رغم قرار الولاياتالمتحدة بوقف التمويل الأمريكى لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» الذى يمثل 22% أو نحو 70 مليون دولار سنويًا من ميزانية المنظمة فإن المنظمة لم تتردد لحظة فى الموافقة على حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى المنظمة وذلك بعد التصويت الذى أجرته فى باريس الجمعية العمومية لليونسكو التى تضم 193 عضوا والذى يمثل انتصارا دبلوماسيا كبيرا، خاصة أن كل الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية وروسيا والصين صوتت لصالح القرار. وصوتت ضد القرار 14 دولة على رأسها الولاياتالمتحدة وألمانيا وكندا، فيما امتنعت 52 دولة عن التصويت بينها إيطاليا وبريطانيا، فى حين صوتت فرنسا لصالح الفلسطينيين رغم أنها أعلنت قبل التصويت أن اليونسكو ليست المكان والتوقيت المناسبين، وأن كل شىء يجب أن يمر من نيويورك (تقصد مجلس الأمن). أكد السفير د. بركات الفرا - السفير الفلسطينىبالقاهرة - أن اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين يعد انتصارا للشعب الفلسطينى ولثورات الربيع العربى، كما يعد انتصارا سياسياً ومعنويا كبيراً فى وجه الولاياتالمتحدةالأمريكية التى قادت كل الجهود لوقف الحصول على العضوية من خلال محاولاتها الفاشلة عن طريق وقف المساعدات لليونسكو وعن طريق إجبار بعض الدول على التصويت ضد القرار، كما يمثل هذا القرار ضربة قاصمة لإسرائيل. وأضاف أن هذا النجاح الذى تحقق فى اليونسكو أثبت أن الضمير العالمى أصبح يقظا وأن المجتمع الدولى أراد أن يقف بجوار الشعب الفلسطينى من أجل استعادة حقوقه المسلوبة، وأنه آن الأوان للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 76 وعاصمتها القدسالشرقية وأن تنال فلسطين العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة. وعلى صعيد متصل رحب د. محمد عمرو كمال - وزير الخارجية المصرى - بقبول عضوية كاملة لفلسطين فى المنظمة، معتبرا أن تصويت 701 دول من بينها دول أوروبية مهمة لصالح الطلب الفلسطينى يعكس حجم تأييد المجتمع الدولى للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة. وعبر وزير الخارجية عن الأمل فى أن يسهم حصول فلسطين على عضوية اليونسكو فى تدعيم الطلب المقدم من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس لحصول دولة فلسطين على حدود 4 يونيو 7691 على العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة. وفى السياق ذاته أشاد د. محمد خالد الأزعر- المستشار الثقافى لسفارة فلسطين فى القاهرة – بموقف المنظمة تجاه فلسطين، ولذلك على الدول العربية الوقوف الى جانب هذه المنظمة التى تعبر عن الضمير العربى مؤكدا أن اليونسكو من أهم المؤسسات الدولية، كما أن القضية الفلسطينية ولدت فى الساحة الدولية. وأوضح أن تصويت 701 دول لصالح فلسطين يعطى انطباعاً بأن العالم كله مع فلسطين بما فى ذلك الدول التى امتنعت عن التصويت التى تخشى من البطش الأمريكى لها، الأمر الذى يفتح آفاقا واسعة امام الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الاممالمتحدة، مشيرا إلى أن المشكلة الوحيدة التى يمكن أن تواجه الفلسطينيين فى مجلس الأمن هو الفيتو الأمريكى، مؤكدا أنه فى حالة التصويت فى الأممالمتحدة سيكون التصويت مشابهاً لما جرى فى اليونسكو. وشدد الأزعر على ضرورة أن تعيد الولاياتالمتحدةالامريكية النظر فى قراراتها تجاه فلسطين، خاصة أن هناك مماطلة للاعتراف بدولة فلسطين فى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة إذا استخدمت الفيتو فى مجلس الأمن ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ستسوء صورتها فى نظر العالم، موضحا أن فرنسا ستصوت بالايجاب فى الاممالمتحدة لأن الدول الكبرى لا تبدل مواقفها. ومن جهته أشاد السفير محمد صبيح - الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة – بالجهود التى قامت بها جامعة الدول العربية من أجل دعم الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية فى اليونسكو.. مؤكدا أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى اليونسكو هو حق مشروع، نظرًا إلى اكتمال كل المواصفات التى تؤهل فلسطين لتدخل عضوا فى هذه المنظمة المهمة، خاصة أن لدى الشعب الفلسطينى أعلى نسبة متعلمين فى المنطقة، وأن لديها أعدادا كبيرة من العلماء والمثقفين والخبراء وحملة الشهادات العليا. كما أن الشعب الفلسطينى لديه حضارة بدأت منذ فجر التاريخ، وهو يرسل بعثات التعليم منذ 4391 للخارج، وهذا ليس غريبا عليه لأنه صاحب حضارة ويبنى على أرضه حتى فى لحظات الاحتلال ودون المساعدة من أحد، وكل ذلك بفضل إرادة الإنسان وصموده وتفانيه. واعتبر أن فلسطين أصبحت دولة على قدم المساواة مثل أية دولة أخرى فى اليونسكو، وأية انتهاكات ستكون انتهاك لحقوق دولة عضو فى هذه المنظمة المهمة ويحق لها التوجه إلى مجلس الأمن. وأوضح صبيح أن حصول فلسطين على عضوية كاملة فى المنظمة بمثابة خطوة ايجابية نحو الانضمام للأمم المتحدة معربا عن أمله فى أن يعتمد مجلس الأمن الدولى توصية إيجابية بشأن الطلب الفلسطينى للحصول على عضوية كاملة فى الأممالمتحدة، وذلك على الرغم من أن الولاياتالمتحدةالامريكية تمتلك حق النقض (الفيتو). وطالب صبيح من منظمة اليونسكو، والمجتمع الدولى بأسره الحفاظ على التراث الإنسانى فى فلسطين مهد الديانات السماوية واتخاذ خطوات عملية تلزم إسرائيل بوقف إجراءاتها الخطرة على الأرض مشيرا إلى مخاطر السياسة الإسرائيلية التى تطال الأماكن التاريخية والدينية فى فلسطينوالقدس بشكل خاص، موضحًا أن إسرائيل تسعى بكل ما لديها من إمكانات إلى تزييف التاريخ، ونهب الآثار الفلسطينية وتدميرها. وأدان صبيح الموقف الأمريكى فيما يتعلق بسحب تمويل اليونسكو بسبب القانون الأمريكى الذى يحظر تمويل اليونسكو إذا قبلت عضوية فلسطين ووقف تحويل مبلغ مالى بقيمة 06 مليون دولار كان من المقرر أن تتلقاها المنظمة الدولية.. معتبرا أن هذا الموقف يعد مؤشراً سلبياً على إمكانية نجاح جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.