«أحداث ماسبيرو» أغضبت الجميع - مسلماً ومسيحياً - وجرجت مشاعرنا فى العمق وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية، وبالفعل سادت حالة من الحزن والحداد.. ظهرت قوة التضامن بين كل أبناء الوطن.. كلنا مصريون وليس بيننا قبطى أمريكى وقبطى إسرائيلى حتى نشهد هذا التدخل السافر لواشنطن وتل أبيب.. بالفعل سادت حالة من التأمل والهدوء فى الشارع المصرى لفك رموز وغموض هذا الحادث الأليم.. كلنا أبناء مصر العظيمة.. جيش شرطة.. مسلم مسيحى.. لم نفقد الأمل فى الوصول بالبلاد إلى بر الأمان.. وليس من مصلحة أى مواطن الاستمرار فى دوائر اللااستقرار، ومازلنا نؤمن وعلى الدوام بأن ثورة مصر بيضاء وأن ما يحدث يوميا فى الشارع المصرى حالة من الحوار والتواجد للانتقال بمصر إلى المكانة التى تستحقها.. إن ما حدث لا يمكن اعتباره فتنة أو اضطهاداً للمسيحيين لأن الثورة المصرية قام بها المسلمون والمسيحيون وحقوق المواطنة وحرية العبادة مكفولة للجميع.. لا يوجد فى مصر أقليات وإنما نسيج وطنى رائع.. أما الفتنة هى التى تطل علينا فى الخارج وتغذيها كل من واشنطن وتل أبيب لصالح أجندات خاصة بهم وإلا بماذا نفسر إبادة إسرائيل للشعب الفلسطينى وبأموال وأسلحة أمريكية؟.. ولهذا نقول لسيدة البيت الأبيض هيلارى كلينتون: شكراً على الكرم والمشاعر الفياضة.. وأن أهل مصر لا يحتاجون لحماية خارجية وإنما للكرامة والحرية والإنسانية وتدخلكم إهانة للشعب المصرى بجميع طوائفه.. ويكفى أن أشير إلى كرم واشنطن مع ليبيا - اليمن - فلسطين - السودان.. وقبل ذلك العراق؟! والغريب أيضاً فى أحداث ماسبيرو عاصفة الصحراء التى استخدمها التليفزيون الإسرائيلى ضد مصر والتحريض ضد المجلس العسكرى والقوات المسلحة وقد دعت المدعوة إسرائيل.. واشنطن بعدم بيع الأسلحة لمصر.. كما دعت الأقباط بالاستمرار فى مظاهرات الغضب وذلك لإسقاط ما أسمته بنظام الجنرالات وتزعم أن أحداث التوتر مازالت فى بدايتها ونحن نقول لإسرائيل: لن تجدوا مصريا واحدا يضر بمصالح بلاده.. ونقول أيضاً: هل سبق وأن نظرتى إلى المشهد فى ميدان التحرير عندما وقف المسيحى يحمى المسلم أثناء الصلاة.. والمسلم يحمى المسيحى فى صلاة القداس؟.. ونقول لأمريكا وإسرائيل: إن احترام حقوق الإنسان هو فى عدم تدخلكما والديمقراطية كذلك ولن تفلح محاولات الاستفادة من الظروف التى تمر بها مصر حالياً.. انتهت مرحلة الانكسار إلى غير رجعة وسوف يحتفل الشعب المصرى بعهد جديد كله انتصارات وهذه هى الدورة التاريخية.