«مطربة إرادة الشعب».. هو اللقب الذى حملته المطربة الكبيرة سعاد محمد ضمن ألقاب أخرى كثيرة من بينها «الشيماء» و«أعذب صوت» و«الجوهرة»، وذلك بعد غنائها لقصيدة الشاعر التونسى الثائر أبى القاسم الشابى، والتى ألهبت ولا تزال مخيلة الثوار فى كل مكان من العالم العربى، الذى يردد كلماته فى ميادين الحرية.. [إذا الشعب يوما أراد الحياة] [فلابد أن يستجيب القدر] [ولابد لليل أن ينجلى] [ولابد للقيد أن ينكسر]..رحلت قيثارة الغناء العربى وخليفة كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن رأت بعينيها ربيع الثورات العربية، ولكن أعمالها لن ترحل وستظل باقية فى ذاكرتنا ووجداننا.. ويصف الموسيقار حلمى بكر رحيل سعاد محمد بأنه «غياب لعملاقة النغم العربى التى أثرت فى وجدان العرب كثيرا»، فرحيل سعاد محمد هو فقدان لأحد أعمدة الغناء العربى على مدار سنوات طوال، وللأسف نحن لا نشعر بقيمة الأشياء الكبيرة فى حياتنا إلا بفقدانها». وأضاف قائلا:كانت تحب الفن بدرجة تفوق الوصف ولقد لحنت لها 33 قصيدة فى مسلسل (بلبل الإسلام) فى السبعينات. ومن شدة عبقريتها الغنائية طرحت أغنيات هذا المسلسل فى شرائط كاسيت فى الأسواق ولاقت إقبالا كبيرا، ويكفى أنها قامت بإحياء حفلة فنية كبيرة فى مهرجان الموسيقى العربية منذ نحو عام رغم معاناة المرض وكبر السن، لكن الجمهور لم يكن يترك فاصلا إلا ويحييها بحماسة شديدة لم تجعل قاعة المسرح تهدأ من التصفيق الحاد طوال الحفل. الجمهور رشح سعاد محمد لخلافة صوت أم كلثوم نظرا لموهبتها الكبيرة وعبقرية غنائها التى تجلت منذ انطلاقتها الأولى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الموهبة والتفرد الذى كانت تتمتع به فى الغناء. ويتحدث الناقد الموسيقى محمد الشافعى عن الراحلة سعاد محمد قائلا :كانت المطربة الراحلة الوحيدة التى استطاعت أن تحصل على لقب خليفة ام كلثوم من موهبتها الغنائية الفذه،فقد غنت العديد من القصائد منها قصيدة «إرادة الحياة» كتبها الشاعر ابراهيم ناجى ولحنها رياض السنباطى كانت شبيهه بقصيدة «الأطلال» ورغم صعوبتها فإنها غنتها فى غاية البراعة، هذا بخلاف العديد من الاغانى مثل وحشتنى، وأوعدك، فهى صاحبة العديد من الأغنيات الرائعة، فهى صوت عبقرى بكل المقاييس، ولكنها للاسف لم تحظ بالشهرة الكافية بسبب اهتمامها بعائلتها اكثر ولم ترع موهبتها وربما لم تجد من يرعى تلك الموهبة مثل كوكب الشرق أم كلثوم. ويقول المطرب خالد عجاج: غنيت لها أغنية «وحشتنى» وبالطبع اتصلت بها هاتفيا، وأشادت بصوتى وكان هذا بمثابة وسام على صدرى لأنها أحد أعمدة الغناء العربى الأصيل، * ويعقب الموسيقار عمار الشريعى قائلا: «إذا الشعب يوما اراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر « هذا هو مطلع من قصيدة إرادة الحياة» التى لحنها لها السنباطى، أتذكر تلك الواقعة جيدا أن فى أحد الأيام كانت تغنى فى القاهرة، فدخلت أم كلثوم إلى المكان الذى كان يوجد فيه أيضا الموسيقار رياض السنباطي، الذى عرّفها على «الست» بأنها «سعاد اللبنانية» وبأنها أفضل من يغنى ألحانه من بعدها. وبعد هذا اللقاء نشأت بين الفنانتين علاقة صداقة واحترام حتى وفاة كوكب الشرق أم كلثوم.