قادنى حظى السيىء إلى اللجوء لأحد المستشفيات الخاصة حيث أصيبت والدتى بالتهاب رئوى حاد وارتفاع نسبة السكر فى الدم مع صعوبة فى التنفس دخلت على أثرها العناية المركزة بالمركز الطبى بسموحة بالاسكندرية يوم 7 فبراير.. وكانت الحالة ليست خطيرة وتتحرك وتتكلم وتمشى.. وأن الحالة - حسب كلام الأطباء بالمركز الطبى وطبيبها الخاص - لا تستدعى البقاء بالعناية أكثر من يومين إلى 3 أيام فقط لنفاجأ أنها بقيت بالعناية لمدة 45يوماً بالتمام والكمال حتى توفيت يوم 22مارس2012. وخلال هذه الفترة تم وضعها على جهاز التنفس الصناعى وكان من المقرر أن تتم لها عملية « شق حنجرى»حيث إن المدة المفروضة لوضعها على جهاز التنفس الصناعى لا تزيد على 15 يوماً ومع ذلك لم تتم هذه الجراحة حتى الوفاة لأسباب غير معروفة مع إعطائها مخدر «المورفين» معظم الوقت. وقد قادها حظها العاثر إلى أن انتقلت عدوى لها شديدة بالجهاز التنفسى من خلال جهاز التنفس الصناعى نتيجة الإهمال وعدم تعقيم الأجهزة والتلوث بالعناية.. هذه العدوى انتقلت لجميع المرضى الموجودين بالعناية.. استدعت إلى استخدام أشد وأقوى أنواع المضادات الحيوية لينتهى الأمر بالفشل الكلوى نتيجة هذه المضادات الحيوية واستخدام مخدر «المورفين» «عمال على بطال» مما كان له الأثر على كفاءة الكلى.. وأبلغونا أن الأمر يستدعى عمل جلسات غسيل «ثنائى الفلتر» وليس غسيلاً كلوى عادى 3مرات أسبوعياً لتنشيط الكلى.. وأثناء الجلسة الخامسة حدثت لها انتكاسة ومع ذلك استكمل الطبيب المحترم جلسة الغسيل التى مدتها تتراوح مابين 4-5 ساعات ولم يراع كبر السن مما أدى إلى حدوث «رفرفة بالقلب» ورشح وصعوبة بالتنفس مما أدى إلى الوفاة فجر اليوم التالى(!!). وكان مع كل يوم يعشموننا بأن الحالة اتحسنت وانه سيتم رفع جهاز التنفس الصناعى و.. و.. وكنت أثق فى كلامهم اعتقاداً منى انه مركز طبى محترم حتى سمعت أن هذا السيناريو هو المتبع فى هذا المركز ولا يعرفو غيره لا بتزاز المرضى (عينى عينك). واكتشفت أنه كلام حقيقى وأن الغالبية العظمى من مرضى العناية يتبع معهم هذا السيناريو حيث أن التشخيص موحد لجميع الحالات وهو التهاب رئوى حاد ثم إبلاغ أهل المريض بأن هناك جلطة صغيرة جداً فى القلب وأن عضلة القلب قد تأثرت وتعمل بأقل من نصف طاقتها ثم يتم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعى.. وأنه يحتاج لعملية « شق حنجرى» لطول المدة ويتم التعامل مع المريض بإعطائه مخدر المورفين معظم الوقت حتى لا يزعجهم بطالباته أو يشكو لذويه وأهله أثناء الزيارة من سوء المعاملة والإهمال وطول المدة بحجة سوء الحالة النفسية للمريض حتى يصل الأمر فى النهاية إلى انتفاخ ساق وقدم وبطن وأيدى المريض بالسوائل والإصابة بالفشل الكلوى ويصرون على عمل جلسات الغسل الكلوى «ثنائى الفلتر» وليس العادى دون مراعاة لكبر السن مما يؤدى إلى إنهاك المريض وقلبه حتى ينتهى الأمر بالوفاء طبعاً.. وعرفت السبب.. أن الغسيل ثنائى الفلتر سعر الجلسة الواحدة مابين 700و800 جنيه، بينما، الغسيل العادى ب 240 جنيها فقط وهذا لا يتمشى معهم لان