أخيرا وبعد طول انتظار امتدت يد التطوير إلى مدرسة (العظماء) السعيدية ورغم أنها أشهر مدارس مصر على الإطلاق فإنها ظلت مهملة لعقود طويلة دون تطوير أو ترميم حتى تهدمت وتهالكت مبانيها التاريخية والاثرية. ميزانية تطوير المدرسة تجاوزت 30 مليون جنية حتى الآن. تطوعت بها شركة مقاولات كبرى فى مصر. وقد سميت مدرسة السعيدية بهذا الاسم نسبة إلى سعيد باشا ابن محمد على وتم إنشاؤها عام 1908 وقيل تم إنشاؤها قبل ذلك بعامين فى سراى الأميرة جميلة فى محيط ميدان التحرير حاليا وتقع المدرسة الآن بشارع جامعة القاهرة بالقرب من ميدان الجيزة وملتصقة بجامعة القاهرة. مساحتها الحالية تزيد على 20 فداناً وعدد طلابها نحو ستة آلاف طالب جميعهم بالمرحلة الثانوية بجانب المدرسة الاعدادية الرياضية التى تتبعها أيضا ومع تميز هذه المدرسة وشهرتها الفائقه الا أن ميزانيتها تكاد تكون منعدمة كغيرها من المدارس الحكومية الأخرى وقد أدى ذلك إلى تردى أوضاعها خلال الأعوام الماضية وتهدم مبانيها التاريخية ولم يستمع وزراء التعليم السابقين إلى استغاثات مديرى المدرسة لانقاذ تاريخها العريق من الضياع حتى قامت مؤخراً شركه مقاولات مصرية بعمل الترميمات اللازمة لحمايتها من?الضياع. العظماء وقد اشتهرت السعيدية بأنها مدرسة العظماء وهى كذلك بالفعل فعلى سبيل المثال لا الحصر تخرج فيها الأديب الكبير توفيق الحكيم ود. مصطفى مشرفه عالم الذرة الشهير وجراح القلب العالمى د.?مجدى يعقوب والمهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق وفؤاد سراج الدين والكابتن صالح سليم والمستشار فاروق سيف النصر والفنان الكبير يوسف وهبى ود. محمود حافظ أمين عام مجمع اللغة العربية الاسبق والكابتن محمود كروان والفنان صلاح السعدنى ود. مرسى خليل والفنان أحمد مظهر والكابتن مختار التتش وفكرى أباظة وعزيز أباظة والمهندس عثمان أحمد عثمان. ود. حسن راتب رجل الأعمال الشهير والمستشار أنور أبو السحل وزير العدل الأسبق ود. محمد ابراهيم كامل وزير الخارجية فى عهد السادات، وغيرهم من رموز الفكر والسياسة والأدب. الطابع التاريخى وذكر مدير إدارة المدرسة جمال عبدالرحمن البهنساوى أن أعمال التطوير بالمدرسة بدأت منذ عام تقريبا وتم الانتهاء من المرحلة الأولى التى شملت تجديد مبنى صلاح الدين وناصر والفناء الواقع بين المبنيين ومعامل الفيزياء والكيمياء ومدخل المدرسة. وقد راعت أعمال التطوير الحفاظ على تلك المبانى التاريخية ودعمتها. وأزالت كل المبانى الحديثة بالمدرسة واستبدلت الأسقف الخشبية بحديد وتم تغيير كافة الأبواب والشبابيك بأخرى جديدة على نفس الطراز القديم كذلك الأرضية. والآن العمل جارى بالمرحلة الثانية التى تشمل تجديد مبنى رمسيس وهو أكبر مبانى المجمع لأنه مكون من ثلاثة طوابق. وتكلفت الشركة بتركيب أدوات ومعامل ومقاعد جديدة أيضا. فضلا عن تطوير 4 معامل حاسب آلى و3 معامل أوساط متعددة ومعمل لغات وآخر فضائى بجانب معامل الفيزياء والأحياء والكيمياء ويبلغ عدد فصول المدرسة 92 فصل وهى لا تكفى فى التدريس لكل طلاب المدرسة البالغ عددهم ستة آلاف طالب ومع أعمال التطوير اضطررنا إلى جعل الدراسة على فترتين، حيث يعمل بالمدرسة 400 عامل ومدرس ويوجد بها ملعب كرة قدم قانونى وآخر خماسى وملعب لكرة السلة والطائرة وصالة جيمانزيوم وألعاب رياضية ويتبع مجمع السعيدية المدرسة الرياضية للمرحلتين الاعدادية والثانوية. وأضاف البهنساوى تستقبل المدرسة طلاب 8 مدارس اعدادية فى الدفعة الواحدة وربما أكثر لأن المديرية تفرض علينا قبول طلاب مدارس أخرى. وتعتبر السعيدية أول مدرسة قامت بحذف اسم مبارك من على أحد مبانيها وأطلقت عليه شهداء الثورة وتم ذلك بعد أسبوع واحد من تنحى مبارك قبل بدء الدراسة بالعام الدراسى الماضى وقمنا بتكريم أسرة الشهيد على ماهر الطالب بالمدرسة وهو أحد شهداء ثورة 25 يناير وخلدنا ذكراه فى لوحة رخامية مع اسم شهيدين آخرين بالحروب الماضية. وسنقوم بعمل لوحة من(البانر) بها صور وأسماء الخريجين العظماء الذين تخرجوا فى المدرسة بعد الانتهاء من أعمال التطوير. وتعتبر السعيدية المدرسة الوحيدة بمصر التى لها جمعية لخريجيها تجمع مشاهيرها الأحياء ونقيم لهم حفلاً سنوياً هنا بالمدرسة.