مافيش حد على راسه ريشة، جميع رموز النظام السابق فى زنازين عادية دون تكييفات أو أجهزة كمبيوتر.. هكذا بدأ اللواء نزيه جاد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون حواره مع أكتوبر، مؤكداً أن الجميع ملتزم بلوائح السجن وكل ما أثير أو تردد حول تفرقة المعاملة أو هروب علاء وجمال مبارك مجرد شائعات ومحض خيال. وقال رئيس مصلحة السجون الذى تنتهى فترة عمله بعد غد الثلاثاء لبلوغه سن التقاعد إن لجنة الحريات بنقابة المحامين زارت سجن المزرعة والنيابة العامة أيضاً قامت بالتفتيش مرتين ولم ترصد أى تجاوزات أو خرق للوائح السجون. وقال إن سجن المزرعة به كافتيريا 5 نجوم بها شيف محترف كان يعمل بأحد الفنادق الكبرى ويقضى عقوبة السجن 7 سنوات فى قضايا أموال عامة ويقوم بتحضير الوجبات التى يطلبها المحبوسون احتياطياً وتخصم من حساباتهم التى يضعونها فى أمانات السجن. وتحدث عن حقيقة الفيديو الذى تم نشره مؤخراً ويظهر فيه رموز النظام السابق بالملابس البيضاء وحقيقة دوبلير حبيب العادلى وتجهيز مستشفى المزرعة.. وقضايا أخرى كثيرة فى سياق الحوار التالى: * ما هى خطة العمل التى اتبعتها فى قطاع السجون بعد أن توليت مسئوليتها فى 21 مارس الماضى خاصة بعد أحداث 25 يناير وحوادث الانفلات التى شهدها قطاع السجون؟ ** نحن ملتزمون بتطبيق لوائح السجن على الجميع دون تفرقة ولدينا دعم كبير من الوزير منصور العيسوى وقد وضعنا خطة لتطوير القطاع والذى عاد العمل فيه بسرعة فائقة بعد أحداث ثورة 25 يناير ولأنه قطاع يتعلق بالأمن ولا يتحمل الاهتزاز وقد تم فى الفترة السابقة- (5 شهور تقريباً)- إصلاح وترميم أكثر من 75% من الإنشاءات بالسجون ويتبقى 25% يجرى العمل فيها حالياً للانتهاء منها لاستيعاب كل المسجونين ولتطبيق الخطة الخاصة بتوزيع المسجونين وفقاً للتصنيف العقابى، حيث إن هناك مناطق دمرت بالكامل على سبيل المثال منطقة سجون أبو زعبل تم تدميرها ونهبها بالكامل وقدرت خسائرها ب 150 مليون جنيه حيث كان بها عنابر سجون ومصانع أثاث وجلود، وهناك أيضاً سجون وادى النطرون وسجن الفيوم وغيرها، فقد تعرض 11 سجنا للتدمير والتخريب وخلال عدة شهور ستكون خطة التطوير والترميم قد انتهت بالكامل، حيث سيتم الانتهاء من ترميم جميع السجون المتبقية فى خلال فترة من 3 إلى 7 شهور قادمة على أكثر تقدير. علاء وجمال * البعض يردد عدم وجود جمال وعلاء مبارك فى السجن.. ما حقيقة ذلك؟ ** هذا الكلام محض خيال، فعلاء وجمال مبارك وجميع رموز النظام السابق يعاملون معاملة عادية لا تختلف عن أى سجين آخر ولم يتم تهريبهما كما أشيع، فهذا الكلام غير معقول ونسج من الخيال والدليل على ذلك ما حدث فى جلسة محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى محكمة جنايات القاهرة ومعه عدد من معاونيه السابقين وظهوره بملابس السجن الزرقاء حيث يقضى أحكاماً صدرت ضده وظهور مساعديه السابقين بملابس السجن البيضاء لأنهم محبوسون احتياطياً ولم تصدر ضدهم أحكام بعد، فعلاء وجمال مبارك يقيمان فى زنزانة واحدة بسجن مزرعة طرة فى عنبر المحبوسين احتياطياً مساحتها 4×6 أمتار وهذا شىء طبيعى حتى لا يتم التعرض لهما من جانب المحبوسين الجنائيين وهذا بناء على خطة السجون ولائحتها للحفاظ على حياة المحبوسين احتياطياً حيث يمكن أن يطلب أب الانضمام إلى ابنه فى سجن واحد بناء على طلب يقدم إلى رئيس قطاع السجون وتتم الموافقة عليه كنوع من لم الشمل للأسرة وحفاظاً على أمن السجون وحياة المسجونين والمحبوسين احتياطياً، وعلاء وجمال وبقية رموز النظام السابق يتواجدون فى عنبر المحبوسين احتياطياً الذى يتكون من عدة غرف مختلفة المساحة -الزنازين- وقد زارت لجنة الحريات بنقابة المحامين سجن المزرعة والنيابة العامة أيضاً وقامت بإجراء تفتيش مرتين ولم تكتشف وجود أى أجهزة تكييف أو أجهزة حاسب آلى -لاب توب- أو أى تليفونات محمولة. * ولكن تردد أن أحمد عز وجمال مبارك معهما أجهزة كمبيوتر؟ ** أؤكد أنه لا يوجد لاب توب مع أحمد عز أو جمال مبارك، فهذه الأجهزة ممنوعة طبقاً للوائح السجون التى تطبق بحذافيرها وبدقة متناهية وتحرص مصلحة السجون على تدعيم القيم والحفاظ على حقوق الإنسان، فكل غرفة بها مروحة أو اثنتان حسب مساحتها واتساعها وبها شفاط لطرد الهواء الفاسد وبها مبرد للاستعمال صيفاً وبها سخان كهربائى للاستعمال فى فصل الشتاء. لا تفرقة فى المعاملة * ماذا عن الوزير الأسبق حبيب العادلى وأين يتواجد؟! وهل هناك تفرقة فى المعاملة؟ ** الوزير الأسبق حبيب العادلى يقيم مع الوزيرين السابقين أحمد المغربى وزهير جرانة ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى حيث إنهم مودعون بعنبر المحكوم عليهم بسجن المزرعة أيضاً لصدور أحكام ضدهم وهم يرتدون الملابس الزرقاء الخاصة بالسجن وقد ظهر بها العادلى فى المحكمة، أما عن المعاملة داخل السجون فلا يوجد أى تفرقة فى المعاملة بين رموز النظام السابق وأى مسجونين آخرين فهم يعاملون مثل بقية المسجونين، فالمحبوس احتياطياً له زيارة واحدة أسبوعياً -4 زيارات فى الشهر- لذويه وأبنائه وزوجته أو أشقائه أو أزواج بناته أو زوجات أولاده، أما الزيارات الاستثنائية فتتم بتصريح خاص من المستشار النائب العام ومن حق المحامين ووكلائهم القانونيين أيضاً الحصول على تصاريح من النائب العام وتتم فى أى وقت ويختلى المحامى بموكله فمثلاً فريد الديب المحامى زار علاء وجمال مبارك 5 مرات وحضر معهما التحقيقات التى أجريت سواء فى السجن أو فى جهاز الكسب غير المشروع وعمهما عصام قام بزيارتهما 3 مرات، أما محمود الجمال والد زوجة جمال فقد قام بزيارتهما مرتين فقط فى حين قامت هايدى راسخ زوجة علاء وخديجة زوجة جمال بزيارتهما مرة واحدة فى حضور والد خديجة واستغرقت الزيارة ساعة كاملة.. أما الدكتور أحمد فتحى سرور فقد اقتصرت الزيارة على أسرته «أبنائه وبناته وزوجته وأزواج بناته» وكلها زيارات أسرية، أما زكريا عزمى فقد زارته زوجته بهية حلاوة وشقيقه يحيى عزمى وأبناء شقيقه يحيى، أما صفوت الشريف فقد قام بزيارته زوجته وأبناؤه وبناته وزوج ابنته، أما أحمد عز فتقوم بزيارته كل أسبوع زوجته الثالثة شاهيناز النجار، بالإضافة إلى زيارات متفرقة من زوجتيه الأخريين ويزوره ابنه (14 سنة) أكثر من مرة. كافتيريا 5 نجوم * ما هى اللوائح التى تطبق على المسجونين احتياطيا من رموز النظام السابق؟ ** المحبوس احتياطيا يقدم له السجن 3 وجبات يوميا لكن من حق المحبوس احتياطيا وفقا للوائح السجون أن يحضر له أقاربه أطعمة من الخارج وهى الأطعمة المتعارف عليها كاللحوم والدجاج والمشروبات والعصائر المثلجة وهى تخضع للتفتيش من جانب التفتيش الطبى والوقائى، وهناك إجراءات تأمين فى تفتيش الطعام حتى لا تدخل ممنوعات مع الأكل. ونحن لدينا فى سجن المزرعة كافتيريا 5 نجوم على مستوى عال وشيف محترف كان يعمل بأحد الفنادق الكبرى والخمس نجوم ويقضى عقوبة السجن 7 سنوات حاليا فى قضايا أموال عامة، حيث يعمل فى كافتيريا السجن ويقوم بالطهى فى هذه الكافتيريا وإعداد الوجبات التى يطلبها النزلاء وتخصم من حساباتهم التى يضعونها فى الأمانات ويحصلون على بونات بمقتضاها تخصم من رصيد الأمانات الخاص بهم. * وما هى أكبر الأمانات التى أودعت فى السجن لحساب رموز النظام السابق؟ ** أكبر الأمانات التى وضعت خاصة بأحمد عز فهو يضع فى أحيان كثيرة مبالغ تصل إلى 8 آلاف جنيه يحصل بمقتضاها على بونات للطعام وأكثر الوجبات التى يطلبها رموز النظام السابق بمن فيهم أحمد عز وعلاء وجمال مبارك الأسماك خاصة الجمبرى واللحوم والدجاج بأنواعه، حيث تضاهى كافتيريا السجن المطاعم الموجودة فى فنادق الخمس نجوم ومن حق أى محبوس احتياطيا أن يطلب أى وجبة من خلال الأمانات ويطلب تحويلها إلى بونات للكافتيريا ومعظم رموز النظام السابق يضعون ما بين ألف إلى 3 آلاف جنيه. أما المحكوم عليهم من الوزراء السابقين العادلى وجرانة والمغربى ومعهم أيضا هشام طلعت مصطفى فيطبق عليهم نفس اللوائح التى تطبق على باقى المحكوم عليهم الآخرين، ويقدم لهم طعام السجن ويحصلون على زيارة كل 15 يوما، ومن حق الزائر من ذويهم إحضار طعام فى حدود استهلاك الشخص لليوم الواحد فقط حتى لا يتلف. * ما حقيقة الفيديو الذى تم بثه ونشره مؤخرا ويظهر فيه رموز النظام السابق فى السجن أثناء التريض، وهل من حق أى جهة أن تقوم بزيارة السجن للتأكد من وجود رموز النظام السابق فى محبسهم؟ ** قانون ولوائح السجون تؤكد على أن المنوط بهم دخول أماكن الاحتجاز والسجون هى النيابة العامة فقط أو بتصريح من النائب العام وبموافقة المحبوسين احتياطيا أو المسجونين المراد زيارتهم وإذا تم خلاف ذلك يعد انتهاكا لحقوق المحبوس احتياطيا أو المسجون المحكوم عليه ومخالفا للدستور والقوانين، ومن أجل ذلك لم يتم تصوير المحبوسين أثناء زيارة لجنة الحريات بنقابة المحامين، أما الفيديو الذى تم بثه ونشره غير حقيقى وبالفحص تبين أنه مفبرك بالفعل وهذا ما تم التوصل إليه فى مصلحة السجون بعد أن أمر وزير الداخلية بفحص الموضوع والتحقيق فيه. دوبلير العادلى * تردد أن هناك «دوبلير» للوزير الأسبق حبيب العادلى لحضور الجلسات.. فما حقيقة ذلك؟ ** الحقيقة نحن لا نكذب ولا نتجمل.. حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق يعامل معاملة عادية جدا وكأى مسجون محكوم عليه بأحكام زياراته فى مواعيدها مثل أى مسجون ويخرج فى سيارات ترحيلات مثل أى مسجون يتم محاكمته فى تهم يحقق فيها القضاء والمحاكم وليس هناك أى معاملة تفضيلية لوزير الداخلية الأسبق أو أى من رموز النظام السابق وليس معه أى تليفون محمول ويتم تفتيش غرف الإقامة الخاصة بالمحبوسين احتياطيا أو المحكوم عليهم يوميا للتأكد من عدم وجود ممنوعات أو مهربات وفقا للوائح السجون، فالعادلى والمغربى وجرانة موجودون فى عنبر للمحكوم عليهم بسجن المزرعة يسع ل 15 مسجونا، أما هشام طلعت مصطفى فهو موجود فى عنبر آخر خاص بالمحكوم عليهم فى جرائم أموال عامة. أما عن حكاية الدوبلير فأنا أول مرة أسمع هذا الكلام فهو ضرب من الخيال، فالذى ظهر فى القفص هو حبيب العادلى بشحمه ولحمه، أما الشائعات التى تروج فهدفها إحداث البلبلة مثل الشائعات التى ترددت عن مشاهدة جمال مبارك فى ميكروباص علىكوبرى 15 مايو، كما ترددت شائعات عن حدوث محاولة اقتحام للسجن وتهريب جمال وعلاء مبارك ورموز النظام السابق وتبين عدم صحة تلك الشائعات جميعها.. ليس هناك أحد «على راسه ريشة» ولا يوجد أى تمييز لأحد.. فنحن نؤدى عملنا على أكمل وجه حتى الزيارات التى تتم لرموز النظام السابق شىء منظم جدا، حيث يتم إثباتها فى دفاتر وجداول ويتم تنظيمها وترتيبها وفقا للوائح السجون. * ماذا عن مستشفى سجن طرة؟ وهل هو مستعد لاستقبال الرئيس السابق فى حال محاكمته بالقاهرة؟ ** قطاع مصلحة السجون ينفذ الأحكام وقرارات النيابة العامة والقضاء، وبالتالى سيتم تنفيذ قرارات القضاء بالتنسيق بين وزارة العدل ووزارة الداخلية، ونحن مستعدون فى أى وقت لتنفيذ الأحكام القضائية، أما مستشفى سجن المزرعة فهو مستشفى قديم تم إنشاؤه عام 1941 وهو مجهز لاستقبال الحالات المتوسطة والبسيطة وغير مجهز للحالات الحرجة والدقيقة، لكن الوزير اللواء منصور عيسوى أصدر تعليمات بتطوير هذا المستشفى لاستقبال الحالات الحرجة، كما أصدر تعليمات بإنشاء مستشفى فى منطقة سجون طرة حديث ومجهز. لوائح عقابية * ما عدد رموز النظام السابق المحكوم عليهم أو المحبوسين احتياطيا؟! وكيف يتم التعامل معهم فى مكان واحد بالسجن؟! ** يوجد 40 شخصية من رموز النظام السابق على رأسهم علاء وجمال مبارك وأحمد عز وفتحى سرور والشريف وعزمى وآخرهم عاطف عبيد ويوسف والى وكان عددهم منذ فترة 42 لكن تم إخلاء سبيل منير غبور بعد صدور حكم ضده بالحبس سنة مع وقف التنفيذ وإخلاء سبيل عبد الناصر الجابرى لظروف صحية لإصابته بمرض السرطان «إصابة متأخرة»، حيث تم إخلاء سبيله بقرار من النائب العام بعد حبسه فترة على ذمة التحقيقات فى موقعة الجمل والتى ستتم محاكمة المتهمين فيها إلى 11 سبتمبر القادم أما الوزراء الثلاثة السابقون العادلى وجرانة والمغربى فهم فى عنبر المحكوم عليهم بسجن مزرعة طرة وهو عنبر منفصل تماما عن عنبر المحبوسين احتياطيا وهذا العنبر مقسم إلى غرف (زنازين) أكبر مساحة زنزانة لعلاء وجمال 4×6 أى مساحتها 24 مترا وكل رموز النظام السابق ملتزمون بتنفيذ لوائح السجون التى تليت عليهم من قبل مأمور. أما فتحى سرور فهو يقيم بمفرده فى زنزانة مساحتها 3×4 وصفوت الشريف كذلك بناء على طلبهما وزكريا عزمى يقيم مع مجموعة، أما أسامة الشيخ فهو يقيم مع أنس الفقى وعهدى فضلى. وما يتم من إجراءات حفاظا على حياة المحبوسين أياً كانوا خاصة وهم يتعرضون للرشق بالحجارة والتعدى عليهم بالضرب وتأتى إجراءات التأمين أثناء الترحيلات من جانب مديرية أمن القاهرة وليس من جانب مصلحة السجون. * هل تم نقل د. فتحى سرور المحبوس احتياطيا خارج سجن المزرعة لعلاجه بعد ارتفاع ضغطه؟ وماذا حدث بالضبط؟ وكيف يسير يوم المحبوسين احتياطيا او المسجون المحكوم عليه؟ ** أحمد فتحى سرور لم يتم نقله لأى مستشفى خارج السجن لكن منذ فترة أصيب بارتفاع فى ضغط الدم وتم إحضار طبيب له من مستشفى السجن، وأجرى له الإسعافات اللازمة، حيث لدينا رعاية طبية كاملة لأى مسجون مهما كان، ويتم التصرف طبقا للوائح السجون وإبلاغ النيابة العامة. أما عن سير يوم السجين، فهو يبدأ يومه فى السابعة صباحا وهو بدء العمل وفتح الزنازين وأماكن المحبوسين، حيث يتم تناول طعام الإفطار بعد الساعة السابعة صباحا وينتهى اليوم فى السجن بغلق الباب السادسة مساء أما عن كيفية قضاء اليوم فكل محبوس له ساعتان تريض، حيث يؤدى تدريبات رياضية أو يجلس فى الكافيتريا الخاصة بالسجن أو يمارس رياضة المشى او اللعب فى أى ملعب بالسجن أو يتوجه إلى المكتبة للاطلاع على الصحف اليومية أو أى إصدارات أخرى ولا يتم فتح الزنازين دفعة واحدة، إنما يتم على دفعات فمواعيد كل شخص تختلف عن الآخر.
