النظام المخلوع والمحبوس.. حَبَسَ الصحافة فى حقبة زمنية من الخنوع والإذلال، وحان الوقت لتقوم بدورها الحقيقى المنوط بها فى تقييم الأداء الحكومى وترفع صوت المظلوم وتعرض رؤى المخلصين الطامحين فى نهضة الوطن.. أسئلة كثيرة تدور فى ذهنى مع قرب انتخابات نقابة الصحفيين المسئولة عن الأداء المهنى.. ما هى الضمانات لحرية تدفق المعلومات للصحفى؟ كيف تستقل النقابة وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة لتقوم بدورها الرقابى والخدمى لدعم أبناء المهنة؟ ما طبيعة دورها فى إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية فى المرحلة القادمة؟ ما الضوابط فى إصدار الصحف الخاصة وإعادة النظر فيما يخصها من قوانين؟ ألا يوجد مفر من سيطرة رأس المال فى توجيه سياساتها التحريرية لخدمة أجنداته مثل ماردوخ فى الغرب؟ بالإضافة إلى فرض الإعلان على التحرير وخلطه أحياناً بالمادة الصحفية! متى يعود العمل بميثاق الشرف الصحفى للحد من «هرتلة» الصحف الصفراء وانتشار الأخبار المغرضة والكاذبة؟ ومتى تعود كرامة المهنة والصحفى معا؟ أسئلة وتخوفات كثيرة تدور فى أذهان كل الصحفيين بما سيحدث فى المرحلة القادمة.. نعم نحن نريد نقابة قوية ترقى بالمهنة.. نريد تعميم تجربة الانتخابات فى كل قطاعات الدولة وتطبيقها على المؤسسات الصحفية القومية والحزبية فى اختيار قياداتها تحت إشراف نقابة الصحفيين للدفع بقيادات صحفية تطور المهنة ولديها رؤية وتتمتع بمصداقية وثقة العاملين بها مما ينعكس تلقائياً على القارئ. ويكفينا تردى أوضاعها فى سنين سابقة.. فالصحافة القومية تواجه أزمة شديدة ومعاناة حقيقية يمكن أن تعصف بها إذا لم نجد لها الحلول الفاعلة لإعادة هيكلتها وتقليص ديونها حتى تقوم بدورها الوطنى فى إرساء مبادئ الحرية والعدالة.. وضرورة استمرار إصدار صحفها لخلق حالة من التوازن الموضوعى بين جميع التيارات والطوائف التى تظهر على السطح يوما بعد يوم. ونريد على وجه السرعة تطوير الصحف والصحفى بوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة وإتاحتها لكل الصحفيين. نريد وضع الضوابط المهنية والقانونية للقيد بجداول النقابة بحيث لا تكون شكلية تعنى بالكم وإهمال الكيف. نريد تطبيق لائحة أجور عادلة، فأغلبية جموع الصحفيين يعانون من تردى رواتبهم التى لا تتناسب مطلقاً مع متطلبات المهنة والحياة اليومية وليس المستقبلية.. فهناك وظائف سيادية ارتفع كادرها بما يليق بها، ومهن أخرى طالبت بصوت عال فتحققت مطالبها.. فهل الصحفى الذى يدافع عن حقوق الآخرين يغفل حقه فى حياة كريمة دون تسول؟ تحديات وتخوفات كثيرة تواجه المهنة والنقابة وملفات أخرى شائكة مازالت تبحث عن حل، مثل تعديل قانون الصحافة الحالى والنظر فى عقوبة حبس الصحفى فى قضايا النشر.. نريد مجلس نقابة قوياً وجمعية عمومية تؤيده وتدعمه فى كل خطواته.. نريد أيضاً صحافة حرة تبنى لا تهدم.. تضمد الجراح لا تزيد من نزيفها.. توحد الصف لا تمزقه.