لا يختلف اثنان على أن الشعب بكل طوائفه وفئاته يقف مع ثورة 25 يناير.. وكان الشعب المصرى مع الثوار العظام الذين أشعلوا شرارة الثورة.. التف حول الثوار فى الميادين فى كل مصر.. ومن لم يخرج من بيته كان لا يملك إلا الدعاء لتحقيق أهداف الثورة المجيدة.. وبالفعل استجاب الله لدعاء الملايين.. وخلعت الثورة والثوار نظامًا ديكتاتوريًا قمعيًا فاسدًا.. الآن تغير الوضع وانقلب السحر على الساحر.. فالشعب الآن انفض عن الثوار.. وأصبح يصب عليهم اللعنات ليلاً ونهارًا.. وأسباب ذلك أن الثوار.. أصبحوا يلعنون ليل نهار من يختلف معهم فى الرأى.. ويعتبرون كل من يؤيد الانتقال من الشرعية الثورية للشرعية الدستورية خائنًا للثورة.. وكل من يعترض على المليونيات والمظاهرات والاعتصامات التى تعطل مصالح العباد والبلاد.. ضد الثورة.. وكل من يطالب بإعطاء فرص لحكومة كمال الجنزورى.. ضد الثورة.. وكل من يقول رفقًا بالقوات المسلحة فهو خائن وعميل.. وكل من يطالب بالهدوء والتقاط الأنفاس.. فهو بقايا العهد البائد..وكل من يطالب بالحزم والحسم ضد البلطجية وأطفال الشوارع.. ملعون من الثوار.. أما القشة التى قصمت ظهر البعير والتى أشعلت النار واللعنات من الشعب ضد الثوار فهى تعرض فصيلاً من الثوار يطالبون بهدم الدولة المصرية وهدم الجيش المصرى.. ولأن الشعب المصرى الذى خرج من رحمه هذا الجيش يعرف معنى ذلك جيدًا ويعرف من وراء ذلك.. فهذا كان سببًا مباشرًا لصب اللعنات على الثوار.. يا أيها الثوار العظام هل تعلمون أن الجيش المصرى العظيم هو الجيش العربى الوحيد الآن المتماسك الذى يعمل وفق منظومة وطنية تحافظ على الأمن القومى المصرى والعربى.. بعد أن انهارت جيوش العراق وسوريا واليمن وليبيا.. ولم يبقى إلا جيشنا العظيم الذى مازالت عقيدته العسكرية أن عدونا الأول والأصيل هو إسرائيل.. لهذا يلعن الشعب الثوار الذين لم يسعوا للبناء بل مازالت معاول الهدم تعمل قد يكون ذلك بوعى أو عدم وعى.. على الثوار أن يعودوا إلى رشدهم حتى يعودوا فى قلب الشعب المصرى.. لأن مصر هى الأبقى دائمًا..