ولد بمركز (بيلا) بمحافظة كفرالشيخ.. دخل المدرسة الابتدائية حتى الصف الرابع. ثم تحول إلى المرحلة الإلزامية. لما وصلت سنه إلى اثنتى عشرة سنة. دخل الكتاب وحفظ القرآن الكريم فى سنتين. وفى بداية رحلته مع القرآن كان ينام أسفل دكة القارىء حتى يحملوه نائماً ودعى الى المنصورة وكان ذلك عام 6391 لإحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا فى تلك الفترة وفى ساحة كبيرة بمدرسة الصنايع دخل إلى مكان الاحتفال ببذله وطربوش. وشاهد جمعاً غفيراً من الناس. فدهش. ولكن الخوف لم يتملكه.. فكيف يهاب الناس وهو يحمل القرآن بين جنبيه، فجلس بجوار المنصة، ولما قرأ قول الحق تبارك وتعالى (ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) حتى شعر بالاستحسان فى عيون الناس. وانقلب الاحتفال إلى مهرجان لنصف ساعة وحملوه على الأعناق.. وآل على نفسه منذ هذا اليوم أن ينتهج القرآن لكى يكون قارئاً. وفى عام 9391 دعى الشيخ شعيشع لإحياء مأتم الشيخ الخضرى وكان من كبار العلماء.وكانت تربطه به صله مصاهرة، فلما حضر الليلة وكان موجوداً فيها المرحوم الشيخ عبد الله عفيفى..وكان شاعراً بالإضافة لكونه إمام الملك فى ذلك الوقت. ويعد الشيخ شعيشع أول قارئ للقرآن الكريم يسافر إلى الدول العربية وذلك فى عام 0491 بدعوة من إذاعة الشرق الأدنى ومقرها فلسطين. فتعاقدت معه لمدة ثلاثة شهور. وكان يقرأ قرآن صلاة الجمعة من المسجد الأقصى وتنقلها إذاعتا الشرق الأدنى والقدس على الهواء مباشرة. وحدث فى عام 8491 أن نقلت إلى قبرص وطلبوا الشيخ شعيشع. فاتصل به المرحوم السيد بدير وقال له:(ياعم أبو العينين بدأنا نعمل تسجيلات لإذاعة الشرق الأدنى. واتصلوا بى كى تسجل لهم فى قبرص وعملى معهم مرتبط بموافقتك على هذه التسجيلات).. فوافق الشيخ على الفور. وفى بداية الخمسينات كان الشيخ أبوالعينين أول من سجل القرآن الكريم على اسطوانات. وكان قبل عصر التسجيلات يقيم فى رمضان بالإذاعة ليؤذن لصلاتى الظهر والعصر. وعند المغرب يؤذن للصلاة. ثم يتناول قليلاً من التمر.حتى يحين موعد أذان العشاء فيؤذن للصلاة ثم يتوجه إلى منزله لتناول إفطاره. ونال الشيخ عدة أوسمة من الدول التى زارها. فحصل على وسام الاستحقاق من سوريا ووسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق وعلى الرغم من أن مناسبة الزيارة كانت حزينة لوفاة أم الملك فيصل. فإنه تقديرا للقرآن الكريم أعطى الوسام. ومن لبنان وسام الأرز وكذلك من الأردن والصومال وتركيا وباريس. ولما شرعت فى تصويره قلت له: يا مولانا أين هذه الأوسمة الآن؟.. فقال أحفظها فى دولاب خاص بها « فقلت له اذهب وارتدى هذه الأوسمة.. فلما ارتداها.. قلت فعلا: الشيخ أبو العينين شعيشع وسام يحمل أوسمة.. فكان عنوانى على هذه الشخصية. والشيخ أبو العينين كان الوحيد الذى يقرأ القرآن وهو يرتدى البدلة والطربوش حتى وصل إلى تركيا لإحياء ليالى رمضان.وفى المطار قابله القنصل العام لسفارتنا هناك. وأخبره بأن الطربوش محرّم حتى على أئمة المساجد إلا وقت الصلاة. فبحث فى جيبه فوجد شالاً أبيض قام بلفه على الطربوش. وهناك وجد إقبالاً شديداً على الصلاة فى المساجد. فالأسر هناك تخرج للصلاة فى جماعات.. فهم يحبون القرآن ويعبدون رب القرآن. ولما عاد طلب منه د. عبد العزيز كامل وزير الأوقاف وقتها ألا يخلع العمامة بعد ذلك ففعل. وفى طريقه من تركيا إلى يوغوسلافيا لتلاوة القرآن للمسلمين بمقاطعة (سراييفو)التى كان يبلغ عدد المسلمين بها نحو ثلاثه ملايين نسمة. نزلت الطائرة بميونخ بألمانيا (ترانزيت). فوجد الشيخ بالمطار احتياطات أمن مشددة ضد العرب.فأوقفوه ظناً منهم أنه من زعماء الفدائيين. ولما كان لا يجيد الإنجليزية ولا الألمانية. اتجه إلى الله أن ينقذه من هذه الورطة.. وبعد لحظات سمع صوتاً يناديه بالعربية.وتبين من صاحبه أنه كان أحد مدربى كرة القدم بالنادى الأهلى فتفاهم مع سلطات المطار وعرفّهم بشخصيته.. وسافر فى طريقه إلى يوغوسلافيا. ولما سافر إلى إنجلترا قضى اليوم الأول من العيد فى مقاطعة (شيفلد).. فصلى معهم العيد. ثم سافر إلى (برمنجهام). فقالوا له: إن العيد اليوم. فصلى معهم.وسافر إلى (لندن) فصلى معهم العيد. ولم يعرف الشيخ من أين كان يأخذون التوقيت. والشيخ أبو العينين شعيشع من الرعيل الاول من القراء ورئيس المركز الدولى للقرآن بالقاهرة. ووكيل أول نقابة القراء. وقارئ السورة بمسجد عمر مكرم. ووهب الشيخ أبو العينين شعيشع نفسه خدمة لكتاب الله رغم سنه المتقدمه وظل مداوماً على القراءة وعلى الذهاب للإذاعة لاختبار القراء الجدد وتفقد أحوال القراء بالنقابة التى صار نقيبا لها والعمل على حلها.. حتى هدأت الروح وعادت الى بارئها راضية مرضية بما قدم فى ليلة الخميس الثالث والعشرين من يونيو عام 1102 رحمه الله.