تظلّ مشكلة الجزء الثالث من فيلم «عمر وسلمى»، هى نفسها مشكلة الجزأين الأول والثانى، والتى تتمثل فى الفشل فى صناعة كوميديا رومانسية متماسكة رغم وجود قماشة جيدة لتحقيق ذلك بجدارة، ويرجع السبب فى هذا الفشل إلى طغيان شخصية «تامر حسنى» المغنى على شخصية «عمر» الدرامية، وعدم وجود بناء متماسك، وانتهاء الفيلم يشبه لعبة القط والفأر، وصولاً إلى الاستقرار عند أفلام الهزار والفرفشة والمقالب والإيفيهات المتبادلة. «عمر وسلمى 3» أخرجه لأول مرة مخرج الفيديو كليب «محمد سامى»، فأضاف إلى التشتت الدرامى تشوشاً بصرياً واضحاً. الفيلم أيضاً عن قصة كتبها «تامر حسنى» ووضع لها السيناريو والحوار نفس سيناريست الجزأين السابقين «أحمد عبد الفتاح» الذى يمتلك دون شك القدرة على صناعة موقف ضاحك دون أن يتجاوز ذلك إلى صناعة دراما كوميدية ناجحة. فى هذا الجزء أيضاً لابد من اختراع مشكلة بين «عمر وسلمى»، فى الجزء الأول كانت المشكلة قبل الزواج فى مغامرات «عمر» (تامر حسنى) النسائية المتعددة، وفى الجزء الثانى كانت هناك حيرة واضحة فى تحديد أزمة «سلمى» (مى عز الدين) مابين عدم اهتمامها بنفسها مما يؤدى لانصراف الزوج عنها، إلى تجدد المغامرات النسائية، وفى «عمر وسلمى 3» سنجد أيضاً نفس التشوش فى اختراع أزمة بين عمر وسلمى، قد يكون مثلاً الفتور التقليدى بعد سنوات من الزواج، وقد يكون انتقاد سلمى لعمر لأنه لا يعمل ويعتمد على أموال والده المتصابى «عزت أبو عوف»، ولكن الفيلم يتوقف طويلاً أمام هواية جديدة لعمر وهى أن يصبح مطرباً شعبياً لمجرد أن يغنى تامر حسنى أغنية شعبية فى أحد الأفراح، وبعد وقت طويل جداً ندور فيه داخل دائرة مكررة هى أن حياة «عمر وسلمى» أصبحت صعبة، تطلب «سلمى» الخلع وتحصل عليه بمؤامرة اشتركت فيها الطفلتان، يفترض أن يكون الخلع نهاية اللعبة ولكنه سيكون بدايتها، وإذ يصر عمر على إغاظة سلمى بادعاء خطبة فتاة «مُزة» هى بالطبع «لاميتا فرنجية» وتدعى هى خطبتها لبطل مصارعة عملاق هو «أحمد تهامى»، ولأن الاحداث تكرر نفسها رغم وجود مشاهد مضحكة فعلاً، يلجأ السيناريست إلى حيلة عجيبة هى اختطاف عمر لابنتيه لمحاولة استرداد سلمى بعد ان يظهر لها بطولته، يتسع الوقت لمزيد من المشاهد بعضها ظريف، ثم نكتشف فى النهاية أن كل اللعبة من تدبير الأب «عزت أبو عوف» الذى أصبح فى هذا الجزء رزيناً تماماً، وضد فكرة الطلاق بين الزوجين. الفكرة تسمح كما قلت بكوميديا رومانسية تتوزع فيها الأدوار بين الشخصيات بطريقة متوازنة، ولكن نجومية «تامر حسنى» جعلته يقدم ما يشبه استعراض الرجل الواحد خاصة فى الجزء الأخير من الفيلم، لاشك أن «تامر» ظريف وموهوب كممثل ولاشك أن هذا الجزء من الفيلم هو الأفضل نسبياً فى السلسلة خاصة فى المشاهد المضحكة، ولكنك لا تستطيع أن تتحدث عن كوميديا متماسكة خاصة أن محمد سامى المخرج بدأ مُرتبكاً فى عمله الروائى الطويل الأول سواء فى ضبط ايقاع المشهد أو فى حركة الكاميرا أو حتى فى إخراج الاغنيات على الطريقة «الكليباتية».