تعرضت الأميرة مارجريت أخت الملكة اليزابيث منذ سنتين وهى تسير فى أهم وأشهر شوارع لندن - وهو شارع أوكسفورد الشهير بمحلاته التجارية ويصل طوله الى ميل ونصف الميل ويتفرع منه شوارع عديدة فى مدينة ويستمنستر فى نهاية غرب لندن .. وهو شارع به حوالى 548 محلا تجاريا بل هو أكثر وأهم شوارع أوروبا - وهى تتسوق ،الى الحاجة الى نداء الطبيعة.. والى أن تذهب الى بيت الراحة أو (rest –room)..فلم تجد فى هذا الشارع الطويل العريض مكانا لتقضى فيه حاجتها،.. ففكرت أن تقيم بشكل عملى مكانا فى منتصف الشارع لهذا الغرض على نفقتها الخاصة، وفعلا تم ذلك بأسرع وقت وعندما شاهدته لم يكن فقط مجرد (مرحاض عمومى) إنما مكان جميل وأنيق وشيك تصدح فيه الموسيقى.. بل فيه مكان لانتظار الأطفال.. وصالة لعمل المانيكير والباديكير واستراحة لتناول مشروبات.. وكل ذلك فى مقابل 5 جنيهات أسترلينى. وطبعا أوقفت دخل هذا المكان الجميل للأعمال الخيرية .. تخيل فى مصر لو حدث لأى فرد منا هذا الموقف فى شارع أو مصلحة حكومية أو موقف أوتوبيسات لنقل المواطنين من بلد إلى بلد آخر كما حدث لى شخصيا وأنا مسافرة من السويس الى القاهرة واضطررت الى الذهاب الى (المرحاض) المخصص الى السيدات.. أنا آسفة مضطرة أصف ما وجدت أحزننى الاستهانة بالمصريين الى هذا الحد فى أبسط الحقوق الإنسانية.. ماذا تفعل إذا وجدت المياه التى تعلو الارض شبرين، والقاذورات والمخلفات على الأرض والروائح القذرة فى كل مكان.. وأنت مجبر أن تقضى حاجتك فى وسط هذه القذارة، والله لو كنت رئيسة على ناظر هذه المحطة لرفته فورا، ولكن ليس هناك تفتيش على هؤلاء ولا متابعة لحالة ما يحدث فى مواقف الأوتوبيسات فى الأقاليم ولاحتى فى القاهرة.. والحالة مزرية والإهمال ليس له حدود وهذا سبب يدل على أننا لسنا شعبا نظيفا ولا يهتم بالنظافة ولا بمظهرنا الحضارى.. فهذه الأماكن لايستخدمها فقط المصريون بل كثير من الركاب من الجماعات الأجنبية التى تحب الرحلات والانتقال ليس فى أفواج بل فى المواصلات العامة.. ويرحم الله الشيخ رفاعه الطهطاوى عندما قال عندما ذهب باريس فى أول القرن العشرين: إنه مفروض أن يكون حالنا مثل حالهم من حيث النظافة والنظام وعدم الكذب والخداع وأرثى لحالنا.. ومازال حالنا يحتاج للرثاء، ونحن الذين يدعو ديننا إلى النظافة نجد بلادنا فى أزمة نظافة، الزبالة فى كل الشوارع وكل النواصى، وماذا نفعل وعقول المصريين لا تشتغل بشكل عملى وبشكل منطقى ويمكن بتوفير المراحيض العمومية النظيفة والجميلة وتوفير لها الرعاية الدائمة أن يدر ذلك دخلا إذا وضعت لها قيمة أجرية مناسبة للخدمة المقدمة.. هل ليس فى مصر عقول تفكر بشكل عملى وبشكل اقتصادى؟.. هل ليس فى مصر عقل محترم مثل عقل الأميرة مارجريت أخت الملكة اليزابيث ملكة انجلترا العظمى.. هم ناس لديهم عقول ونحن ناس لدينا عقول فى إجازة فى إحباط. لاتفكر غير فى الضرر والشر وعدم الاستفادة من شىء بسيط يمكن يجيب فلوس لهذه المواقف والمحطات تنفق على نفسها منها فيها.. والموقف يحقق لنفسه النظافة وضبط الطرق والسفلتة والمحافظة المياة التى تهدر دون مناسبة لأن الحنفيات كلها ضاربة.. ونقول رايحين على أزمة مياه، أذهب لأى مصلحة حكومية تجد كل دورات المياه فيها سايبة وغرقانة.. والمسألة كلها شوية صيانة واهتمام.. ولكن الناس ليس لديها أى اهتمام بكل ما هو خارج حدود بيتها. متى يهتم كل فرد منا وينبه ويحذر ويقول اهتموا شوية بما حولكم، إذا كان فى شارع فى وزارة فى ديوان أرفع صوتك وبلغ المسئول عله يتحرك ويصلح المكسور والمعطوب لنحافظ على ممتلكاتنا فكل مبنى يخدم الشعب هو ملك الشعب، ويجب ان نحافظ عليه جميعنا ونقدم اقتراحاتنا حتى ينصلح حاله، ومن هنا أدعو كل مسئول فى كل هيئة أو مصلحة يقدم خدمة للناس ان يخصص صندوق للشكاوى فى مكان واضح للعيان بحيث يستطيع كل إنسان ان يشا رك برأيه فى تطوير وتقديم الحلول العملية بدلا من الاهمال والتردى الذى أصاب كثير من المنشآت وعل فكرة محطة أوتوبيسات السويس للنقل البرى شرق الدلتا لم يمر عليها عشر سنوات منذ بنيت وحتى الآن وهى بهذا الإهمال والقذارة والزبالة والغارقة فى مياه المجارى.. والله يخلى الست الأميرة مارجريت التى قدمت لإخوانها من أبناء الشعب البريطانى (تواليت على أنغام الموسيقى - وملعب للأطفال - والست ممكن تستريح شوية وتشرب شاى وكمان باديكير ومانيكير) يعنى تخرج ويديها وقدميها زى الفل وأظافيرها آخر شياكة.