«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القبض على شبكة تجسس صهيونية بقيادة ضابط بالموساد تضم مراسلين وصحفيين أجانب
نشر في الشعب يوم 13 - 06 - 2011

توصلت أجهزة الأمن إلى شبكة تجسس تتبع الموساد الصهيونى، واعتقلت ضابطاً بالمخابرات الصهيونية، بتهمة التجسس على مصر ونقل معلومات عن أجواء البلاد بعد الثورة، وأحداث الفتنة الطائفية فى إمبابة وقرية صول.
أحيل المتهم إلى نيابة أمن الدولة العليا التى بدأت التحقيقات معه صباح أمس، وقرر المستشار طاهر الخولى، المحامى العام، حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة أنه تم القبض على الجاسوس الصهيوني، إيلان تشايم جرابيل، في أحد الفنادق بوسط القاهرة صباح الأحد، وأضافت النيابة في بيان لها، أنها تلقت معلومات من المخابرات العامة تشير إلى أن الجاسوس تم "دفعه إلى داخل البلاد".
وتكليفه بتنفيذ بعض الاحتياجات للجانب الصهيوني وتجنيد بعض الأشخاص من خلال نشاطه في التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير، والتواجد بأماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب، بغرض نشر الفوضى بن جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني، ورصد مختلف الأحداث بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.

وأشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الصهيوني وشارك في العدوان الصهيونى الأخير على لبنان فى العام 2006، وأصيب خلالها. وأمر النائب العام بحبس المتهم على ذمة التحقيقات وفور انتهاء النيابة العامة من التحقيقات ستعلن تفاصيلها.

وكانت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" ذكرت أن التحقيقات كشفت أن ضابط الموساد كان متواجدا في ميدان التحرير خلال أحداث ثورة 25 يناير وكذلك في أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة وتظاهرات واعتصامات ماسبيرو بالقاهرة. وأضافت أن جهاز المخابرات العامة استطاع جمع أدلة إدانة ضده من خلال تصويره في ميدان التحرير.

وذكرت الوكالة المصرية أن جهاز المخابرات العامة قدم لنيابة أمن الدولة العليا الأدلة التي تثبت وجود دور لرجل الموساد في تحريك بعض الأحداث في مصر إضافة إلى استعانته بعدد من المصريين الذين "اعترفوا تفصيليا بالعديد من الحقائق الخطيرة"، التي ستكشف حقيقة الدور الصهيوني في بعض الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا.

ووفقا للوكالة، فقد تمكن جهاز المخابرات المصرية من القبض على الضابط بحضور فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا حيث ضبط معه جهاز كمبيوتر محمول واسطوانات مدمجة (سي دي) ووحدة تخزين رقمية متنقلة (فلاش ميموري) كان يستخدمها في أعمال التخابر.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الضابط كان يقدم نفسه لشباب الثورة وأهالي امبابة والشباب المسيحى أمام ماسبيرو على أنه صحفي غربي.

وأضافت أن الأجهزة الأمنية كانت قد رصدت تحركات جرين منذ دخوله البلاد فى فبراير الماضى، وتم التقاط فيديوهات له فى ميدان التحرير أثناء جمعات المظاهرات التى كان ينظمها المصريون بعد الثورة.

وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن التقطت أيضاً صوراً أخرى لضابط الموساد أثناء وجوده أمام كنيسة العذراء فى إمبابة خلال أحداث الفتنة الطائفية، كما تم رصده أثناء توجهه إلى قرية صول بأطفيح التى شهدت أيضاً أحداثاً طائفية، وعثر بحوزة جرين على جهاز لاب توب وأسطوانات تتضمن صوراً وتسجيلات فيديو لسيارات الشرطة المصرية والأسلحة التى يحملها الضباط والجنود، كما تم ضبط تليفون محمول يعمل على الأقمار الصناعية، ويجرى اتصالات مع الموساد.

وتبين للأجهزة الأمنية أن المتهم أرسل معلومات حول ما يجرى فى مصر للموساد الصهيونى عبر البريد الإلكترونى، وأشارت التحريات إلى أنه التقى عدداً من الأشخاص، ولم تؤكد المصادر ما إذا كان قد ألقى القبض عليهم أم لا، كما لم تؤكد ما إذا كان هؤلاء متورطين فى شبكة التجسس أم لا.

