أوقاف الدقهلية تنظم أكثر من 150 قافلة دعوية حول مواجهة التنمر المدرسي    رئيس الوزراء: الدولة تدعم المحروقات ب75 مليار جنيه رغم الزيادات المقررة    وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس    ياسين منصور نائبا ومرتجي أمينا للصندوق .. محمود الخطيب يعلن قائمته لخوض انتخابات الأهلي    هدف الشحات ينافس على الأفضل في الجولة التاسعة للدوري    شقيق عمرو زكي: أخويا معندوش أى أمراض وسنُقاضى مروّجي الشائعات    تعرف على نتائج الجولة السابعة من دورى المحترفين    22 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة سموحة بالدورى    تعديل مواعيد قطارات بعض خطوط السكة الحديد السبت المقبل .. اعرف التفاصيل    بالصور.. هند صبري ويسرا اللوزي تدعمان المسرح الخطير في موسمه الجديد    محمود حجاج مؤلفًا لمسلسل مصطفى شعبان فى رمضان 2026    عبد الله الهوارى نجل غادة عادل يكشف سبب عدم إجرائه عملية التكميم    أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية لمواجهة التنمر المدرسي    وزير الصحة يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لتعزيز التعاون في مجالي الصحة والتنمية البشرية    قائمة ألمانيا لمواجهتي لوكسمبورج وأيرلندا الشمالية.. تواجد فيرتز وجنابري    خبيرة: نجاح المالية في جذب اكتتابات تتجاوز 9 مليارات دولار دليل على تحسن رؤية المستثمرين للاقتصاد المصري    معلم يعتدى على زميله بمدرسة فى قليوب.. وتعليم القليوبية تحيل الواقعة للتحقيق    السكة الحديد: تعديل مواعيد بعض القطارات على بعض الخطوط بدءا من السبت    موعد انتهاء العمل بالتوقيت الصيفي وبداية تطبيق التوقيت الشتوي 2025    وزير المالية: قانون الحياد التنافسي ساعدنا في ترسيخ المنافسة وبناء "شراكة الثقة مع القطاع الخاص"    الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر سلبًا على إنتاج الصلب الأوروبي (تفاصيل)    5 أفلام عربية تتألق في مهرجان ريو دي جانيرو السينمائي بالبرازيل    خيري الكمار يكتب: منة شلبي في حتة تانية    فيفا يعلن منح أذربيجان وأوزبكستان حق استضافة مونديال الشباب 2027    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    رئيس لجنة تحكيم مسابقة بورسعيد: الدكتور عبد الكريم صالح شخصية العالم القرآنية في جائزة ليبيا الدولية    ما حكم التنمر بالآخرين؟ أمين الفتوى يجيب أحد ذوى الهمم    انطلاق مباراة روما وليل بالدوري الأوروبي    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل جديدة في الأردن بمجال الصناعات الخرسانية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2أكتوبر 2025 في المنيا.... تعرف عليها    المنشاوي يعقد اجتماعًا لمتابعة المشروعات الإنشائية بجامعة أسيوط    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    رفع كفاءة وحدة الحضانات وعناية الأطفال بمستشفى شبين الكوم التعليمي    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    «العمل» تشارك في فعاليات تبادل الخبرات حول التوظيف الدامج لذوي الاعاقة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    المصرف المتحد يشارك في مبادرة «كتابي هديتي»    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



) حكايتى مع السحر والسحرة فى نصف قرن ( 7
نشر في أكتوبر يوم 22 - 05 - 2011

فى هذه السلسلة من «حكايتى مع السحر .. والسحرة» أُقدم تجاربى التى استمرت سنوات طويلة.. شهدت فيها كثيرًا من المواقف والحكايات التى يشيب لها الولدان!. ونحن
لا نعرضها من باب الطرافة
أو الإثارة.. إنما من باب شهادتى للتاريخ عن كل هذه الأعمال التى ترفضها كل الأديان.. بلا استثناء.. رغم أنها حقيقة وموجودة.. بل يعتقد فيها الكثير من الناس..
