هيلارى داين رودهام كلينتون (63عاماً) محامية أمريكية أريبة ..أدمنت الدفاع عن آرائها أكثر من انحيازها للحق و القانون فهى بحق الفرع الأنثوى لشجرة داهية الخارجية الأمريكية الأسبق (هنرى كيسنجر).. تعشق فلسفة (نيتشة) فيلسوف النازية الأشهر الذى دفع العالم كله إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية تجاه الفناء بعد أن آمن هتلر بنظرية «السوبرمان» وبمبدأ العنف الذى يضع القوة فوق الحق .. دائما ودون النظر إلى ميزان العدالة العمياء وبدوافع «مكيافيلية» تمسكت بتلابيب من سبقوها على مقعد وزارة الخارجية السابقة كوندليزا رايس ومادلين أولبريت . فهى تتقن فن الماكياج السياسى و لاعبة بارعة فى مضمار «النيولوك» الدبلوماسى لتخفى بابتسامتها الشهيرة تضارب تصريحاتها وآرائها التى تتغير وتتبدل وفقا للمصالح والأهواء . بدأت حياتها متفوقة فى دراستها العملية كمحامية لأب يعمل كتاجر للقماش وسرعان ما أصبحت واحدة من المحامين المائة الأكثر تأثيراً فى الولاياتالمتحدة واختارها الرئيس جيمى كارتر لتكون ضمن أحد المجالس القانونية المهمة بعد أن شاركت فى اللجنة القانونية التى بحثت قضية ووترجيت الشهيرة والتى أطاحت بالرئيس السابق نيكسون .فى عام 1975 تزوجت من زميل لها هو بيل كلينتون أثناء دراستها الجامعية وبدأت مسيرتها السياسية وهى فى سن ال13 عاماً كمشاركة فى تنظيم حملة انتخابية لصالح مرشح للحزب الجمهورى وبعد زواجها انضمت للحزب الديمقراطى مع زوجها بيل الذى أصبح حاكماً على ولاية أركنساس وفى نفس الوقت ظلت هيلارى تتولى القضايا التى تنادى بتحرر المرأة و رعاية الطفل حرصاً منها على الاستمرار فى المشاركة السياسية وفى عام 1993 دخلت البيت الأبيض كزوجة للرئيس كلينتون الرئيس ال42 لأمريكا وقبل نهاية ولايته الثانية ترشحت لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك و فازت بالمنصب مرتين متتاليتين ويقول عنها زوجها إنها زوجة غيرعادية لعبت دوراً مهما فى حياته السياسية لدرجة أن بعض الصحفيين اعتادوا على تسميتها بالرئيس (بيلارى) كما اختارها زوجها لتكون مستشارة لملف الرعاية الصحية لخبرتها الواسعة فى هذا المجال وبعد خروج زوجها من البيت الأبيض بعد الفضيحة الشهيرة لمونيكا لوينسكى ورغم ذلك تنبرى هيلارى لتدافع عن زوجها أمام هذه الفضائح المتكررة لبيل وتتهم الأخريات بالتغرير به وهى سابقة أثارت استياء الناس واتهمها البعض بأنها فى سبيل طموحها وحياتها المهنية تغاضت عن فضائح زوجها ورغم هذا لم تنسحب، بل قررت أن تعود مرة أخرى وبدأت سباقها نحو منصب الرئاسة لتكون أول سيدة تنافس على هذا المنصب فى تاريخ الولاياتالمتحدة وهى فى سبيل ذلك تسلحت بمواقف يعتبرها البعض أقرب لليمين المتشدد من اليسار أو الوسط الذى بدأت به ويبرر البعض آراءها المتشددة بأنها سيدة تريد أن تظهر بمظهر القوة فى مواجهة المرشحين من الذكور ويعتبر البعض الآخر أن ادعاء القوة أضر بها وأدى لخسارتها فى ماراثون الرئاسة وترفض هيلارى هذه الانتقادات التى وجهت إليها بسبب تضارب أقوالها وتصريحاتها كما حدث فى الشأن العراقى و الإيرانى فقد شاركت بالتصويت على الحرب فى العراق وهى عضو فى مجلس الشيوخ ثم تراجعت عن آرائها وشنت هجوماً على الرئيس بوش بسبب الحرب العراقية و تعهدت فى حال فوزها بمنصب الرئاسة بأنها ستسحب كل القوات المشاركة فى العراق وعندما تولت منصب الحقيبة الخارجية فى حكومة أوباما دافعت بإصرار عن الحرب العراقية وساندت قرار زيادة القوات الأمريكية المشاركة فيها وكذلك الحال بالنسبة لايران فقد صوتت على قرار إدراج الثورة الإيرانية باعتبارها ضمن المنظمات الإرهابية أما التجاوزات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين فهى لاتراها وهى تهدد مصر تارة بالتدخل لحماية الأقليات ثم تارة أخرى تشيد بأداء المجلس العسكرى الذى يدير شئون البلاد وفى نفس الوقت لا تعارض القرار المقدم للكونجرس الأمريكى الذى يطالب بمنع المعونات العسكرية عن مصر هذه الازدواجية التى تجعل من السياسة_كما يزعم البعض _ فن السفالة المنمقة والتى جعلت من يمارسها أسماءهم محفورة فى تاريخ بلادهم بقدر يتلاءم مع عدد الضحايا الذين يتساقطون متأثرين بدموع تماسيح السياسة.