يبدو أن ضابط الموساد الإسرائيلى إيلان جرابيل أو العميل 101 التابع لكتيبة مظلات خاصة تحمل نفس الرقم لم يكن يعلم انه سيقع فى قبضة المخابرات المصرية، فوقف مع المتظاهرين فى ميدان التحرير، والمصلين فى مسجدى الحسين والأزهر لتحريض الثوار على الجيش والشرطة، والتآمر على الأمن العام أمام كنيسة العذراء بإمبابة، وصول بأطفيح، والتحريض على الفتنة فى قنا وماسبيرو ودفع الشباب للاحتكاك بالشرطة والقوات المسلحة ونشر الفوضى وإحراق الممتلكات الخاصة والعامة، وادعى أنه صحفى أجنبى ومراسل لوكالة أنباء دولية معروفة. وفى المقابل كانت عيون المخابرات العامة له بالمرصاد، حيث كشفت التحقيقات ان المتهم أحد عناصر جيش الدفاع الإسرائيلى، وشارك فى حرب لبنان التىاصيب فيها بعد خدمة استمرت عامين وثلاثة أشهر. وأنه دخل البلاد يوم جمعة الغضب فى 28 يناير بجواز سفر أمريكى لتجنيد شباب الثورة، وإثارة الفتنة الطائفية، ودفع أموال طائلة لإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب وتجنيد الشباب للعمل لحساب الموساد وأضافت التحريات ان بعض شباب الثورة شك فى تصرفات ضابط الموساد وقام بالاتصال بجهاز المخابرات والذى كان يراقب ويرصد تحركات الجاسوس منذ دخوله البلاد فى 28 يناير وحتى ليلة القبض عليه. وكشفت تحقيقات المستشار طاهر الخولى المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا أن الجاسوس اتصل خلال فترة وجوده فى مصر بجهاز الموساد، ودوائر استخبارات أجنبية أخرى، وتردد على السفارة الإسرائيلية 3 مرات، وأنه تعلم اللغة العربية من خلال تجوله فى القرى الفلسطينية، وأن الجاسوس دخل مصر بفيزا سياحية وجواز سفر أمريكى. والطريف ان المتهم كان يجمع معلومات، ويلتقى بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والصحفيين وكبار المثقفين بمقاهى وسط البلد ويحرض الجماعات الإسلامية على اقتحام الكنائس بحجة احتجاز مسيحيات فيها قد أشهرن إسلامهن، وحرض على إحراق كنيستى العذراء وصول، وإشعال الفتنة فى قنا. كما أكدت التحقيقات ان جهاز المخابرات المصرية نجح فى فك الشفرة السرية بجهاز الكمبيوتر الخاص بالجاسوس، وتبين أنه أرسل رسالة لجهاز الموساد كما أرسل معلومات عبر بريده الالكترونى عن مستقبل الحكم فى مصر وعلاقة الإخوان بالتنظيمات الموجودة فى غزة ومعلومات مهمة عن القوات المسلحة، وفى نهاية التحقيقات التى تابعها النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود مع المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا طوارئ تحفظت النيابة على جواز سفره الاسرائيلى كما بدأت النيابة العامة التحقيق مع 7 أشخاص فى الإسكندرية والسويس وأنه سيتم الإفراج- كما قال مصدر قضائى لأكتوبر- عمن يثبت عدم تورطه مع الجاسوس الإسرائيلى. وبمواجهة الجاسوس بالرسائل والصور والفيديوهات وتحريض الشباب أمام ماسبيرو وكنيستى العذراء وصول، أنكر وقال إن محتويات الرسائل والصور موجودة على النت وأن إسرائيل ليست فىحاجة إلى إرسال ضابط للحصول على معلومات عن مصر، وأن تردده 3 مرات على السفارة الإسرائيلية لكونه مواطناً إسرائيلياً ومن حقه الذهاب إلى السفارة فى أى وقت وأنه لا يتبع جهاز الموساد الإسرائيلى وأن الرسائل التى أرسلها كانت لطمأنة أهله عليه. ومع أن المتهم كان يقول ليس صحيحاً ولم يحدث.. ولا أعلم. فى إجاباته عن أسئلة رئيس فرقة التحقيق المصرى إلاّ أنه اعترف بأنه ينتمى إلى الفرقة101 للاستخبارات الحربية الإسرائيلية «أمان» وهى ذات الوحدة التى انتمت لها مجموعة عملية فضيحة لافون الفاشلة فى مصر عام 1954والتى ينتمى إليها رائد الموساد الشهير أفراهام دار الملقب ب«جون دار لينج» والتى تمت بإشراف فنحاص لافون وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق. ومن أهداف الوحدة العسكرية - كما تقول وثائق سلاح المظلات الإسرائيلى- جمع المعلومات العسكرية داخل الحدود المصرية، والقيام بعمليات نوعية ولوجستية ضد الجيش المصرى، وقد اعترف الجاسوس فى التحقيقات أنهم يستخدمون الأنفاق للعبور إلى الحدود المصرية ولا يتحرك أفراد تلك الوحدة إلاّ بأوامر وتعليمات من رئيس الاستخبارت العسكرية الإسرائيلية ورئيس الوزراء. وفى جلسة التحقيقات الثالثه جلس مع الجاسوس 4 مسئولين أمريكيين وإسرائيليين لكونه يحمل الجنسيتين الاسرائيلية والأمريكية كما سمح المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا بحضور الوزير الإسرائيلى المفوض والقنصل الإسرائيلى ومسئول السفارة الأمريكية كما سمح بجلوس المتهم على انفراد مع أعضاء السفارة الأمريكية تارة والسفارة الإسرائيلية تارة أخرى فى مكتب رئيس النيابة وسمحت له باتصال إنسانى مع أسرته قبل وساطة السفارة الأمريكية لمعاملته طبقاً لمعاهدة «جينيف». هذا وكان قد تابع المستشار د. عبد المجيد محمود النائب العام و المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا والمستشار طاهر الخولى المحامى العام لنيابة أمن الدولة العليا وفريق الحضور من المحامين عملية إلقاء القبض على الجاسوس إلاسرائيلى إيلان جرابيل 36 عاما بتهمة التجسس لحساب جهاز الموساد فى أحد فنادق وسط البلد والتحفظ على جهاز كمبيوتر وجهازين آى باد وفلاشات، وسى دى ، وكروت ذاكرة كانت موجودة بحجرته فى الدور الثالث، وقد أمر المستشار طاهر الخولى بحبس المتهم 15يوما على ذمة التحقيق كما أعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمى للنيابات العامة أن إيلان جرابيل دخل البلاد فى 28يناير لرصد أحداث الثورة وجمع معلومات تهدد الأمن القومى ونشر الفوضى وإحداث وقيعة بين الجيش والشعب والإضرار بالمصلحة العليا للبلاد.