عدم الإقبال الذى شهدته انتخابات الشورى فى مرحلتها الأولى كان بمثابة استفتاء شعبى على عدم أهمية الدور الذى يلعبه المجلس فى الحياة السياسية بل ذهب البعض لأبعد من ذلك ووصف حال العزوف هذه بأنها رسالة من الشعب بحتمية إلغاء مجلس الشورى، لأنه «لا بيهش ولا بينش» على حسب تعبير البعض. الأسباب الحقيقية وراء عدم الاقبال على التصويت والأضرار التى يمكن أن تحدث فى حال إلغاء جناح البرلمان الثانى فى مصر «مجلس الشورى» تناقشها أكتوبر مع مختلف التيارات السياسية فى السطور التالية:عصام شيحة المحامى بالنقض ونائب رئيس حزب الوفد يرى أن مجلس الشورى أنشئ فى عام 1980 بصفقة بين تيار الإسلام السياسى والرئيس السادات ومنذ تلك اللحظة أصبح مجلس الشورى حجراً ثقيلاً على نفوس المصريين وأى عمل سياسى مخالف لطبيعة الأمور فإن المواطن يأخذ منه موقفاً فمنذ بداية المجلس بقانون 120 لعام 80 حتى عام 2007 لم يكن للمجلس أى اختصاصات تذكر عند الاختصاصات التى تمت إضافتها له خلال التعديلات الدستورية الأخيرة فى ظل النظام السابق. بالإضافة إلى أنه يكلف الموازنة العامة 400 مليون جنيه سنوياً بغير مقابل ولكن وخطورة مجلس الشورى فى كونه المشرف على الصحف القومية، بل هو مالك الصحف القومية وأنه المشرف على كافة المجالس المتخصصة أما عن الأسباب الرئيسية التى أدت إلى عزوف المواطنين عن انتخاباته فهى نتيجة انتخابات مجلس الشعب وما حدث فيها من سيطرة فصيل بعينه على أغلبية المجلس حيث سادت فى الشارع السياسى حالة الخصام بين المواطن والانتخابات بجانب التجاوزات والانتهاكات فى انتخابات الشعب والتصويت على أساس طائفى قد دفع المواطن لعدم المشاركة فى الشورى. بلا أهمية ويرى المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط بأن هناك شعورا لدى جميع المواطنين بعدم أهمية هذا المجلس، وكذلك لدى القوى السياسية رغبة فى إلغاء أقرب وقت ممكن لذلك كانت هناك حالة من عدم الرضا على إجراء الانتخابات، وأنه كان من الممكن تأجيلها وعلى مستوى حزب الوسط يقول ماضى إن الحزب يشارك على مستوى المحافظات وأن الأمر متروك للأعضاء بحرية فى المشاركة. أما أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر فيرى أن الشورى عبارة عن مجلس استشارى ومجلس توصيات يضم مجموعة من الشيوخ والمستشارين لا تقبل توصياتهم مما يؤكد ضرورة إلغاء هذا المجلس لذلك لم يشارك حزب شباب مصر فى تلك الانتخابات لعدم أهميتها، وبسبب سيطرة التيار الإسلامى ورأس المال واتساع الدوائر لذلك لابد من دراسة مطلب الشعب فى النظر فى إما تعديل صلاحياته مجلس الشورى وإما إلغاؤه. تهميش دوره وفى ذات السياق يقول محمد مصطفى شردى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن المواطن المصرى يعبر عن رأيه ووجهة نظره فى الانتخابات من خلال عدم المشاركة والعزوف الذى حدث كان سببا فيه، كذلك أدى الإعلام الذى تسبب فى تهميش انتخابات الشورى والتقليل من أهميتها فى الانتخابات فى حين أن مجلس الشورى يحترم أنه صاحب الرأى والفكر حتى أعضاء هذا المجلس يكونون من المفكرين والنخبة السياسة، ولكن ما حدث من تعيين المقربين داخل هذا المجلس أدى إلى تلك النتيجة التى نشهدها حاليا. ويشير شردى إلى أنه لابد من إجراء إصلاحات فى ضوء الدستور الجديد حتى يصبح مجلس الشورى نداً لمجلس الشعب يكون طرفى التشريع على أن يكون الشورى، كما هو الحال فى جميع دول العالم المرجعية الأولى، ولكن للأسف هو بغير قيمة فى مصر. ومن جانبه يؤكد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق أن عدم المشاركة يرجع إلى شعور المواطن بعدم صلاحية هذا المجلس وخاصة أن أغلبه من المعينين وكذلك تفوق الإخوان والسلفيين فى انتخابات مجلس الشعب جعل الكثير يعتقد أن نفس الأمر سوف يتكرر فى الشورى غير أن التيار الإسلامى لم يحشد الناخبين كما فعل فى انتخابات مجلس الشعب حتى تتحسن نسبة المشاركة وإن كنت أرى أن تنشيط وتفعيل دور المجالس المتخصصة سوف يعوض مجلس الشورى فى حالة إلغائه. فى حين يرى أيمن نور أن الشعب لم يكن مؤمناً بدور مجلس الشورى وذلك على مر التاريخ، لأنه لم يكن مجلساً منتجاً لذلك لم يكن هناك اهتمام بالمشاركة من جانب المواطن وأن الوضع السياسى الحالى بما يحتويه من وعى كان لابد أن يجعلنا نتوقع عدم الإقبال على الانتخابات.