أفشل أجزاء الأفلام المسلسلة هو الجزء الثالث غالبا، فالجزء الثانى يعتمد على نجاح الجزء الأول، أما الجزء الثالث فهو محاولة للاستمرار بإعادة تقديم خلطة من وحى الجزأين الأول والثانى الأنجح تجاريا أو فنيا، وإذا كان الجزء الثانى من فيلم مثل «عمر وسلمى» حاول متابعة تفاصيل قصة حب بطلى الجزء الأول بعد زواجهما وإنجابهما طفلتين صغيرتين، فإنه فى الجزء الثالث لا يجد شيئا دراميا يتابعه سوى إفيهات تامر حسنى التى كانت مجرد بُهارات للفيلم الأصلى، وزادت فى الجزء الثانى الذى مال إلى مداعبة جمهور الأطفال، وليست هناك إضافة درامية تبرر إنتاج الفيلم الأخير بعد استهلاك الجزأين الأول والثانى للحدوتة الرومانسية بكل أزماتها. الجزء الثالث من «عمر وسلمى» هو أسوأ أجزاء هذه السلسلة الضعيفة، فقد غاب العمود الفقرى الرومانسى للسلسلة حتى إن البطلة مى عز الدين فى الفيلم الأخير اكتفت بدور لوحة تهديف لسهام إفيهات تامر حسنى الذى حرص على الحفاظ على شخصية الشاب اللعوب المرح خفيف الظل، وحاول الفيلم الجمع بين جمهور المراهقين والأطفال والشباب بإفيهات موجهة إلى كل فئة، ولكن لأن الفيلم استهلك إفيهات شخصية عمر فقد لجأ كاتب القصة تامر حسنى إلى افتعال أحداث لحشو الفيلم مثل محاولته أن يكون مطربا شعبيا، أو قيامه باختطاف أبنائه ليستعيد اهتمام زوجته بعد انفصالهما. مشكلة الجزء الثالث من الفيلم هو أنه فسخ تعاقده مع مشاهد الجزء الأول الذى تعاقد على دراما رومانسية غنائية بها بعض الكوميديا. كوميديا الجزء الثالث تتطفل على إفيهات أفلام ومسرحيات كلاسيكية، بل إنه يختلس شخصية كاملة من فيلم «الكيف» وهى شخصية منتج الأغانى الشعبية التى أداها فى الفيلمين عبد الله مشرف، ويتطفل تامر حسنى على إفيهات ومشاهد كاملة من مسرحية «العيال كبرت» ويستنسخ أداء أحمد زكى وسعيد صالح، ويستعين الفيلم بموسيقى تصويرية من أعمال شهيرة بصورة ساخرة ضمن قالب التقليد الساخر «البارودى» لأعمال فنية معروفة، وهى أمور حققت ضحكات رغم البناء المرتجل للفيلم، وتبدو هذه الاختيارات محاولة للتقرب من استايل الأعمال التى يقدمها أحمد مكى.