هناك أغنية إسرائيلية اشتهرت فى الفترة الأخيرة بإسرائيل تقول كلماتها: «المصير الأسود يجعل الأيام مرة فى انتظار شهر سبتمبر.. الحزن يملأ قلوبنا ولم يعد لدينا وقت للمرح واللعب كالمعتاد». هذه الكلمات تعبر عما تعانيه إسرائيل الآن، فعلى الرغم من أن شهر سبتمبر (أيلول) واحد من أجمل شهور السنة فى إسرائيل بألوانه المشرقة المتنوعة إلا أنه أصبح الأسوأ على الإطلاق فى نظرهم لأنه الشهر المتوقع أن تعلن فيه الأممالمتحدة عن قيام الدولة الفلسطينية الجديدة. وهم فى إسرائيل ينظرون إلى الأحداث الأخيرة التى جرت على الحدود المصرية فى سيناء بوصفها هجوماً عنيفاً موجهاً من قبل العالم ضدهم.. هو هجوم عملى يسبق الهجوم النظرى الذى ينتظرهم داخل أروقة الأممالمتحدة فى سبتمبر. والإسرائيليون الآن ينظرون إلى سيناء بوصفها شرق مصر الموحش الذى لم تستطع الحكومة السيطرة عليه بعد أن ملأته العصابات المسلحة التى تهاجم مراكز الشرطة، وتقوم بتفجير أنابيب الغاز، وتغذى ما يسمونه بالعمليات الإرهابية الإسلامية. وهم يرون أن عصابات البدو هناك استفادت من هذا الوضع وبدأت فى تنفيذ عمليات تهريب السلاح التى تعود عليهم بأرباح أكثر بكثير من تلك التى يتحصلون عليها جراء مساعدتهم للمهاجرين غير الشرعيين سواء من السودان أو أريتريا فى عبور الحدود إلى إسرائيل. وتحت عنوان «حتى سبتمبر الخراب» كتب تسفى برئيل، معلق الشئون العربية والشرق الأوسط فى صحيفة (هآرتس) يقول إن هذا الشهر معروف بكوارثه منذ أمد بعيد فاتفاق أوسلو وكامب ديفيد والغزو النازى لبولندا والأحداث الإرهابية التى شهدتها الولاياتالمتحدة واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. كل هذه الأحداث وقعت فى سبتمبر. ولذلك، يتوجب على إسرائيل أن تبادر وتمد يدها إلى الفلسطينيين بالسلام إنقاذا لما هو متوقع فى سبتمبر. ومن يقرأ الصحافة الإسرائيلية هذه الأيام سوف يشعر بأن إسرائيل مصابة بحالة من الهستيريا نتيجة الأحداث المرعبة المتوالية التى تحيط بها، فموعد اقتراع الأممالمتحدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية يقترب، وخيام الاحتجاج المطالبة بالعدالة الاجتماعية تملأ شوارعها وميادينها، والضربات الفدائية توجه لها فى الجنوب، فى الوقت الذى يهدد فيه الفلسطينيون بانتفاضة ثالثة. أصبحت إسرائيل مثل الثور الهائج، فأخذت تهدد بإلغاء اتفاق أوسلو وقطع جميع العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بعد أن بات من الواضح أن أكثر من 120 دولة سوف تصوت لصالح قيام الدولة الفلسطينية الجديدة فى حدود ال 67.