الطب بهذا المركز لايكيل ب «الباذنجان»! وتكون فاتورة تكلفة العلاج جاهزة لتقديمها لأهل المريض أقصد أهل المتوفى الذين يكونون قد انهكوا هم الآخرون وفى حالة ذهول واستسلام لهذه اللعبة ويفوضون أمرهم «لله» لتخرج الحالة محمولة على الأكتاف إلى مثواها الأخير بعد أن جاءت للمركز بشكوى مرضية بسيطة لتخرج تشكو من عدة أمراض مختلفة لم تكن تشكو منها من قبل.. ثم يفاجأ أهل المتوفى وهم فى حالة الحزن الشديد بأن المستشفى يقدم لهم هدية وهى عبارة عن أفلام الأشعات التى اجراها المريض طوال فترة إقامته بالمركز حيث يجرى المريض يومياً ما بين 30و40 أشعة وتحليل فإنك تحتاج لسيارة نصف نقل لحمل هذه الهدية. وعندما نزلت لاستلام جثة والدتى (رحمها الله) من المشرحة وجدت أكثر من 5 جثث خلال هذه الساعة فقط وعرفت أن هذه الأعداد من المتوفين بالمركز هى المعتاد وأكثر يومياً وحكى لى واحد من أهالى المتوفين انه فى احد الأيام كان العدد 14 متوفياً. وقد قمت خلال هذه الفترة بدفع أكثر من 31 ألف جنيه بالاضافة إلى 6 آلاف أخرى ما بين شراء اكياس الدم (355 للكيس الواحد) والبلازما (115 للكيس الواحد) قمت بشرائها من بنك الدم بالمركز بالاضافة إلى بعض الأدوية والذى خفف عنى الأمر أننى نجحت فى استخراج دفتر التأمين الصحى لها يوم 21 فبراير أى يعد اسبوعين من دخولها المركز ولولاه لوصلت الفاتورة إلى 100 ألف جنيه. ليبدأ المركز الطبى فى سرقة التأمين الصحى باحتساب أشياء وأمور على الورق فقط! هذا السيناريوم يتم اتباعه مع كل المرضى فى ظل غياب وزارة الصحة التى تركت الحبل على الغارب بلا رقيب أو متابع على هذه المراكز والمستشفيات الخاصة التى يديرها مجموعة من الأشخاص والأطباء يتمتعون بمواصفات خاصة جداً بدءاً من مديرها الذى يعشق أسلوب «قتشنى فتش» حيث تجده على علم بكل حاله وإذا ناقشته فى أى شىء تكون الإجابات لديه جاهزة.. مروراً بالمدير الفنى الذى كل همه ووظيفته هو تشفية المريض وأهله وتحصيل فواتير العلاج المبالغ فيها والتى تقوم على مبدأ « الشىء لزوم الشىء»بأسراع وقت والمريض على قيد الحياة حتى لا يتعبه الورثة.. وليس فى اهتمامه صحة المريض أو شفاؤه أوحياته لأن الطب عندهم كما قلت لا يكيل ب «الباذنجان» حيث تجد مكتبة مليئاً عن آخرة بأهالى المرضى الليبين الذين يحتلون المركز وطبعاً بدون تعليق (واللبيب يفهم بالاشارة» حتى طاقم الأطباء والتمريض فمعظمهم دون المستوى المهنى ومغلوبون على أمرهم، فراتب الطبيب هناك لا يتعدى 600 جنيه والممرضة 400 قبل الخصومات.. تصوروا!! إننى أناشد وزير الصحة ولجنة الصحة بمجلس الشعب فتح ملف هذه المراكز الأستثمارية والتى انتشرت فى الآوانه الأخيرة بشكل لافت للنظر وخاصة بالإسكندرية والتى لا تمت للطب بصلة والتى كل همها فى المقام الأول والأخير هو ابتزاز المريض وأهله وجهة التأمين التابع لها حتى آخر دقيقة فى حياة المريض دون مراعاة للضمير أو الرحمة والتى وصل الأمر لبعضها للعمل فى تجارة الاعضاء البشرية لانها مربحة للغاية وهذه حكاية أخرى سأتكلم عنها فى مقال آخر لاحق.. «وحسبى الله ونعم الوكيل».