«90 دقيقة» بدون معتز الدمرداش برنامج أقل سخونة وبمذاق مايع ولا يُقال عن حالته محمود الوروارى.. لأن معتز الدمرداش نفسه فى برنامجه على قناة الحياة «مصر الجديدة» هو والبرنامج بلا مذاق نهائيا. ومعنى ذلك أن السر ليس فى انفصال معتز عن البرنامج ولا فى انفصال 90 دقيقة عن معتز. هناك سر تانى. عودة معتز إلى برنامج 90 دقيقة ليست هى المشكلة. القصه بدون لف ولا دوران لا فى «معتز» ولا فى «90دقيقة».. هناك شىء ما ناقص غائب عن طبخة برامج التوك شو عموماً «بما فيها البرنامج الشهير العاشرة مساءً» .. غيابه قلل من وهج هذه البرامج وأضعف من سخونة حلقاتها. .. عن هذا الشىء الذى غاب فى طبخة برامج التوك شوعلى فضائياتنا المصرية نسأل. ويسأل معنا المشاهدون.. .. ما هو سر الفقرات الباهتة والتقارير التى هى أضعف من أن تشاهدها فى قنوات إقليمية محدودة الجمهور؟ هل فقد معدو ومقدمو هذه البرامج البوصله التى تحدد لهم «مكان وجع الناس» و محل اهتماماتهم الذى بإدراكه نجحوا لسنوات فى جمع الألوف من المشاهدين حول الشاشة؟ .. فقدان هؤلاء «صناع طبخة التوك شو» للبوصلة والتى هى سر نجاحهم. هل جاء عن حالة (انعدام الرؤية) التى تمر بها البلاد.. أو?عن حالة (خوف مرضى) أرعش الأقلام والشفاة تولد لديهم منا اختار مرا ما سمعوا وشاهدوا ما جرى ويجرى لمن لم يدرك سر اللحظة فى أيام الثورة الأولى). .. تحتاج برامج التوك شو إلى تجديد كل تفاصيلها... فهدف المرحلة السابقة لثورة مختلف عن هدف المرحلة التى نحن فيها، قد يحتاج معدو ومقدموا برامج التوك شو إعادة تأهيل. قد يحتاجون أن ينسحب من عروقهم الخوف الذى أرعش أقلامهم ألسنتهم وشوش بوصلة اختياراتهم فجعل البرامج بفقرات باردة لا طعم ولا رائحة. .. المهم. ألا يكون سر الحالة التى وصلت لها برامج التوك شو هو «تقلص مساحة الحرية» التى كانوا يتحركون فيها. .. الحرية لا تخيف .المخيف ما تأتى به حاله فقدان الحرية.