بعد مرور 10 أسابيع على اندلاع المظاهرات فى مدينة درعا السورية ومقتل ما يقارب من 800 متظاهر واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين، يحاول مجموعة من الباحثين المهتمين بالشأن السورى وتحليل ما وصفوه بأسباب التخاذل الدولى فى فرض عقوبات رادعة على سوريا. فى هذا السياق، نشرت شبكة «سىإن.إن» الأمريكية تحليلاً للباحث الأمريكى فى شئون الشرق الأوسط بالمجلس الأمريكى للشئون الخارجية «إليوت إبرامز»، يتناول فيه الأسباب التى أدت إلى فشل السياسات الأمريكية فى سوريا. ويقول إليوت إن السياسات الأمريكية كانت ضعيفة فى مواجهه العنف وعمليات القمع المنظمة التى تقوم بها الحكومة السورية فى مواجهة المظاهرات السلمية التى تندلع فى أنحاء البلاد ويعود ذلك إلى تورطها فى العديد من الملفات فى المنطقة من بينها التواجد الأمريكى، فى العراق وليبيا مما يقيد حركتها فى اتخاذ إجراءات فعالة. ويضيف إليوت أن السياسات الأمريكية تجاه سوريا لم تكن فعالة على مدى عقود. من جهه أخرى، يرى إليوت أن إرسال السفير الأمريكى لدمشق كان خاطئاً واستمرار وجوده هناك وعدم سحبه استمراراً لهذا الخطأ مع استمرار عمليات القتل المنظم وحملات الاعتقال واسعة النطاق التى تقوم بها السلطات هناك، ويضيف أن السبب فى ذلك هو محاولة الإدارة الأمريكية استمالة سوريا فى اتجاه الغرب للضغط على إيران لتفقد حليفتها العربية الوحيدة. ويشير إليوت إلى أن الإدارة الأمريكية توصلت إلى نتيجة مفادها أن نظام الأسد سينجو نتيجة سيطرة أفراد أسرة الرئيس السورى على الجيش والمخابرات، مما يعنى أن الجيش لن يتخلى عن الأسد الآن على الأقل. ويرجع إليوت تردد الولاياتالمتحدة التدخل بشكل أكبر فى سوريا إلى الخوف مما قد يأتى فى حالة سقوط النظام وفى هذه الحالة سيكون البديل إما جماعات إسلامية متطرفة أو حركة الإخوان المسلمين السورية وهو ما يسبب قلقا لكل من إسرائيل والولاياتالمتحدة مما سيدفع بمحاولة الإبقاء على نظام الأسد ولكن مطالبته بتحقيق إصلاحات جذرية فعلية فى البلاد.