تأثرت دورة الكتاب كثيراً نتيجة أحداث الثورة ووصلت ذروتها بالغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يعد نافذة دور النشر الحقيقية على القراء والجمهور... ولكن العافية بدأت تدب سريعاً فى جسد المطابع والمكتبات وذلك باعتراف كبار دور النشر وأساطين صناعة الكتاب جاءت أكثر الكتب مبيعاً فى دار المعارف خلال الشهور القليلة الماضية «من أوراق السادات» للكاتب الكبير «أنيس منصور» والذى نفدت طبعته الخامسة - وجارٍ الآن إعداد الطبعة السادسة وسنحرص على أن تكون طبعة ممتازة وفاخرة هكذا تقول منى خشبة مدير إدارة النشر بمؤسسة دار المعارف وتؤكد على أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب بلغت 12 ألف نسخة ونفدت خلال أيام قليلة من صدورها. ومن الكتب التى حظيت بأفضل المبيعات كتاب «اليوم السابع» للكاتب الصحفى الكبير الراحل «محمود عوض» وقد نفدت أيضاًً طبعته الثانية ومن المنتظر صدور طبعة جديدة أخرى وتضيف منى بأن كتب عملاق الأدب العربى «د. شوقى ضيف» البالغة أكثر من 50 مؤلفاً بدار المعارف ما زالت تحظى بأكثر الكتب مبيعاً فى مصر والوطن العربى إضافة إلى سلسلة الألغاز «المغامرون» ل «محمود سالم» وكذلك «المكتبة الخضراء للأطفال». وتقول د. فاطمة البودى رئيس مجلس ادارة دار العين للطبع والنشر، إن «ممر التنمية والتعمير» للدكتور «فاروق الباز» هو الكتاب الأكثر مبيعاً فى الفترة الأخيرة نظراً لما يحويه من فكرة لمشروع يحمل رؤية مستقبلية وأملٍ للأجيال الجديدة وحلمًا بحياة أفضل وأفكار تساعد على توفير فرص عمل كثيرة ومشاريع للاستثمار غير تقليدية والسر وراء ارتفاع نسبة مبيعات هذا الكتاب يعود إلى أن هذا المشروع اصبح مثار اهتمام رجل الشارع البسيط. هناك أيضاًً «رقصة شرقية» ل «خالد البرى» وهى رواية مميزة تتصدر مبيعات الروايات بعد أن وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية وهى رواية تطرح مشكلة الهوية ولها معزة خاصة فى قلبى فعندما دعيت إلى جولة فى ألمانيا وهولندا فى أكتوبر من العام الماضى للتفاعل مع الناشرين هناك كان ضمن فعاليات الجولة برنامج يسمى ماتش أبوك يقوم فيه كل ناشر باختيار كتاب من الكتب التى نشرها ويذكر فى ورقة واحدة فقط السر وراء إعجابه بهذا الكتاب. وقد قمت فى هذه المسابقة باختيار «رقصة شرقية» وتحدثت عنها ولاقت إعجاباً كبيراً من الناشرين الهولنديين. أما خالد فكرى مدير المبيعات بالمكتبة الأكاديمية فيقول: ان احداث الثورة أثرت سلباً على مبيعات الكتب بشكل كبير - وهناك كتاب واحد فقط ارتفعت نسبة مبيعاته نظراً لأنه يناقش موضوعاً يحظى باهتمام غالبية الشعب المصرى وهو كتاب «الاقتصاد المصرى فى الثلاثين عاماً» للدكتور «إبراهيم العيسوى» يناقش الكتاب التغيرات فى السياق العام والاقليمى للاقتصاد المصرى والتطورات فى السياسات والمؤسسات الاقتصادية المصرية خلال الثلاثين عاماً الماضية. ويقول محمد حامد مدير فرع مكتبة الشروق بالكوربة إن هناك العديد من