90% من جمهور الطلاب اعتمد على شبكة الإنترنت فى الحصول على معلومات عن ثورة 25 يناير، بينما اعتمد على التليفزيون بنسبة 10% فقط، فى حين أن باقى وسائل الاتصال لم تحصل على أى نسبة، واعتمد جمهور الطلاب على شبكة فيس بوك 44.6% فى الحصول على معلومات عن ثورة 25 يناير، بينما اعتمد على موقع اليوتيوب بنسبة 24.9% يليها المواقع الإخبارية بنسبة 21.1% ثم شبكة تويتر والمنتديات والمدونات بنسبة 5.8% و1.9% و1.7% على الترتيب. هذه الأرقام والإحصائيات الخطيرة دلالاتها قدمت فى ندوة «الثورة الرقمية وتشكيل المستقبل» التى أقيمت فى الإسكندرية لمدة يومين بمشاركة هيئة قصور الثقافة، وقد أشار الدكتور زين عبدالهادى مدير دار الكتب ورئيس المؤتمر إلى أن الصراع التاريخى دائماً كان بين جماعات تنتمى لعصر جديد وجماعات تنتمى لعصر قديم، وفى كل مرة كان يكتب النصر لأهل العصر الجديد وكل حوادث التاريخ وكتبه تؤكد على ذلك، مضيفاً أنه كانت هناك أسباب عدة لهذا النجاح لم يستطع أحد قراءتها بشكل جيد ولم يستطع أقوى المحللين السياسيين التنبؤ بها، برغم أن الشارع المصرى بكل ما يحدث به كان تحت دائرة الضوء على المحيط العالمى عبر الإنترنت، وكان المجتمع السيبرانى كله يرى حركة الشباب ويتابعها ويدعمها بأشكال عدة منها مؤسسات المجتمع المدنى وتزايد الحركات الاحتجاجية خلال السنوات الست الماضية. وتناول د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية زاوية جديدة تدعو إلى ضرورة إعادة بناء الشخصية المصرية من خلال استخدام وسائل إعلامية جديدة وهى وسائل الإعلام الرقمى وتوفير بيئات إعلامية بسيطة تعمل على تيسير إنشاء شبكات تواصل اجتماعى رقمية داخلية، وإذاعات داخلية من شأنها العمل على إعادة بناء وتحسين صورة الشعب والدولة والمجتمع خاصة أن السينما المصرية أخطأت خطأ فادحا فى تصوير الشخصية المصرية، حيث صدرت للعالم أن مصر هى بلد الدعارة والمخدرات وأن المصرى ما هو إلا الفهلوى. وقدم الدكتور أحمد إبراهيم المدرس بكلية إعلام جامعة فاروس بحثه الذى نقلنا منه الإحصاءات والأرقام السابقة والذى أكد فيه أيضاً أن الجمهور يزداد لجوءه وارتباطه الشديد بالإعلام ومختلف وسائله وأوساطه فى فترات الأزمات والتى لعبت دوراً لا يمكن إغفاله فى نقل المعلومات عن أحداث تلك الثورة والتعرف على آخر تطورات الثورة ومجرياتها.. بينما قدمت الباحثة الإعلامية ولاء مسعد خزام رؤية تؤكد أن شبكة الإنترنت أدت إلى تكوين علاقات اجتماعية جديدة وخلقت مجتمعاً افترضياً له أسس وقواعد مختلفة تماماً عن قواعد وأسس النسق الاجتماعى الذى يتعايشون عبره فى المجتمعات التقليدية بما يخلق مفهوماً جديداً لمعانى الزمان والمكان ويمنحهم قدراً كبيراً من المجهولية والتحرر من الضبط الاجتماعى ومن السيادة الثقافية للدولة، ويجعلهم ينفتحون على الثقافات المختلفة عبر العالم وهو ما يؤدى إلى التأثير على رؤيتهم للواقع وإدراكهم لذواتهم ومجتمعاتهم والعالم حولهم، ويغير بشكل أو بآخر علاقتهم بموروثاتهم الثقافية سواء دين أو لغة أو عادات وتقاليد كما قد يغير منظومة الآراء والاتجاهات والصور الذهنية التى يكونونها عن كل ما يحيط بهم ويغير أيضاً سلوكياتهم.. وفى ورقته حول ظاهرة المدونات فى الشبكة العنكبوتية أكد د. أحمد حسين وكيل كلية الإعلام بجامعة فاروس أن القضايا الاجتماعية حظيت بأولوية اهتمام المدونين حيث جاءت كأول وأهم القضايا المسجلة فى المدونات بنسبة 31.7% يليها اهتمام المدونين بالقضايا السياسية بنسبة 17.8% وهذه النتيجة تخالف الانطباعات العامة لدى المثقفين وبعض المسئولين فى العالم العربى الذين ظنوا أن المواجهات الأمنية مع المعارضين السياسيين المشاركين فى التدوين أدت إلى اختزال القضاء التدوينى كله إلى مجرد نشاط سياسى ضد الحكومة وهذا يخالف الواقع، فالتدوين السياسى كان ولا يزال الأعلى صوتاً سواء داخل القضاء التدوينى أو خارجه، ثم القضايا الدينية بنسبة 15.3% وهى نسبة قليلة مقارنة بكثرة المواقع الدينية والزعم الدينى على شبكة الإنترنت والفضائيات، فالقضايا العلمية التكنولوجية بنسبة 12.8% وفى الغالب يدونها من يعملون بمجالات التكنولوجيا والإنترنت والاتصالات، ثم الأدبية 9.9% فالعاطفية 8.9% وأخيراً الفنية بنسبة 3.9%. وتعكس هذه النتيجة مستوى الوعى الذى يتمتع به المدونون فهم يحاولون من خلال مدوناتهم التعبير عن هرم وقضايا الوطن والتى تأتى فى مقدمتها الهموم الاجتماعية ثم السياسية فالدراسات الميدانية. وقد أثبتت هذه الدراسة أن المستوى التعليمى للمدونين مرتفع وبالتالى فهم على وعى بما يدور فى المجتمع. ويضيف د. أحمد حسين أن الدراسة أوضحت كذلك أن غالبية المدونين من الذكور حيث بلغت نسبتهم 65%، كما أظهرت الدراسة أن المدونين من حملة الشهادات الجامعية جاءوا فى المرتبة الأولى بنسبة 63.7%، كما ظهر أن المدونين المصريين والسعوديين احتلوا مركز الصدارة فى مجال التدوين وأن هناك حوالى 76.7% من المدونين يعلنون عن هويتهم الحقيقية بذكر أسمائهم الصريحة فى مدوناتهم، فى حين أن 28.2% منهم يفضلون الكتابة بأسماء مستعارة.