الجزء الرابع من سلسلة «قراصنة الكاريبى والذى يحمل عنواناً طويلاً هو: pirates of the caribbian: on stangr tids يدور فى نفس فلك الأجزاء السابقة بتقديم تسلية فائقة مشبعة بلمسات كوميدية محورها مغامرة جديدة للقرصان الظريف «جاك سبارو» الذى جعل فيه «جونى ديب» أحد أيقونات السينما، هو قرصان تمليكوازم القراصنة التى استهلكتها الأفلام، ولكن النجم الموهوب جعله أقرب إلى طفل كبير يلهو بالمغامرة؟ يبدو جريئاً فى وقت المبارزة ولكنه يعرف أيضاً كيف يتراجع بل ويهرب عَدْواً، الشخصية بأداء «جونى ديب» صارت مزيجاً بين الممكن والمستحيل، بين الواقع والكرتون، ولعل ذلك أحد أسباب نجاح السلسلة وتحقيقها ملايين الدولارات. فى الجزء الرابع يُضاف إلى لمسات «جونى ديب» الساحرة بريق نجوميته وحضُور الإسبانية «بنيلولى كروز» التى تلعب دوراً موازياً، إنها الحبيبة السابقة «إنجيليكا» التى يمكن اعتبارها نصف مُغامِرة ونصف عاشقة، وتنجح الممثلة الإسبانية فى الإقناع فى الحالتين، كما تنجح فى مواجهة حضور «جونى ديب» المكتسح، كما يضاف إلى عوامل تميُّز الجزء الرابع المخرج «روب مارشال» صاحب الأفلام المهمة من شيكاغو وفتاة الجيش إلى فيلم تسعة، لقد بدأ مستوعباً تماماً لعالم أفلام القارصنة مع إضفاء بعض اللمسات الرومانسية التى منحت المُشاهد بعض الاستراحة من المبارزات والمطاردات، هنا لدينا أيضاً سباق للوصول إلى يُنبوع الشباب، وهو مكان تتوافر به مياه تطيل العمر، ولا يمكن الاستفادة من مفعولها إلاوفقاً لشروط خاصة منها الحصول على كأسين من الفضة من سفينة إختفت منذ سنوات، ومنها الحصول على دمعة من إحدى حوريات البحر (نصف امرأة ونصف سمكة)، وطبعاً لدينا الخريطة الشهيرة التى يحتاج إليها كل من يبحث عن المستحيل، أما أطراف المغامرة فهم الإسبان الكاثوليك، وملك انجلترا البروتستانتى الذى يجهز سفينة ضخمة يقودها قرصان سابق هو «هيكتور بارباروسا»، ويستعين «بارباروسا» بدروه بالقرصان السابق «جيبز»الذى سرق خريطة المكان من «جاك سبارو»، والطرف الثالث من المامرة هو أيضاً قرصان شرس اسمه «بلاك بيرد»سرعان ما يستعين ب «سبارو»، وبالإبنة الجميلة «إنجليكا» للوصول قبل الأخرين إلى ينبوع الشباب، ومن خلال خليط بين فكرة الإيمان، وبين فكرة معجزة المياه التى تقهر الشيخوخة، تنطلق الرحلة التى تدعمها مشاهد الحركة حيث تم توزيعها بصورة جيدة على مدار الفيلم، بالإضافة بالطبع إلى اتقان تنفيذها من خلال المونتاج والموسيقى التصويرية، فإذا أضفت إلى ذلك الأداء الكوميدىشبه الطفولى ل «جونىديب» واستخدام تقنية البُعد الثالث فى التصوير والعرض، الانتاجى الذى يجعل من الخيال حقيقة، وجمل الحوار الساخرة، فأنت فى النهاية أمام رحلة على الحنين إلى عالم بدائى طفولى كان الإنسان فيه يشبه البحر فى انطلاقه، ولذلك سيرفض سبارو فى النهاية أن يتزوج من «انجيليكا»، بل ولن يستفيد من مياه العمر الطويل لأنه يعشق أن يعيش المغامرة، وأن يحتفظ بالغموض الذى يوفره له الموت من المفاجىء دون معرفة!