاب بعد حصوله على رئاسة الجمهورية ولكن سيجعل مجلس الشعب يفرضه بقانون ولما سُئل هل سيقومون بتطبيق وايقاف السيدات بالقوة؟ قال إنه سيطلب ممن ينفذون هذا أن ينفذوه بطريقة حسنة، هل معنى ذلك أنه سيطبق قانون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بنساء مصر، وهى جمعية ظهرت المطالبة بها من بعض السلفيين، وهل تتخيل أيها القارئ أن يوقف أحد زوجتك أو ابنتك فى الطريق العام أو تذهب لقسم بوليس بدعوى أنها سافرة ومتبرجة؟، وما رأى السيد المرشح فيما قاله الشيخ جمال البنا شقيق الشيخ حسن البنا فى أن زوجة الشيخ وبناته لم يكن محجبات هل لو كن موجودات سيطبق عليهن قانونه، وبأى حق يصادر حرية الإنسان واختياراته فالدين ليس جلباباً ولا طرحه مع احترامى وتقديرى للمحجبات الفضيلة سلوك وتعامل وليس رداء، حين منعت الجامعات المنتقبات من الدخول رفعن قضية وكسبنها لأن من حق الإنسان اختيار الملبس الذى يراه مناسباً. الآن يحدث العكس فقرار المحكمة الذى صدر ورحبوا وهللوا له عن حق المرأة فى ارتداء الزى الذى تراه، وبعد أن تبدلت الأوضاع يريدون الآن فرض ما سبق رفضه حين طبق عليهن! هل المبدأ يتغير مع السلطة. وأخيراً فى حديث لرئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح الرئاسة محمد مرسى فى حوار فى التليفزيون قال: إحنا حاضنين الشعب المصرى، وأنا أحاول تفسير التعبير هل يقصد مكوشين عليه؟ ولا يستطيع الإفلات من حضنهم، ولا الشعب محتاج للحضانة والرعاية وعلشان كده بياخدوا صوت الناس بعلبه زيت وكيس سكر وإيه رأيه فى الذين رفضوا ترشحه فى المنصورة دول مش داخلين فى مجموع الحاضنين، وأجاب عن سيطرة الإخوان على الأجهزة التشريعية والتنفيذية أنهم ناس كتير وكبار وعارفين بعضهم واعتقد أن نظام مبارك قالوا نفس الكلام، فهل نعيد انتاج الاستبداد؟ وأما عن المليونيات اللى اصبحت كل يوم جمعة فكما قال الأستاذ صلاح عيسى بأنها بلا لون ولا طعم ولا رائحة كل يسعى لمصلحته الخاصة، الإخوان يحاولون استعادة شعبية تراجعت، السلفيين ضد لجنة الانتخابات، وأما حازم أبواسماعيل عامل مولد لوحده ويحذر من تزايد الغضب داخل الشارع موضحاً أنه لن يستطيع ايقاف هذا الغضب ويجب على الحكومة أن تتعامل معهم يعنى عاوز الحكومة تضرب بالقانون عرض الحائط وبالوثائق الرسمية وتعيده. الغريب أن حزب د. البرادعى دعا مرشحى الرئاسة وحددهم واستبعد البعض من نفسه على أن يتفقوا على اختيار واحد وأنه من خلال ميثاق شرف سيتم اعلانه من خلالهم فى ميدان التحرير أمام الشعب، هل الجميع يريد مصادرة حق الشعب والاختيار له، الصندوق هو مجال الاختيار.