الطفلة «جنى» التى شاركت نجم الكوميديا هانى رمزى بطولة فيلم «سامى أكسيد الكربون» وقدمت برنامجا ناجحا فى رمضان الماضى يتم إعادة عرضه الآن على أكثر من قناة فضائية تمتلك موهبة وجرأة أمام الكاميرا ترشحها بالفعل لإعادة عرش الطفلة المعجزة فيروز والشقية لبلبة حين كانت طفلة بشرط ألا تضيع موهبتها بفعل الاهمال أو محاولة استغلالها تجاريا حتى تذوى وتستهلك فنيا!. فكثير من الأطفال الموهوبين تضيع موهبتهم حين يكبرون، وخاصة إذا أصبحوا نجومًا وهم صغار، وأفقدتهم النجومية والأضواء براءة الأطفال وجعلتهم لا يعيشون سنهم الحقيقى، ويتحدثون ويتصرفون مثل الكبار وبعضهم يفقد اتزانه النفسى ويتحول إلى مسخ لا هو بالطفل ولا هو بالشخص البالغ العاقل. ولذلك قد يضيعون فى المنتصف ويسقطون فى بئر الإدمان مثل بطل فيلم «وحدى فى المنزل» أو مثل الطفل شريف صلاح الدين الذى مثل شخصية طه حسين طفلاً فى مسلسل «الأيام»، ثم أصبح وهو مراهق، وبعد أن انسحبت عنه الأضواء مدمنًا للمخدرات، وكتب ومثّل قصة إدمانه فى فيلم «الغيبوبة». أما المطربون الأطفال فتتبدل أحبالهم الصوتية فى مرحلة البلوغ، وقد يفقدون حلاوة أصواتهم، ويتوقفون عن الغناء مثل الطفلة شيماء ابنة المطربة الشعبية فاطمة عيد، التى غنت بصوتها وهى طفلة روائع كوكب الشرق أم كلثوم، ثم اختفت وتوقفت عن الغناء بعد أن دخلت فى مرحلة المراهقة. وقليل من هؤلاء الأطفال يعود إلى الغناء حين يكبرون ، كما نجح المطرب اللبنانى الذى بدأ الغناء وهو طفل جورج وسوف أو الراحل عماد عبدالحليم الذى تبنى موهبته العندليب الراحل عبد الحليم حافظ وأعطاه اسمه، ونصحه بأنه يتوقف عن الغناء فى مرحلة المراهقة، ثم عاد وغنى وتألق، ومثل أكثر من فيلم سينمائى ومسلسل تليفزيونى قبل أن يعرف هو الآخر طريق الإدمان ويموت ميتة بشعة بجرعة مخدرات زائدة. والمطلوب من أهالى هؤلاء الموهوبين الصغار ومن الجهات الرسمية المسئولة رعايتهم وصقل موهبتهم وتعهدها بالحماية والتدريب أن نضع خطة منهجية علمية مدروسة للحفاظ على هذه المواهب الصغيرة من الضياع والانحراف، كما فعل الملحن محمد على سليمان مع ابنته المطربة الجميلة أنغام قبل انفصالهما الإنسانى والفنى، فقد تعهدها بالتدريب وألحقها بمعهد الموسيقى العربية، فحافظت على صورتها وموهبتها، وأصبحت واحدة من أجمل الأصوات فى هذا العصر، وكما يفعلون فى العالم المتقدم مع كل النابغين والموهوبين لأنهم يؤمنون بأن هؤلاء الأفذاذ هم ثروتهم الحقيقية وطريقهم للتقدم والتفوق على بقية الأمم.