وتولى فريق من نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة، التحقيق فى القضية، ومثُل المتهم صباح أمس أمام المحقق الذى واجهه بالاتهامات المنسوبة إليه فأنكر ما أسند إليه، وقال إنه حصل على الفيديوهات التى بحوزته من خلال الإنترنت وموقع يوتيوب، وأن الموساد ليس بحاجة إلى إرسال أحد إلى مصر، لأن مصر لم يعد بها شىء مخفى بعد الثورة.

وقالت مصادر أمنية إن تلك القضية ذات أهمية قصوى، خاصة بعد أن تسربت معلومات عن أن هناك توتراً فى العلاقات المصرية - الصهيونية، وأضافت أنه ربما يتم الكشف عن تفاصيل كثيرة فى تلك القضية تفسر العديد من الأزمات.

وأكدت المصادر أن هناك متهمين أجانب آخرين بينهم صحفيون ومراسلون، يجرى التحقيق معهم فى السويس والإسكندرية للاشتباه فى تورطهم فى شبكة تجسس أخرى.

الجاسوس وفتنة إمبابة وماسبيرو
وكشفت التحقيقات الموسعة التي أجريت مع المتهم زعيم شبكة التجسس الصهيونية وضابط الموساد، أن المتهم اسمه إيلان تشارس جرابيل، دخل البلاد بعد أن تم الدفع به في أحداث ثورة 25 يناير الماضي لمتابعة الحركات الثورية بمصر أولاً بأول.

وأكدت التحقيقات أن المتهم ذهب لعدة كنائس في أحداث إمبابة وأطفيح، وكان يتزعم بعض المظاهرات لتأجيج الغضب الشعبي بدعوى إيمانه بتلك المظاهرات والحركات الشعبية، وأوحى لمتظاهري ماسبيرو أنه يريد اعتناق الديانة المسيحية، وقام بتصوير أحداث قسم الأزبكية والموسكي، وضبطت بحوزته أسطوانات مدمجة وفلاش ميموري بهذه الأحداث.

وإمعانًا في التصديق كان يحمل بعض اللافتات التي كانت تسب بعض رؤساء الدول الأوروبية وينادي برحيل رؤساء الدول العربية.

وبينت تحقيقات النيابة أن الجاسوس قام بإجراء عدة لقاءات مع أقطاب جماعات دينية وأجرى معهم حوارات مباشرة، وقام بإرسالها بزعم أنه صحفي أجنبي، كذلك قام بعقد لقاءات عديدة مع كوادر بارزة في صفوف هذه الجماعات الدينية، وقام بدخول ساحة الجامع الأزهر عدة مرات، وقام بحضور بعض المظاهرات هناك، وكان يحضر أوقات الصلاة بزعم اعتزامه اعتناق الدين الإسلامي، كذلك حضر في مسجد النور وعمل على زعزعة الثقة بين رئيس حركة شعبية، الشيخ حافظ سلامة، وبين إمام المسجد، وكان يبث دعايات مثيرة لزعزعة ثقة الموجودين من الطرفين داخل المسجد ضد قوات الجيش المصري.

كما تم رصده أثناء تواجده في جمعة الغضب الأخيرة أيضًا التي كانت يوم 27 مايو الماضي بميدان التحرير.

الكشف قريباً عن قضايا تجسس لإفشال الثورة
وفى السياق ذاته، أكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني ورئيس "مركز الجمهورية للدراسات الأمنية"، أن سلطات التحقيق المصرية أبلغت السفارة الصهيونية بالقاهرة أنها ألقت القبض على أحد مواطنيها ولا مانع من حضور محامي معه أثناء التحقيقات، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن عدة قضايا تجسس بعد الثورة تورط فيها عملاء لإحدى الدول، كان الهدف منها إحداث وقيعة بين الجيش والشعب لإفشال ثورة يناير المصرية.

وقال اللواء سيف اليزل إن عملاء التجسس هدفوا إلى خلق توترات أمنية إما من خلال أحداث الفتنة الطائفية التي وقعت عقب الثورة، مثل أحداث كنيسة أطفيح أو إمبابة أو محاولة خلق توترات في العلاقة بين الجيش والشعب، ودلالة على ذلك فقد شوهد الجاسوس الذي أعلن عنه أمس في أحداث قسم "الأزبكية" التي وقعت الخميس الماضي وكان طرفها بعض الشباب والشرطة المصرية، وتعاملت معها القوات المسلحة بحكمة وحذر.