الكتب التى بدأت ترتفع نسبة مبيعاتها فى الفترة الأخيرة منها كتاب «محاضرات فىالفتح الإسلامى لمصر» للدكتور «محمد سليم العوا» والذى يؤكد فيه بالدلائل العلمية والتاريخية إن الاختلاط بين عرب الجزيرة والمصريين حادث من قبل دخول الإسلام بل من قبل الميلاد بل من قبل التاريخ. ودار الشروق تقدم هذا النص توثيقاً للتاريخ الذى يجهله الكثيرون ويأتى بعده كتاب «عصر العلم» للدكتور «أحمد زويل» ثم كتاب «مصر بين العصيان والتفكك» للمستشار «طارق البشرى» يتكلم عن تعديل الدستور وأزمة الحكم فى مصر وأخيراً يأتى كتاب يعد من السير الذاتية للسيدة «تحية جمال عبد الناصر» بعنوان «ذكريات معه». ويقول موسى على مسئول الإعلام فى الدار المصرية اللبنانية إن رواية «أجنحة الفراشة» ل «محمد سلماوى» تتصدر الآن قائمة المبيعات نظراً لأن هذه الرواية تنبأت بحدوث احتجاجات شعبية على نطاق واسع وحالة عصيان مدنى. وقد طبع منها بعد الثورة ثلاث طبعات يأتى بعد ذلك كتاب اسمه «الأول مصر» ل?«إيهاب قاسم» يتكلم عن روح الانتماء التى افتقدها الشباب المصرى قبل الثورة وحل محلها سخط ويأس وعدم مبالاة وهناك أيضاًً رواية «7 أيام فى التحرير» ل «هشام الخشن» يستعرض فيها الشخصيات التى شاركت فى الثورة ويتكلم عنهم من خلال خلفيتهم الاجتماعية المتنوعة فقد نجد «قبطى وليبرالى واخوانى وطالب بكلية الشرطة» وكيف أن هؤلاء جميعاً تجمعوا تحت مظلة الوطن فى ميدان التحرير طلباً للحرب وفى هذه الرواية تشعر بالعاطفة والرومانسية تجاه روح المواطن. هناك أيضاًً رواية صدرت منذ أيام قليلة إلا أنها حققت نسبة مبيعات مرتفعة بعنوان «العاطل» ل «ناصر عراق» وتتكلم عن الثنائية التضادية بين شخص وآخر من خلال شخصيات فى الرواية بينهما صلة قرابة وبينهما عوامل تضاد أحدهما نشأ فى بيئة يغلب عليها القهر والتهميش ويعانى من سيطرة الأب وقهره والآخر نشأ فى بيئة تحترم حرية الفرد. وكيف أن الابن الذى كان مقهوراً فشل فى حياته العلمية ولم يستطع أن يحقق اى نجاحات والآخر كان متميزا فى عمله ونجح فى أن يقيم علاقات اجتماعية قوية ووصل إلى مراتب عليا فى السلك الوظيفى. ومن الكتب التى تحظى بنسبة مبيعات مرتفعة كتاب «مصر صور لها تاريخ» وهو من تأليف الشاعر ياسر قطامش الذى يعتمد فى تقديمه لهذا العمل على فكرة جديدة حيث يقوم فيه بحكى تاريخ مصر ولكن بالصور ويحوى بداخله صوراً نادرةً وقديمة يرجع تاريخها لعام 1805 وصورًا أخرى حديثة. ويقسم الكتاب إلى عدة أقسام تغطى شتى وجوه ومناحى الحياة فى مصر.فمثلاً يوجد قسم يرصد فيه الكاتب بالصور كل من حكم مصر- والملوك والحاشيات وقسم آخر يوضح تاريخ البرلمان المصرى وأول برلمان شكل وآخر عن العملات والبنكنوت وطوابع البريد وقسم يوضح الأعياد والاحتفالات الخاصة بالمصريين ومعتقداتهم الشعبية، كما يوجد قسم خاص بالألعاب الرياضية التى كان يمارسها المصريون قديماً ولم ينس الكاتب أن يقوم بعمل قسم خاص عن الأزياء المصرية القديمة كاليشمك والبرقع والحبرة.