أظن أن تطهير وزارة الداخلية من فلول النظام السابق ومن رجال حبيب العادلى المحبوس حاليا.. وإعادة هيكلتها كانت ومازالت من المطالب الأساسية التى نادى بها أعضاء مجلس الشعب منذ بداية الدورة البرلمانية وحتى الآن. بعد زيادة أعمال البلطجة والسطو المسلح على المحلات والمنشآت ومجزرة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 73 شابا من جمهور الأهلى.. وكانت قوات الأمن «تتفرج» على الاعتداءات البشعة والوحشية على شباب الأهلى.. وترك هذا الحادث العديد من علامات الاستفهام والأسئلة الحائرة حول جهاز الشرطة الحالى.. والانفلات الأمنى! وأعتقد أن تطهير وزارة الداخلية وهيكلتها يجب أن يمتد أيضا إلى إدارات المرور فى جميع المحافظات.. خاصة بالقاهرة الكبرى.. بعد أن تحولت هذه الإدارات إلى مثال صارخ للفساد والإهمال والفوضى والروتين والوساطة والمحسوبية والرشاوى والتعقيدات التى لا طائل لها.. وأصبحت إدارات لتعذيب المواطنين الغلابة لمجرد أنهم يملكون سيارات! وأن المواطن يجب أن يقضى أياما وأسابيع فى إدارات المرور لمجرد أنه يريد أن يجدد رخصة سيارته.. ويقف فى طوابير طويلة للوصول إلى شباك التجديد! ومن غير المعقول أن تقوم كل إدارات المرور فى القاهرة وحلوان بتوجيه كل المواطنين- فى وقت واحد- إلى إدارة مرور وسط القاهرة (الدراسة) للحصول على شهادات المخالفات.. وأن المواطن عليه أولا أن يحصل على رقم سيارته القديمة، وأن يقف فى طرقات ضيقة وملوثة ومكدسة بالمواطنين للكشف عن مخالفتها، رغم أنهم عندما حصلوا على اللوحات الجديدة التى كانت سبوبة بين العادلى ونظيف وبطرس غالى قد حصلوا أيضا على براءة من مخالفات اللوحات القديمة.. ولكن هذا هو الروتين والتعذيب للمواطنين! أما رحلة العذاب الثانية فهى الكشف عن مخالفات اللوحات القديمة والجديدة فى طابق آخر يختلط فيه الحابل بالنابل والشباب مع كبار السن والشيوخ، وقد شاهدت بعين رأسى بعض السيدات والآنسات الفضليات وهن يبكين من شدة الزحام الخانق لمجرد الحصول على هذه الشهادة الملعونة. ولا أدرى لماذا لا يتم تخصيص شباك للسيدات لحفظهن من هذه البهدلة المتعمدة من الموظفين بإدارة مرور الدراسة! كما يجب على المواطن الانتظار بالساعات الطويلة حتى يتم إصلاح شبكة الحاسب الآلى التى هى دائما «عطلانة»، بالإضافة إلى انتظار السادة وكلاء النيابة لأنهم منتدبون فى الخارج فى انتخابات مجلس الشورى والإعادة! أما رحلة العذاب الثالثة فهى العودة إلى إدارة المرور التى يتبعها المواطن.. ويتكرر نفس العذاب، ونفس الزحام، ونفس التكدس.. ونقص المعلومات واستكمال الأوراق. ولا أدرى لماذا لا تنشئ إدارات المرور مكتبا للاستعلام عن استكمال الملفات المكدسة بالأوراق والتى لا فائدة منها سوى تحصيل الأموال والضرائب من الناس.. وذلك قبل الوقوف فى الطوابير الطويلة؟! *** إن تطهير وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لا يتم بحركة ترقيات وتنقلات بين السادة الضباط، فقط ولكن بإعادة تأهيل هؤلاء الضباط وترجمة شعار أن الشرطة فى خدمة الشعب وليست أداة لتعذيب الشعب!