وكانت تصريحات قد صدرت من أعضاء في المجلس العسكري الحاكم بمصر قبل أيام من إعلان قضية الجاسوس الصهيوني أكدت "أن هناك محاولات خارجية للوقيعة بين الجيش والشعب، وأنها وضعت يدها على مخطط لتفتيت مصر وتقسيمها إلى 3 دويلات".

وأكد اللواء سيف اليزل في برنامج "العاشرة مساء"على قناة دريم الفضائية "أن بحوزته جواز سفر إسرائيلي للمتهم، بالإضافة إلى جواز السفر الأوروبي الذي دخل به البلاد".

وفي حالة ما إذا أنكرت تل أبيب كون المتهم يحمل الجنسية الصهيونية، وأنه لا ينتمي للموساد الصهيوني، قال اللواء سيف اليزل "نحن لدينا كافة الأدلة التي جمعتها المخابرات العامة المصرية، وإذا أنكرت إسرائيل علاقتها بالمتهم فهذا سيوفر على مصر الكثير".

وتابع "إن جهاز المخابرات العامة المصرية جمع كل الأدلة الدامغة على تورط الجاسوس الإسرائيلي، وبالتالي قدمتها للنيابة التي أمرت بضبطه وإحضاره حيث يقيم في أحد الفنادق 3 نجوم".

وكشف اللواء سامح سيف اليزل أن ضابط المخابرات الصهيوني استطاع الاندماج وسط شباب الثورة في ميدان التحرير، واستطاع إقناعهم بأنه يعمل في عدة وكالات صحفية غربية، وأنه على استعداد لمساعدة بعضهم في الالتحاق بهذه الوكالات، كنوع من الإغراءات لهم، إذا ساعدوه في جمع المعلومات عن الثورة من خلال إقناعهم بأنه يؤدي مهمة صحفية لوكالات أجنبية.

وأكد "أن الضابط الإسرائيلي يمتلك من المهارات، ما جعله ينجح في إقناع الشباب بأنه واحد منهم، ونجح في تكوين صداقات عديدة مع بعضهم وحاول تجنيدهم".

وحول كيفية القبض عليه وكيف تم رصده، قال اللواء سامح سيف اليزل "إن المخابرات المصرية هي التي رصدت هذا الجاسوس، وكان هدفه إحداث وقيعة بين الجيش والشعب لإفشال الثورة المصرية، ووضع مصر في موقف مثل ما يحدث الآن في سوريا أو ليبيا واليمن، وقد تعاملت المخابرات المصرية مع الجاسوس الإسرائيلي بحرفية عالية وبطريقة لم يشعر بها إطلاقًا، حتى تم ضبطه متلبسًا بكافة الأدلة".

وأشار سيف اليزل إلى أن هدف الجاسوس من التواجد مع المتظاهرين كان معرفة فكر المصريين بجميع طبقاتهم، وتحيزاتهم الشخصية وأطروحاتهم، ومعرفة تطوراتهم ورؤيتهم للمستقبل وتوقعاتهم من إجراء انتخابات الرئاسية القادمة من جميع قطاعات الشعب، وأن المخابرات العامة قامت بتصوير الجاسوس الصهيوني وهو يحمل لافتات كان يحملها أثناء الثورة.

وأكد اللواء سيف اليزل تمكن المخابرات العامة المصرية من ضبط 5 قضايا تجسس ل4 عملاء آخرين سيتم الكشف عنهم وإعلان أسمائهم في وقت قريب، وتم ضبط جاسوسة إيرانية بعد الثورة، وذلك لم يحدث في أية دولة في العالم، وهذه تعتبر شهادة للمخابرات العامة المصرية التي تتوخى الدقة والاهتمام، بحسبه.

يذكر أن المخابرات العامة المصرية قد ألقت القبض على الجاسوس الصهيوني بتهمة التجسس والتخابر لصالح دولة الصهاينة، وإثارة الفتنة بين الشعب والجيش، والإضرار بالأمن القومي للبلاد، والحصول على معلومات تتعلق بأوضاع البلاد الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة.

قصة غريبة وغير واضحة!
هذا، وتعددت ردود الفعل الصهيونية على اعلان القاهرة القبض على ضابط الموساد الصهيوني.

