وسط الجدل المحتدم حول تأثير الصعود التيار الاسلامى، واكتساح ممثلى جماعة الاخوان المسلمين لانتخابات مجلس الشعب على مستقبل الفن وخصوصا السينما، عادت من جديد الأفلام التجارية والمشاهد الجريئة إلى الشاشة.. فهل هى «حلاوة روح»، أم نوع من التحدى للبرلمان الجديد والتيار الدينى.. هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلي: صعود الاسلاميين واكتساحهم لنتائج الانتخابات ليس له أى علاقة بالافلام التى تعرض حاليا لانه ليس من سلطتهم الحالية تغيير أو منع عرض فيلم ، وهذه الافلام تم تصويرها من قبل صعود الاسلاميين فى الانتخابات الأخيرة، ولكن عندما يحكم الاسلاميون البلد انا من وجهة نظرى ان تجربة السينما الايرانية ستطبق وأيضا ستفشل بشكل كبير لاننا تعودنا منذ بداية السينما وحتى الان على تلك الافلام. واستطرد قائلا: ليس معنى كلامى اننى أدعو إلى العرى والاسفاف فى الافلام ولكن أفلامنا المصرية لها طابع خاص ومميز، فالسينما المصرية سينما عظيمة، والسينما الايرانية عظيمة أيضا لكن كل بلد له طابع خاص وشعب مصر شعب وسطى لا يحب الانفتاح ولا يحب التشدد، ولكنى أتمنى ان ترقى الافلام القادمة إلى مستوى المشاهد المصرى، ولا يتم الاعتماد على المشاهد الساخنة والمثيرة فى الافلام لان مثل هذه الافلام لم تحقق أى نوع من النجاح ومصيرها الفشل، ولكن تلك الافلام التى تحمل قصة وهدف تكون أفضل بكثير من مثيلاتها التى بها مشاهد عرى.. ويقول المخرج خالد يوسف: فى الايام القادمة سأتحدى السلفيين بفيلم من «أدب الدعارة» مثلما وصفوا أدبيات كاتبنا الكبير نجيب محفوظ، وسأحول رواية «أولاد حارتنا» إلى فيلم سينمائى، وأرى ان التيارات الاسلامية يجب ان تثق فى المشاهد المصرى وتعطى له حرية الاختيار بين الافلام التى يفضلها ولا تفرض عليه نوعيه معينة من الافلام، وانا واثق تماما اننى بعد طرحى لفيلمى الجديد «أولاد حارتنا» سيكون أمام التيار الاسلامى أمرين أما ان يعطوا للمشاهد المصرى مساحة من الحرية ويؤمنوا ان الفن ليس له حدود أو قيود وبهذا يفعلون الشئ الصواب، أو يدخلون معى فى معركة ويخسرون فى النهاية.. وتقول الناقدة ماجدة خير الله: الفن المصرى فن محترم وفن راقٍ على الرغم من وجود بعض الافلام الهابطة ولكنى أنا مع الافلام التى تستعين ببعض المشاهد الخارجة إذا كان النص يحتاج ذلك وتقع ضمن أحداث الفيلم، لكن الاسفاف فى هذا المشهد انا ضده تماما كما اننى ضد تفكير السلفيين تماما لاننا لا نعرض أفلام بورنو لكى يقولوا ان الفن سيغيرون فيه وفى طبيعة الافلام التى تعرض، نحن نقدم فنا جميلا وإبداعات بدليل تكريمنا فى الخارج، وهذه الافلام عندما يتم تكريمها فبالتالى هذا يعد تكريماً لمصر ولفنانيها.. من جانبها تصف المخرجة إيناس الدغيدى منع عرض مثل هذه الافلام بالتخلف قائلة: انا ضد منع هذه الافلام إطلاقا، فنحن نعرض قضايا حساسة لماذا نخجل ان نتناولها، فعلى سبيل المثال فيلمى الجديد «زنا المحارم» فهو يتحدث عن قضية مهمة جدا وموجودة ووظيفة الفن هو عكس ما يدور فى الواقع وهذا يحدث بالفعل، ومستعدة ان أهاجر للخارج إذا رفض الاسلاميون إستكمال هذا العمل لكى أستكمل هذا العمل لأننى مؤمنة تماما بنجاحه، الاخوان قاموا مسبقا بإهدار دمى بسبب أفكارى المتشددة ولكننى أعدهم بألا أجلس فى منزلى وسأواصل عملى وأفلامى وأفكارى...