لم تكتف إسرائيل بمتابعة الأحداث الجارية فى مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير عن بعد، إذ أظهرت تقارير وصور بالصحف الإسرائيلية وعلى الفيس بوك الإسرائيلى أنه منذ بدايات الثورة المصرية اهتمت الصحافة الإسرائيلية بإرسال الصحفيين والمراسلين والمصورين إلى ميدان التحرير، وذلك فى الوقت الذى تدّعى فيه إسرائيل أن مصر أصبحت تمثل خطورة عليها بسيطرة الإخوان المسلمين على الساحة وأن معاهدة السلام مهددة بالإلغاء. ومن بين الصحفيين الذين زاروا مصر فى الفترة الأخيرة ذلك الصحفى الذى كتب تقريرا نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية مؤخرا عن مصر بعد الثورة بعنوان «صور الفسيفساء» وباسم كاتب مجهول الهوية والذى ذكر فى تقريره أنه لم يكتب اسمه لأسباب أمنية وتحدث فى التقرير عن انطباعاته الأولى التى أخذها عن مصر بعد الثورة عند نزوله وسط الشوارع المصرية، زاعما أن الإحساس بالفتور بدأ يسود بين المصريين وأنهم أصبحوا يشعرون بعدم الأمان واليأس من إصلاح البلاد مرة أخرى وأنه لا يوجد أى إنجازات حققتها الثورة المصرية حتى الآن، وأن المصريين مازالوا يبحثون عن بارقة أمل لتحقيق أى من متطلباتهم. ولمقارنة ما يحدث فى مصر من ثورات احتجاجية مع ما يحدث فى إسرائيل من ثورات مماثلة مازالت مستمرة حتى الآن بشوارع تل أبيب، جاءت الصحفية والمصورة الإسرائيلية «ياسمين مائير» من صحيفة «ذى إيبوك تايمز الدولية» إلى مصر لتصوير الأحداث عن قرب، ثم عادت إلى ميدان تحرير تل أبيب لتنقل الانطباعات التى وصلت إليها من خلال زيارتها هذه لثوار إسرائيل بداخل خيام الاحتجاج وتسجيل ما يحدث فى الشوارع الإسرائيلية على الجانب الآخر، وعلى ضوء هذا قامت ياسمين بإنشاء معرض اطلقت عليه «مصر وإسرائيل بين موجتى احتجاجات» عرضت به الصور التى التقطتها من داخل مصر، وذلك من أجل جمع التبرعات لتمويل الموجات الاحتجاجية داخل إسرائيل وبناء مساكن للمشردين. أما «بوعز بيسموت» الصحفى بصحيفة «إسرائيل اليوم» فكان آخر صحفى إسرائيلى يظهر بميدان التحرير وسط الأحداث الدامية الأخيرة، حيث نشر تقريرا بالصحيفة تحت عنوان «ديمقراطية حجاب» زاعما فيه سيطرة الإخوان المسلمين على الميدان ملحقا تقريره بصورة يظهر فيها مع رجال ملتحين داخل ميدان التحرير. وليؤكد بوعز على حقيقة نزوله لميدان التحرير بدأ فى سرد المواقف التى قابلته عندما كان يحاول دخول الميدان، حيث طلب منه شاب يدعى جمال رؤية جواز سفره وعندما علم بهويته رفض إدخاله الميدان، فسأله بوعز عن السبب، فأجاب جمال: لا نريد صحفيين إسرائيليين داخل الميدان، عندها تدخلت فى الحديث طالبة من كلية صيدلة وقالت:«إسرائيل دولة ليست صديقة للشعب المصرى، فهى تساعد على إطلاق النار على جيشنا، فماذا ننتظر من بلد يقتل جنودنا؟ إسرائيل تقتلنا»، كما يحكى بوعز عن الخطر الذى كان يحيط به من كل مكان من قبل الثوار الذين كانوا يريدون الفتك به عندما علموا أنه صحفى إسرائيلى، ويريد تصوير ما يحدث فى الميدان، حيث وجد علامات تعجب واستفهام كثيرة على وجوه من حوله من ثوار متسائلة ماذا يفعل؟ معتقدين أنه جاسوس آخر جاء من إسرائيل لتحريض الجماهير داخل الميدان.