قدَّم أنيس منصور العديد من الأعمال المسرحية والدرامية التى لا?يمكن أن ننساها مهما مر عليها من زمن، وتخليدا لهذا العملاق الأدبى، حاورنا عددا من النقاد لمعرفة آرائهم فى تلك الاعمال الدرامية؟ وهل بإمكاننا تحويل العديد من كتاباته الآن إلى دراما؟ وهل ستحقق نفس النجاح الذى حققته أعماله فيما سبق؟ هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال هذا التحقيق.. تقول الناقدة ماجدة موريس: فى الحقيقة أنيس منصور كان له العديد من الروايات التى كان من الضرورى ان تحول إلى أعمال درامية وذلك فى حقبة السبعينات والثمانينات، وجميع الاعمال التى حولت إلى أعمال درامية مثل «من الذى لا?يحب فاطمة» و «غاضبون وغاضبات» كانت تقدم فكراً خاصًا للاسرة المصرية فكرا متميزا جدا، وكنا نرجو ان تستمر الاستعانة بأعماله إلا انها توقفت وهذا يعد خطأ كبيراً وقعت فيه كل قطاعات الانتاج، فجميع كتاباته تعد تجربة حقيقية ومهمة فى تطوير المجتمع المصرى، وعدم تحويلها لدراما خسارة كبيرة للمشاهدين وصناع الدراما. أما بالنسبة لكتاباته فهو كاتب قادر على تحويل الفلسفة المعقدة إلى كلمات سهلة للقارئ، وهذا يعد مقدرة نادرة أن يصل إلى كافة قطاعات القراء بمختلف ثقافاتهم، فكلماته تصل إلى القارئ البسيط بمنتهى السهولة وهذا شيئ نادر أن يحدث.. ويقول الناقد نادر عدلى: جميع أعمال انيس منصور التى حولت إلى دراما تليفزيونية كانت حلقات ضعيفة، ولكن التى تحولت إلى دراما مسرحية تعد اضافة حقيقية، لانها كان بها جزء قام بترجمته دراميا انيس منصور، لكن الدراما التليفزيونية مثل «من الذى لا يحب فاطمة» و«غاضبون وغاضبات» كانت ضعيفة ولم تعد اضافة حقيقية لمشوار أنيس منصور الأدبى. أعمال «أنيس منصور» أعمال متميزة للغاية.. هكذا بدأ الناقد «أبو?العلا السلامونى» حديثه عن اديبنا الراحل، ويواصل قائلا: يعتبر انيس منصور أحد رواد الحركة الثقافية فى حقبة الخمسينات والستينات، ويعتبر له دور مهم فى تحديث الأدب وتحويله من ادب النخبة إلى الادب القريب من الناس، فكان متعدد المواهب، وكان يكتب فى جميع المجالات، ومن المجالات التى أبدع فيها مجال المسرح، فجميع الاعمال التى كتبها وحولت إلى أعمال مسرحية ساعدت على نهضة المسرح المصرى والتى تعتبر اهم حركة ثقافية فى مصر فى تلك الفترة وبالطبع مع عدد كبير من رواد الحركة الثقافية بمصر. وبالنسبة للأعمال التليفزيونية فمثلما ساعد فى تطوير المسرح ساعد ايضا فى ادخال شكل جديد من الدراما التليفزيونية وتطوير الدراما فى مصر ومثلما ابدع مسرحيا ابدع تلفزيونيا فأعماله جميعها خالدة لا تنسى.. وتعقب الناقدة د. أميرة أبو?الفتوح، على أعماله قائلة: اول تعارفنا على أعمال أنيس منصور الدرامية من خلال الشاشة كان من خلال مسرحية «حلمك ياشيخ علام» التى تعد من انجح المسرحيات التى قدمت فى ذلك الوقت وتعتبر من المسرحيات المهمة فى مكتبة التليفزيون وحتى الآن عندما تعرض يحبها المشاهد ويندمج معها على الرغم من إنها قديمة ، وايضا هذا الامر ينطبق على الاعمال الدرامية فمسلسل «من الذى لا يحب فاطمة» كان من الاعمال الناجحة جدا حيث ناقش قضية مهمة للغاية وهى قضية هجرة الشباب وسفرهم للخارج والمشاكل التى كانوا يتعرضون إليها خلال سفرهم وتأثير ذلك على الاسرة ككل، حقق هذا العمل نجاحا غير عادى قدم بعده أنيس منصور عملا آخر متميزا وهو مسلسل «غاضبون وغاضبات» حيث كان أول المسلسلات ذات الحلقات المنفصلة التى يندمج معها المشاهد ويتابعها بكل شغف وحب، حيث كان المشاهد فى ذلك الوقت لا يعرف تلك النوعية من الاعمال الدرامية ولا يندمج معها فقد كان المشاهد يفضل الاعمال الدرامية المتصلة، ولكن مسلسل «غاضبون وغاضبات» حاز على إعجاب المشاهدين جميعا وهذا يعد تميزا ونجاحا فى حد ذاته... وتقول الناقدة ماجدة خير الله: أعمال أنيس منصور الدرامية والادبية قبل الدرامية كانت جميعها اعمالا متميزة للغاية لما فيها من فكرة تتم مناقشتها، فالمهم فى الاعمال الدرامية ان تحمل فكرة وقضية تناقش وتقدم بشكل مميز وايضا جميع افكاره كانت اعمالا جديدة بمعنى انها لم تكن متكررة وهذه الاعمال الفريدة كنا نأمل فى استمرارها واعتقد ان هناك العديد من الاعمال التى كتبها من الممكن ان تحول إلى أعمال درامية واعتقد انها ستحقق ايضا نفس مستوى النجاح الذى حققته مسلسلاته، ايضا لا يمكن لأى مشاهد ان ينسى احداً من هذه الاعمال لانها لمست الأسرة المصرية، والدراما التى تلمس الاسرة المصرية والشعب المصرى لابد ان تنجح لان المشاهد يشعر معها وكأنها تحاكى حياته ومشاكله، ايضا هناك شئ فى غاية الاهمية وهو ان هذه الاعمال الدرامية كانت تقدم بشكل بسيط تستطيع اية فئة من المشاهدين أن يندمجوا معها حتى الفلاح البسيط تصل إليه افكارها بمنتهى البساطة والوضوح.