طالبت منظمة السلام الآن (شالوم عخشاف) الأمريكية الانضمام إلى عريضة الدعوى التى تبحثها المحكمة العليا الأمريكية هذا الأسبوع، وذلك للإعراب عن معارضتها لتسجيل اسم (إسرائيل) فى جوازات السفر الصادرة من القدس، وهى مسألة موضع خلاف بين إدارة أوباما والكونجرس. فمنذ قيام إسرائيل والإدارات الأمريكية المتعاقبة لا تعترف بأية سيادة على القدس سواء كانت إسرائيلية أو فلسطينية أو أردنية، وكجزء من هذه السياسة فإن السفارة الأمريكية فى إسرائيل موجودة فى تل أبيب وذلك رغم صدور القانون الذى يدعو لنقلها إلى القدس، بالإضافة إلى ذلك فإن جوازات سفر مواطنى الولاياتالمتحدة المولودين فى القدس مكتوب فيها اسم المدينة التى ولدوا فيها فقط، وفى مقابل ذلك فإن جوازات سفر المواطنين الأمريكيين المولودين فى تل أبيب مكتوب فيها (تل أبيب - إسرائيل). وكان العام 2002 قد شهد تمرير قانون من قبل الكونجرس يسمح للمواطن الأمريكى المولود فى القدس أن يسجل فى جواز سفره كلمة (إسرائيل)، لكن منذ اللحظة الأولى أعلن الرئيس الأمريكى آنذاك جورج بوش الابن أنه لن ينصاع لهذا القانون بدعوى أن السلطة التنفيذية هى المسئولة عن مثل هذه الأمور التى تؤثر على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن القانون لا يسمح للفلسطينيين من سكان القدس بذكر كلمة (فلسطين) فى جوازات السفر، لكنه يسمح للفلسطينى المولود فى القدسالشرقية قبل عام 1948 بتسجيل كلمة (فلسطين) فى جواز السفر دون إشارة إلى القدس، وهو ما يعنى الاعتراف بفلسطين ككيان قبل قيام إسرائيل. وكانت القضية قد أثيرت بعد صدور القانون بحوالى ثلاثة أشهر عندما ولد فى القدس مناحم جابوتوفسكى لأبوين أمريكيين، وطالب أبواه بتسجيله كمولود فى (القدس - إسرائيل)، لكن السفارة رفضت ذلك، فلجأت العائلة إلى المحكمة الفيدرالية فى واشنطن، لكن القاضى رفض الدعوى وقرر بأن المقصود هنا هو مسألة سياسية، لكن العائلة لم تتنازل عن موقفها وقررت اللجوء إلى المحكمة العليا الأمريكية، وفى مايو الماضى قررت المحكمة بحث القضية هذا الأسبوع وأعلنت المحكمة أن البحث سوف يتركز حول مسألة أى من السلطات هو المسئول عن الاعتراف بالسيادة فى الدول الأجنبية. وفى أعقاب القرار طالبت هيئات ومنظمات وأفراد يهود الانضمام إلى الدعوى، وفى المقابل طالبت منظمة السلام الآن (شالوم عخشاف) الأمريكية، وهى المنظمة الأمريكية التى تعمل منذ عام 1982 وتجمع الأموال لصالح السلام الآن الإسرائيلية، بالانضمام إلى الدعوى ومعارضتها تسجيل اسم (إسرائيل) فى جوازات السفر. وجاء فى طلب هذه المنظمة أن شالوم عخشاف أو السلام الآن هى منظمة صهيونية لليهود الأمريكيين الملتزمين بتحقيق السلام والأمن لإسرائيل، وأن للولايات المتحدة دورها المهم فى دفع عملية التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية النزاع، بما فى ذلك مسألة القدس، وأن أى تغيير سيطرأ على السياسة الأمريكية الرافضة للاعتراف بسيادة إسرائيل على كل جزء فى القدس سوف يضر بصورة شديدة بصورة الولاياتالمتحدة كوسيط نزيه فى المفاوضات. وفى نفس السياق صرح يارليف أوبنهايمر سكرتير عام حركة السلام الآن (شالوم عخشاف) فى إسرائيل بأنه فى مواجهة الجهود الجبارة التى يبذلها المستوطنون فى الولاياتالمتحدة من أجل البناء فى القدسالشرقية، توجد أيضاً أصوات صهيونية معارضة تطالب بالتوصل إلى تسوية سياسية لمسألة القدس على أساس حل الدولتين.