حدث هذا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد تلقت جامعة كاليفورنيا فى ولاية بنسلفانيا منذ أسابيع وبالتحديد يوم السبت 16 يوليو خطابا باسم «كلارك موور». كان الخطاب يحمل أربعة طوابع بريد قديمة كل منها سعره سنت واحد ويحمل اختاما لإدارة البريد تحمل تاريخ 20 فبراير 1958. لم تستطع إدارة الجامعة معرفة سبب تأخر هذا الخطاب طوال هذه الفترة التى امتدت 53 سنة، كما لم تستطع إدارة البريد أن تجيب عن سؤال: أين كان هذا الخطاب؟ فقد بدا أن كل شىء عنه غامض ومجهول. وقد تأكدت الجامعة من النظرة الأولى على أختام الخطاب أن المرسل إليه لابد أنه كان طالبا أو استاذا أو موظفا فى الجامعة وتركها إذ لا يعقل أن يكون مازال فى الجامعة بعد 53 سنة. لكن المفاجأة أنه بعد البحث فى ملفات الجامعة لم تستطع الإدارة الاستدلال على شخصية «كلارك موور» صاحب هذا الخطاب. وقد كان طبيعيا بعد ذلك أن تفتح إدارة الجامعة الخطاب بعناية شديدة، لمحاولة التوصل منه إلى معرفة صاحبه، وكانت المفاجأة الأخرى أنه كان خطاب حب من فتاة فى بلدة بيترسبرج يفيض حبا وحنانا. كانت الرسالة وهى من صفحتين أشبه برسالة من جوليت فى ذلك الزمان قبل 53 سنة حيث لم يكن هناك التليفون المحمول ورسائله، والإيميل ورسائله، والكمبيوتر وإمكانات التحدث والشاتنج عبر شاشته، وقد أنهت مرسلة الخطاب رسالتها بعبارة.. مع حبى إلى الأبد «فونى». كان القلم والخطاب هو الوسيلة الرئيسية أمام عشاق ذلك الزمان للتعبير عن مشاعرهم. وقد لاحظت إدارة الجامعة أن الفتاة صاحبة الرسالة إلى جانب كلمات الحب والغرام التى حملتها رسالتها قامت بحركة كانت تعد فى ذلك الوقت تعبيرا عن أن الخطاب خطابا غراميا وذلك بوضع طوابع البريد فى وضع مقلوب على المظروف وهى حركة تؤكد أن الخطاب به رسالة حب، و«هو ما يجعل الخطاب يبان من طوابعه»! تلقت الصحف وقنوات التليفزيون بشغف قصة هذه الرسالة وبدأت تتحدث عنها ومن حُسن حظ بعض أصدقاء «كلارك» بالخطاب واتصلوا به، وتوالت القصة لتكشف عن مفاجآت غريبة. أولا: فإن المرسل إليه «كلارك موور» وهو اليوم سنه 74 سنة، لم يعد هذا اسمه فقد تبين أنه غير اسمه إلى «صديق» بكسر الصاد - بعد أن أشهر إسلامه. ثانيا: تبين أنه كان يعمل مدرسا فى الجامعة عندما تعرف على «فونى»وبدأ يبادلها الحب وتبادلا رسائل الحب والغرام وهى كما قلت الوسيلة الأساسية للتواصل بين العشاق فى ذلك الوقت. ثالثا: أن الحب بين رميو وجوليت تأكد بزواج الاثنين وقد أنجبا أربعة أبناء، وهذا شىء جميل. رابعا: أنه بعد الحب الكبير الذى جمعهما والزواج الذى ارتبطا به والأبناء الأربعة الذين رزقا بهم لم يستطيعا الاستمرار فى الزواج فكان الطلاق، ومضى كل فى طريق. اليوم «كلارك» يعيش فى مدينة «إنديانابوليس» ولا يعرف أين هى اليوم حبيبة القلب «فونى» فقد انفصلا منذ أكثر من عشرين سنة! ترى لو لم تقف أسرتا العاشقين الشهيرين «رميو وجوليت» فى طريق حبهما وأصرا على عدم إتمام قصتهما بالزواج مما جعلهما يعيشان قصة عذاب ومعاناة تنتهى بالموت.. ترى لو تركا لحالهما وانتهت الحكاية بالزواج، هل كان شكسبير سيجد ما يسجله ويحكى الحكاية التى ظلت تتناقل نحو خمسة قرون؟!