إن المؤرخ المنصف لتاريخ العسكرية المصرية- سيذكر بكل التقدير العديد من الدروس المستفادة التى نتجت عن حرب أكتوبر المجيدة.. والتى يمكن أن يتحدث عنها الخبراء فى كافة الميادين، التى يمكن أيضا فى حالة الإفادة منها فى حياتنا المدنية أن تحدث نقلة نوعية فى ميادين العمل والانتاج والخدمات فى زمن قياسى.. وملاحقة أكثر الدول تقدما فى كافة المجالات.. ونتوقف هنا عند قضية الإعداد البدنى والرياضى للمقاتل المصرى حيث تيقنت القيادة العسكرية المصرية من أهمية اللياقة البدنية العامة لأفراد القوات المسلحة عامة واللياقة البدنية الخاصة لأفراد كل سلاح من أسلحة القوات المسلحة بوجه خاص- وتم وضع الهدف الاستراتيجى الذى يتلخص فى رفع الكفاءة القتالية للجميع.. وتم تجنيد أفراد من المؤهلات العليا من الحاصلين على الدرجات الجامعية والماجيستير والدكتوراه وتم إعداد البرامج لتأهيل معلمى وضباط التربية البدنية.. وتم توفير المناخ الملائم لجعل التربية البدنية ضمن البرنامج الرئيسى للتدريب القتالى.. بما يحتوى عليه من قوة عضلية وتحمل بدنى لكل تخصص والجودة الكلية لكافة أركان الخطة.. كل هذا فى إطار القدوة والمثل الأعلى من المستوى القيادى الأعلى حتى المستوى القيادى المباشر بالتحليل العلمى الوظيفى لأداء المقاتل المصرى عقب الإعداد الشاق على مدى ست سنوات من يونيو 1967 حتى ساعة العبور 1973، فنجد أن الملاحظة العلمية المنتظمة والبحث العلمى المدقق- ويوضحان ارتباط اللياقة البدنية العامة والخاصة بالقدرة على استيعاب أعقد الأسلحة وإنجاز أدق المهام والالتزام المنضبط بتنفيذ الخطط.. على أعلى المستويات.. فى ضوء رؤية واضحة وهدف نبيل وروح جماعية وإنكار للذات. والآن ونحن نسعى إلى رفع مستوى الرياضة المصرية..هل يمكن لنا أن نفيد من الدروس المستفادة من العسكرية المصرية.. ومن نموذج انتصارات أكتوبر المجيدة.والتساؤل هنا للقيادات الرياضية المصرية من خلال طرح الأسئلة الآتية: *هل لدينا التخطيط الاستراتيجى للرياضة المصرية؟ *هل لدينا القيادات المهنية الوطنية التى تسعى لتحقيق هذا الهدف؟ *هل لدينا البرامج العلمية على المدى البعيد وعلى المدى القريب لتحقيق الهدف المنشود؟ *هل لدينا الإدارة العلمية التى يمكن أن تجمع الطاقات للعمل فى تنسيق وتكامل وتعاون وتسامح؟ إن الاجابة الصحيحة عن كل هذه الأسئلة تكون بالإيجاب لأن لدينا الأمكانات المادية والبشرية التى يمكن أن تحقق الآمال الوطنية للمجتمع المصرى الذى يتوقع أن تكون الرياضة من أجل الصحة.. ومن أجل زيادة الانتاج والتنمية الاجتماعية الشاملة.. ومن أجل وقاية المجتمع من شرور الإدمان والتطرف والإرهاب. وفى نفس الوقت نرجو أن تسهم الرياضة فى إسعاد أعضاء المجتمع وجلب البسمة لأبناء الوطن والسعى نحو الفوز فى المحافل الدولية فى منافسات شريفة وبروح رياضية عالية وبروح الكفاح والمثابرة من أجل رفع المستوى الرياضى. إن المجتمع المصرى الذى انفق بسخاء على البنية الأساسية.. سيقدم بسخاء أيضا كل ما يسهم فى بناء مقومات البنية البشرية التى ستحافظ على هذه البنية الاساسية وستتقدم بها وتطويرها ليستطيع النشء والشباب المصرى أن ينشأوا التنشئة السلمية والمجتمع على استعداد لأن يقدم للرياضة كل الدعم من أجل رياضة أساسية فى المدارس والجامعات ومن أجل رياضة للجميع فى الأندية ومراكز الشباب ومن أجل رياضة افضل لقطاع البطولة فى تعاون وتنسيق بين الهيئات الرياضية فى القطاع الأهلى والقطاع الحكومى فى كافة الوزارات المعنية. وهكذا فإن دراسة انتصارات أكتوبر المجيدة تجعلنا نفيد من دروسها من أجل مستقبل رياضى أفضل.