كتب : فتحى شمس الدين ... يعيش الشارع المصرى حاليا حالة من اللغط السياسى مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، ومع إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية زاد هذه اللغط نتيجة عدم الاتفاق الشعبى على مرشح واحد يلتف حوله كل المصريين، مثلما كان الحال فى الثورة التى وحدت الصف المصرى بمختلف طوائفه وشرائحه، حيث كان الهدف واضحا والخصم محددا، إلا أن الشارع المصرى حاليا يموج بحالة من الانقسام لم يمر بها فى تاريخه بسبب التيارات السياسية المتصارعة على مقعد الرئاسة، والمتأمل للمشهد السياسى للانتخابات الرئاسية يجده مقسما ما بين التيار الإسلامى و التيار الليبرالى وتيار الفلول، وأكثر ما يثير الدهشة هذا التيار الأخير، فكيف يكون هناك العديد من المرشحين للانتخابات الرئاسية من المحسوبين على النظام السابق الذى توحد الشعب كله لإسقاطه، فهاهو نائب رئيس الجمهورية السابق يعلن تقدمه بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية قبل استبعاده من قبل اللجنة العليا للانتخابات، وكذلك رئيس وزراء رئيس الجمهورية السابق الذى طبق عليه قانون العزل السياسى ثم عاد بقدرة قادر إلى السباق الرئاسى مرة أخرى ووزير خارجية الرئيس السابق الذى ينكر حاليا انتمائه إلى ذلك النظام الفاسد على الرغم من إعلانه تأييده المطلق إليه قبل الثورة، وكأن المصريون شعب مغيب لا ذاكرة له!!! وعلى الرغم من يقينى أنه لو عاد الرئيس المخلوع لحكم البلاد مرة أخرى فلن يحكم بنفس السياسيات التى كان ينتهجها، لأن مصر قبل ثورة 25 يناير ليست مصر بعد الثورة، إلا أن حق الشهداء يحتم علينا اختيار رئيس محسوب على الثورة، عاش همومنا، وأحس بمشاكلنا، طالب بمطالبنا، له مواقف ضد النظام السابق وليس مجرد عضو فى القطيع الذى كانه يقوده الرئيس المخلوع، نريد رئيس يحقق النهضة لمصر رئيس يحب مصر ويعشق ترابها، وليس مدعوما بأجندات وتأيدات خارجية .. نريد رئيس ابن لمصر ليقود البلاد للمستقبل الرحب ... وإلا فإننا مجبرين فى حالة عدم تحقق ذلك أن نقبل بسرقة الثورة والانقضاض عليها، لنجد أنفسنا يوما ما نقدم التحية إلى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك مفجر الثورة المصرية.