دخلت الجوامع والكنائس فى العمل السياسى ودخل معها اللعبة القنوات الدينية - وإذا وافقنا تجاوزا على ان نتائج الانتخابات البرلمانية التى جرت ليست فاسدة فإن الحق والحقيقة يفرض عليناوكذلك الامانة للتاريخ الاعتراف بأن هذه النتائج هى نتاج تضليل - عاق حرية المواطن البسيط فى ان يختار بوعى من يمثله فى البرلمان.. فقد صور كل طرف من الطرفين للناس ان اصوات الناخبين اما ان تقرر بقاء مصر «اسلامية» وتعيد لأهلها الدين المبتعدين عنه وإما تقرر إخراج مصر من تصنيف الدول الاسلامية التى هى ضمنه من 14 قرنا فات وبالتالى إخراج الاسلام من مصر إستعادة غير المسلمين لسلطانهم عليها. ..تحت هذا التضليل صوت الناس فى بلدنا فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية واختار من اختار الدائرة الخضراء لانها «الاسلام» واختار من اختار الدائرة السوداء لانها «تعيد مصر لغير المسلمين»،.. وهكذا حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ويجب فوراً فك خيوط هذا العنكبوت عن عقول اهلنا البسطاء حتى يكون نتاج انتخابات الرئاسة ومجلس الشورى تعبيرا محترما عن حرية الشعب الذى ثار فى 25 يناير. ..التضليل الثانى الذى علينا فورا فك خيوطه عن عقول البسطاء تصنعه رسائل تقول ان الثورة المصرية صنعها الله «لاشباب مصر وشرفاؤها» والشعب يريد الشعب يريد. لا. الإرادة لله وحده! هكذا يصيغون نظام الحكم القادم على أنه «إلهى» الآتى فيه لمقعد الحكم. الذى ولاه هو الله «لا?الشعب»!! الخروج على هذا الحاكم يكون «الخروج عن إرادة الله»!! ..التضليل الثالث اختزال رؤية هؤلاء لأزمة مصر بانها ازمة «اخلاق» وتلك اخطر الضلالات التى تحيط بعقول البسطاء الآن.