إذا ضاعت مصر من أبنائها فلن يجدوا غيرها وطنا وإذا ضاعت فلن يجدوا لهم بين الأمم مكانة أو علما وإن ظلوا يعيشون على أرض الوطن، لأنهم حينئذ سوف يكونون أمواتا غير أحياء يتجرعون مراره التخلف والألم. ولكن كيف نسترد مصرنا خصوصاً بعد ضياع الكثير من دعائم ومقومات تميزها عن غيرها من الأمم بما يستوجب سرعة استرداد المصريين لمصرهم مثل الأخلاق التي ضاعت والتي هي الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت وضاعت أخلاقهم ضاعوا وذهبوا، كذلك يجب سرعة استرداد المحبة والوئام والألفة بين أبناء الوطن الواحد والتي كانت من أبرز صفات المصريين والتي كانت توحدهم ضد أي خطر، أيضاً وأخيراً حتمية استرداد الهمة المصرية لاسترداد مصر لنهضتنا، ولن يتحقق ذلك كله إلا بوحدة الصف والهدف ثم العلم والعمل وذلك يعني في مجموعه تحقيق النهضة لمصرنا الأم والسكن. والسؤال ما هي أسباب تحقيق تلك النهضة ؟ تتحقق النهضة بوجوب إلتزام كل مصري وطني بتحقيق المطلوبات الآتية : أولاً: أن ينسى كل مصري ذاته وأنانيته ومطالبه الشخصية في هذه الفترة الحرجة وأن يمد يده إلى أخيه المصري الشريك له في الوطن الذي يشرب معه من نيله ويستظل معه تحت سمائه ويعيش بجواره فوق أرضه ويتنفس معه هواءه وذلك لتحقيق تعاون أكيد ووحدة هدف لإنقاذ الوطن والخروج بمصرنا من تلك المرحلة الحرجة والخطيرة في تاريخها بل الفريدة في ظرفها، وأن يكف كل شخص عن اتهام أخيه أو التربص لأخطائه حتى لا ينطبق عليهم قول الحق «كلما دخلت أمة لعنت أختها» صدق الله العظيم. ثانياً: أن ينعقد الشعور الوطني الأكيد لدى كل مصري بأن هدف تحقيق النهضة لمصر هو غاية غالية وسامية يجب أن يتعاون كل مصري مع أخيه المصري الشريك له في الوطن لتحقيقها أياً كان توجهه واعتقاده بعزم أكيد لتحقيق تلك النهضة. ثالثاً: الارتفاع بالهمة المصرية لدى المصريين إلى أقصى درجاتها بل إلى السماء السابعة لأن مصر عظيمة ولا يليق بها أقل من ذلك فالعنصر البشري فيها متميز لكن ينقصه حشد الهمم والارتقاء بها، وذلك. لأن النظم السابقة على ثورة يناير قد أحبطت تلك الهمم ونزلت بها إلى أدنى مستوياتها، بل في بعض الأحيان انعدمت همة المصريين، فبعد أن كان الصانع والعامل والعالم المصري وكافة المهن كان لها من التميز ما يجعلها تنافس بل تعلو على همم الآخرين شرقاً وغرباً، للأسف نجدها الآن انحطت حتى فقدت مصر مكانتها العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، لذا وجب الارتفاع والارتقاء بهمة كل مصري كواجب ديني أمرت به كل الأديان وكواجب وطني ملح خصوصاً في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر لاسترداد مكانتها على كافة الأصعدة. رابعاً: وأخيراً إتقان العمل والإخلاص ذلك بالسير بخطي سريعة وقوية نحو العمل الجاد والتنمية الشاملة في كافة القطاعات بجد واجتهاد وانتظار الثمرة بغير تعجل فلن يضيع الله أجر من أحسن عملاً وأخلص أداءه، فمصرنا والمصريون ليسوا أقل من تجارب حولنا بدأت بعدنا بسنوات طويلة وحققت نجاحات عظيمة على يد أبنائها استردوا بها بلادهم ومكانتهم الإقليمية والدولية مثل التجربة التركية والماليزية وما حدث في البرازيل وفيتنام وكوريا الجنوبية وغيرها من الشعوب ذات الهمم. لذا كان حقاً على المصريين أن يسارعوا إلى استرداد مصرهم الغالية من خلال تحقيق الواجبات والمطلوبات التي أشرنا إليها. تلك الواجبات أو المطلوبات الأربعة الواجبة على كل مصري وطني يريد استرداد مصر لمكانتها بين الأمم أن يتفانى في تحقيقها حيث تكون النتيجة إن شاء الله خير ورفعة وقوة ومنعة لمصر والمصريين على كافة الأصعدة العربية والإقليمية والدولية وهي ما كانت عليه من قبل وحققه أجدادنا الذين نترحم عليهم الآن وذلك حتى يترحم علينا أبناؤنا ويذكروا لنا أننا لم نضع فرصة الثورة العظيمة التي عشناها نحن والتي سوف يحاسبنا عليها التاريخ بل سيحاسب عليها رب العزة – اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