احياء المدارس التاريخية ضرورة للنهوض بالتعليم العديد من المدارس التاريخية في مصر عمرها يزيد عن المائة عام مبانيها عريقة وتخرج منها اعظم الشخصيات التي اثرت في تاريخ مصر.. مثل مدارس السعيدية والخديوية والسنية وغيرها.. هذه المدارس بقدر ما اثرت وغيرت وطورت واهدتنا شخصيات رائعة كان لابد ان نهتم بها نطورها ونحدثها. صندوق تطوير التعليم بادر بوضع خطة لتطوير مدارسنا التاريخية وبدأت بالمدرسة السعيدية والتي انشئت عام 6091 وكانت مصنفة من اعرق واكبر المدارس علي مستوي مصر والشرق الاوسط. انشئت المدرسة السعيدية بالجيزة في 8 ديسمبر عام 6091 بسراي الاميرة جميلة وعلي مساحة 72 فدانا وكانت العادة الملكية المصرية علي اطلاق اسماء العائلة المالكة علي المنشآت الهامة فكانت المدرسة السعيدية من نصيب سعيد بن محمد علي باشا ومنذ ذلك التاريخ توالت العصور علي تلك المدرسة التاريخية العريقة حتي دخلت منشآتها ذات الطابع المعماري الانجليزي الراقي مرحلة الشيخوخة. وبعد مرور مايزيد عن 001 عام علي انشائها لتمتد اليها اخيرا يد التطوير والاصلاح بعد مبادرة صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء بتوقيع اتفاقية مع احدي شركات الاعمال الخاصة لتنفيذ مشروع ضخم لاعادة تطوير وتأهيل المدرسة وذلك لارجاع المنشآت التعليمية بالمدرسة الي ما كانت عليه وقت انشائها مع الاحتفاظ بالطابع المعماري الانجليزي المتميز للمدرسة. د. عصام الكردي مدير صندوق تطوير التعليم أكد ان المشروع ينفذ علي مرحلتين بتكلفة اجمالية تزيد علي03 مليون جنيه مقدمة كتبرع من الشركة الخاصة مشيرا الي ان المرحلة الاولي من المشروع تشمل ترميم وتجديد مباني ناصر وصلاح الدين والمعامل وتنتهي في سبتمبر 1102 مع بداية العام الدراسي الجديد.. وتشمل المرحلة الثانية ترميم مباني الابنية التعليمية ورمسيس والسادات والمسرح والملاعب. واضاف د. الكردي ان اعمال التطوير تشمل الارضيات والحوائط والاسقف والممرات الداخلية والخارجية بالاضافة الي اعادة تجهيز المباني وتزويدها بالاثاث والاجهزة الحديثة اضافة الي تجهيزات العيادة الطبية والمسرح والادوات الرياضية والمكتبة. تاريخ المدرسة خرجت المدرسة اول دفعة عام 9091 م وكان احمد باشا عبدالوهاب وزير المالية هو الاول علي تلك الدفعة وتحولت المدرسة الي مستشفي اثناء الحرب العالمية الاولي عام 4191م ولمدة 4 سنوات وانتقلت المدرسة خلالها الي مبني الجامعة الامريكية الحالي بباب اللوق. وخرج منها العديد من المظاهرات الطلابية كان لها تأثيرها البالغ في احداث ثورة 9191م. كما قامت المدرسة بإصدار مجلة تحمل اسمها »السعيدية« عام 4391 وذلك في عهد نظارة امين ابراهيم كحيل ونالت المجلة شهادة الامتياز والتفوق في مسابقة الصحافة المدرسية بين المدارس بالجيزة. كما تأسست جمعية لخريجي المدرسة علي يد الفنان احمد مظهر والمهندس عثمان احمد عثمان وذلك عقب احتفالهم بعيدها ال 57 عام 1891 وبلغ عدد مؤسسيها 93 خريجا. نظار المدرسة تعاقب علي نظارة المدرسة 33 ناظرا كان اولهم مستر »شارمن« لمدة 21 عاما وبعده مستر »هبارد« لمدة عامين ثم تولي مسئوليتها نظار مصريون بعدما نجح سعد باشا زغلول في تخليصها من التقاليد الانجليزية. كان ابرزهم احمد محمد صقر لمدة 11 عاما تلاه جعفر النفراوي لمدة 7 سنوات ثم محمد احمد المصري لمدة 6 سنوات. خريجو المدرسة خرجت المدرسة السعيدية العديد من الشخصيات العامة في مختلف المجالات كان ابرزهم في مجال الفن يوسف وهبي واحمد مظهر وصلاح السعدني وعادل هاشم وخليل مرسي واحمد خليل وفي مجال السياسة حسين سري باشا ونور الدين طراف ومصطفي خليل وعاطف عبيد ويوسف والي وفؤاد سراج الدين واحمد سميح طلعت وانور ابو سحلي وفاروق سيف النصر وحسن خضر وحامد السايح ومحمد ابراهيم كامل وماهر اباظة وعبدالمنعم عمارة وفي مجال الرياضة حسين حجازي ابو الكرة المصرية ومحمود مختار وعادل هيكل.. وفي الاعلام محمد التابعي وكمال الملاخ وجلال الدين الحمامصي ومحمود عبدالمنعم مراد ومرسي عطا الله واحمد بهاء الدين ومحمد الحيوان ومصطفي نبيل ومن فناني الكاريكاتير جمعة فرحات ورمسيس. وكذلك تخرج فيها3 من الابطال ورجال المخابرات المصرية الذين صاغوا ملحمة »رأفت الهجان« وهم السفير حسن شاش ومثل شخصيته »حسن القطان« بالمسلسل واللواء عبدالعزيز الطودي شخصية »عزيز الجبالي« ومحمد احمد نسيم شخصية »نديم هاشم« وايضا كان من خريجيها عبدالرحمن عزام اول امين عام لجامعة الدول العربية والكاتب فكري اباظة وتوفيق الحكيم وعالم الذرة مصطفي مشرفة. أحمد الطحاوي