تجاوز عدد شهداء الثورة السورية سبعة آلاف شهيد، منهم أكثر من 400 طفل، و350 سيدة وفتاة وقدر عدد المعتقلين بخمسين ألف معتقل، وعشرين ألف مفقود، حتى بعد أن أرسلت جامعة الدول العربية بعثتها بلغ عدد الشهداء بعدها 1500 شهيد! هذه الأرقام المهولة تؤهل ديكتاتور سوريا للتسجيل فى موسوعة جينس للأرقام القياسية فى قتل أبناء شعبه والقضاء عليهم! لكنها تؤكد أيضا اقتراب نهايته على يد أبناء هذا الشعب! فما هى إلا فترة وجيزة حتى تنتقل الثورة إلى دمشق العاصمة، وحينها يبدأ العد التنازلى لسقوط الطاغية الذى لا يأبه لشىء فى الكون سوى البقاء على كرسى الحكم، بينما هو ينسى أن ما من حاكم سفك دماء شعبه، إلا وقد وضع نهايته بيديه.. التاريخ والعقل والتراث الإنسانى قالوا هذا، لكن لن يفهم سوى أولوا الألباب، أما من أحاطوا أنفسهم بثلة من المنتفعين والفاسدين، فقد أغلقوا عقولهم وقلوبهم وأغشاهم ربهم حتى لا يبصرون! لقد فعل الديكتاتور الكبير حافظ الأسد والد الديكتاتور الصغير بشار – فعل الأعاجيب ليورث ابنه باسل حكم سوريا، لكن الله قدّر أن يموت ابنه ربما يتعظ، فلم يكفه الموت واعظا، وأحضر ابنه الذى يدرس طب الأسنان من لندن ليوليه شئون بلد عريق مثل سوريا ليحفظ له مجده، وليحكمها حافظ الأسد حيا وميتا! اهتم كثيرا حافظ الأسد بأن يورث ابنه مقاليد الحكم فى سوريا، لكنه لم يهتم أبدا بأن يسلمها له محررة، وظلت سوريا حتى الآن محتلة من الجيش الإسرائيلى! اهتم حافظ الأسد حتى وهو فى قبره بأن يظل السوريون مقيدى الحرية والعقل، لكنه لم يهتم أبدا بأن يكون ابنه حاكما لشعب يحبه ويريده! لكن ها هى الأيام تسقط أحلام هؤلاء، وها هى الشعوب لا تبخل بدمائها من أجل حريتها، وها هى مخططات الطغاة تسقط واحدا تلو الآخر! قد يدفع الشعب السورى ثمنا باهظا للحرية والعدالة والكرامة والمستقبل الواعد، لكنهم يستحقون التضحية، فالفوز آت لا محالة، وأحلام الشعوب هى التى تتحقق، أما أحلام الطغاة فهى تدفن معهم فى قبورهم.. هذا إن فازوا بقبور!