إن ما حدث فى الجلسة الأخيرة لمحاكمة السفاح المخلوع وولديه وزبانية حكمه، ينذر بالكثير من الأخطار التى قد تؤدى بنا إلى منعطافات تقودنا.. لا قدر الله إلى ساحات مظلمة رطبه وموحله.. ولكن أخشى ما أخشاه أن تكون ساحات الفتنة هذه.. رطبة بالدماء وموحله بالأشلاء المبعثرة.. قد تكون هذه المقدمة تحمل الكثير من التشاؤم وقد يظن البعض،أننى أفرط فى الإحساس بالخطر.. لكن لدى أسبابى!! فمن خلال نظرة عابرة على القفص الذى ظهر المتهمون خلف أسلاكه نجد المخلوع مسجى على ظهره وقد ارتدى ملابس مخالفة لقانون السجون والخاص بارتداء الزى الأبيض للمحبوسين احتياطيا وهى ملاحظة قال عنها فقهاء القانون إنها من اختصاص إدارة السجن لأنها ضمن اللوائح التنظيمية للسجون ولا دخل للمحكمة فيها، وهو ما يعنى أن هناك تساهلا من إدارة السجن.. هذه واحدة!! كما أنه حينما نودى على المتهمين من قبل رئيس المحكمة وخاصة المتهم الأول المجرم المخلوع.. رد بكلمة «موجود» بنبرة استعلاء وتحد وكان الاخرى أن يرد بكلمة أفندم وهى الكلمة التى رد بها فى الجلسة الأولى.. لكن المخلوع أخذته العزة بالإثم واستكثر أن يرد على المحكمة بكلمة أفندم رغم أنه رجل له خلفية عسكرية تلك الخلفية التى كان عليه أن يحترمها ويحترم القاعة التى يحاكم فيها ويرد بكلمة أفندم.. أما ولداه علاء وجمال فقد ردا على المحكمة بنفس طريقة الاستعلاء والاستخفاف .. وهو ما يوحى لنا أن هناك شيئا ما جعل هؤلاء المجرمين يتصرفون باستعلاء أقرب إلى السخرية.. وأثناء الجلسة كان ابتسامة الأفاعى ترتسم على وجوه المتهمين الثلاثة وخاصة المجرم جمال الوريث المخلوع،.. وفى نهاية الجلسة بلغ الاستفزاز حد الوقاحه حينما رفع وريث المجرم المخلوع بيده بعلامة النصر، وكأنه يخرج لسانه الافعوانى المشقوق فى وجه كل المصريين الشرفاء وكأنه يسير على جثامين الشهداء غير عابئ ولا مكترس باحترام المحكمة التى تستمد قدسيتها من الله عز وجل «العدل أساس الملك» لكن جمال ابن المخلوع والذى لا يحمل من صفات اسمه إلا اللفظ لا يريد العدل ولا أساسه لكنه كان يريد الملك،.. أما الغريب حقا فكان فى رد فعل الأب المجرم القاتل السارق الكذاب، فقد رفع يده ملحاً وكأنه فى قاعة احتفالات وليس فى قاعة محاكمة عادلة تحاكمه باسم الشعب والوطن.. هذه بعض الملاحظات من داخل قفص الاتهام وقاعة المحكمة ورغم أن دلالاتها قد تكون عادية ومتوقعة من مجرمين عل دراية برسائل التأثير النفسى واتقان استخدام هذه الوسائل التى تدربوا عليها فى فترة حكم الطاغية ، إلا انها قد تؤدى إلى الحنق والغضب وربما الفوران.. فالمتابعون للاحداث خارج سور أكاديمة الشرطة قد صدمتهم المفاجأة حينما رأوا بضعة عشرات من البلطجية يرتدون «تى شيرت» موحد ويحملون صور الطاغية المخلوع بعد ان نقلتهم اوتوبيسات مكيفة وان المتهمين فى داخل القفص كانوا على علم بما سيحدث فى الخارج وقد قال احد هؤلاء البلطجية انه أتى بناء على اوامر من احد رجال الأعمال الذين اشتهرت عنهم تأييده للتوريث ومساندته للمغرور المشر سياسياً ابن المخلوع.. وقد ألمح احد البلطجية انهم تقاضوا اموالاً نظير الاعتداء على أهالى الشهداء ويبقى سؤال هل هناك علاقة توافقية بين ما حدث خارج قاعة المحكمة من اعتداء على اهالى الشهداء ومنهم اطفال ونساء عجائز قد اصيبوا وشجت رؤوسهم ؟! وبين الغرور والغطرسة والجليطة وقلة الأدب التى حدثت من المتهمين المجرمين داخل قاعة المحكمة؟! الإجابة معروفة وستعرف أكثر خلال الأيام القادمة . [email protected]