فمن جانبها نفت وزارة الخارجية الصهيونية علمها بالموضوع، ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية عن مصادر رسمية بالوزارة، لم تسمها، قولها أن كل شهر أو شهرين تقوم القاهرة بنشر انباء من هذا القبيل"، وأضافت المصادر الصهيونية أن نبأ القبض على جاسوس الموساد "لا أساس له كما أنه أمر محزن من المصريين الذين يريدون تثبيت صورة سلبية ومعادية لإسرائيل"، وفقا لمزاعمهم.

أما ايهود يعاري، خبير الشئون الشرق الأوسطية في القناة الثانية الصهيونية، والمرشح السابق لمنصب سفير تل أبيب بالقاهرة وصف نبا القبض على الجاسوس ب"القصة غير الواضحة والغريبة"، موضحا أن الجاسوس يظهر بأسماء مختلفة في وسائل الاعلام المصرية مشككا في القصة برمتها.

بدورها تساءلت القناة الثانية الصهيونية: هل يمكننا اعتبار الأمر قضية تجسس جديدة من نوعها في مصر؟. لافتة في تقرير لها أن تلك القضية تأتي في الوقت الذين يخشى فيه المصريون من ان يؤدي اعتقال الجاسوس الى زيادة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، التوتر الذي بدأ من اسقاط نظام مبارك وحزبه وازداد بعد تفجير خط انابيب الغاز بين الجانبين.

لا يوجد جواسيس في مصر!
من جانبه، أعرب الصهيوني عزام عزام، الذي أدين بالجاسوسية في مصر من قبل، عن اعتقاده بأنه لا يوجد جواسيس صهاينة في مصر، مشيرا إلى أنه سيتم الإفراج قريبا عن الصهيوني الذي أعلنت السلطات المصرية احتجازه على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح الدولة الصهيونية.

ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية الاثنين عن عزام قوله "للأسف، أي صحفي أو مواطن إسرائيلي يتم احتجازه في مصر بعد الثورة سيتم التعامل معه على أنه جاسوس. هذه محاولة من المجلس العسكري لإرضاء الجماهير"، وفق ادعاءه.

وأضاف عزام إنه يعتقد أنه سيتم إطلاق سراح الصهيوني قريبا، إذا كان ألقي القبض عليه حقا، قائلا "إذا كان هذا مخطط ، فإن أي إجراء دبلوماسي بسيط سيسفر عن إطلاق سراحه في الأيام المقبلة. أما إذا تبين أنه جاسوس، فإنه يمكن التعامل مع هذه القضية أيضا عبر القنوات المناسبة".

وحول تجربته في مصر قال "لقد تم التحقيق معي على مدار ثمانية أيام قبل أن يزورني ممثل إسرائيلي للمرة الأولى، وأنا على اقتناع بأن ذلك هو ما يحدث للمواطن الذي تردد إلقاء القبض عليه"، حسبما ذكرت "يديعوت أحرونوت".

وقال "إنني على يقين بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزارة الخارجية، سيعملان معا على حل هذه المسالة، ولن يسمحا ببقائه في الحجز طويلا".

وتساءل عزام قائلا "لا أفهم ما يفكر فيه المصريون. فبيننا وبينهم سلام، فلم الحاجة إلى الجواسيس إذن؟. إنهم يعتقدون أن أي إسرائيلي يمكنه بسهولة عبور الحدود إلى مصر، ويكون جاسوسا محتملا"، وفقا للصحيفة.

يذكر أن عزام أدين في مصر بتهمة التجسس لصالح الدولة الصهيونية، وسجن لثمانية أعوام قبل إطلاق سراحه في صفقة سياسية عام 2004.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا المصرية قد قررت الأحد حبس ضابط المخابرات الصهيوني، 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة التجسس والإضرار بالأمن القومى للبلاد.

وقال مصدر أمني إن الضابط، الذي تم القبض عليه منذ عدة أيام، حاول تجنيد عدد من المصريين لجمع معلومات تتعلق بأوضاع مصر الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد ثورة 25 يناير.

غير أن تقارير صهيونية نقلت عن مسئول بالخارجية الصهيونية القول إن الوزارة "لا علم لديها مطلقا بهذا الخبر"، وأنها تتابع الموضوع عن كثب بعدما تردد في وسائل الإعلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.