الأم وابنتها والصيدلى.. ورابعهم الشيطان!
لا أعرف كيف أبدأ هذه الحكاية الغريبة.. والعجيبة، والتى تعتبر من بين الحكايات المؤلمة.. والمحزنة.. والمأساوية..؟
هل أبدأ الحكاية بالخاتمة.. أو الفجيعة.. وانتقام الله سبحانه وتعالى من «الصيدلى» الذى احتقر والده، وتنكّر له فى حياته وتركه يتسول على المحلات.. وبين «طرقات المقابر».. وينام على الأرصفة..؟
أو أبدأ الحكاية بأعمال «السحر السفلى» التى كانت زوجة تاجر مخدرات كبير تعملها «للصيدلى حديث التخرج».. الذى لعبت به فى البداية، وكانت تغريه بالأموال حتى جمع بينهما الحب.. بعد أن عملت له سحرا..؟
أو أبدأ بالأحداث.. ومجريات الأمور فى الموضوع.. وكلها مأساوية.. أو بتفاصيل الحكاية منذ بدايتها حتى النهاية..؟
أنا شخصياً أفضل أن أبدأ الحكاية من البداية حتى النهاية بالتفصيل كما سمعتها من بعض أصدقائى الذين يقطنون فى المنطقة.. والتى اكتملت فصولها باعترافات الصيدلى نفسه..؟!!
بدأت الحكاية عندما كان الشاب «؟» طالبا فى السنة النهائية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، وكان معروفاً بين سكان المنطقة التى يعيش فيها بأنه شاب هادئ، وخجول، ومستقيم..
بعد تخرجه فى كلية الصيدلة بدأ يعمل فى أحد المستشفيات.. ثم فى إحدى الصيدليات بالمنطقة الشعبية التى يسكن فيها.. كان والده - كما يقولون - ميسور الحال.. واستطاع أن يشترى له محلاً خالياً «بالحى».. وطلب من ابنه أن يتولى تأسيس هذا المحل وتحويله إلى صيدلية.. على نفقة الوالد طبعاً..
بعد شهور: بدأ الشاب «الصيدلى» فى ممارسة أعماله بمفرده.. ويعاونه شاب صغير كان يلاحظ المترددين على الصيدلية، أثناء انشغال الصيدلى فى إحضار الأدوية..
مرّت الأيام.. وأصبح «الأب» فقيراً بعد أن باع كل ما كان يمتلكه من أجل ابنه..!!
ذات يوم: دخلت الصيدلية «امرأة» من سكان المنطقة لا يعرفها الصيدلى الشاب.. وهى جميلة جداً..!!
انتظرت حتى انتهى الصيدلى من بعض الناس الذين كانوا بداخل الصيدلية ثم قال لها: أيوه يا ستى.. تحت أمرك..؟
قالت وعلى فمها ابتسامة: بصراحة عندى بنت زى القمر عايزة أجوزها لشاب حليوة، وراجل زيك.. فى يوم من الأيام راح أجيبها معايا تشوفها.. وعلى فكرة.. نسيت أقول لك: أنا ساكنة «أقصد العمارة بتاعتى» مش بعيدة عن الصيدلية..
وانصرفت «المرأة» من الصيدلية وهى تعتقد تماماً أنها قد تركت أثراً كبيراً فى قلب الصيدلى الشاب، وأنه بالتالى قد أعجب بها..
اتصلت «المرأة» بالصيدلى «تليفونياً» وذكّرته بنفسها وكان هدفها من وراء ذلك أن تختبر مشاعره وعواطفه من ناحيتها.. وهل يا ترى سوف يرد عليها بما يتجاوب مع عواطفها نحوه..؟!
نشأت علاقة قوية بين الاثنين.. تطورت إلى أن اشترت شقة باسمها فى منطقة بعيدة عن «الحى الشعبى» الذى توجد فيه الصيدلية، ومسكن الصيدلى.. والعمارة التى تملكها.. حتى يمكنها أن تلتقى معه فى المساء بعد انتهاء العمل.
سارت الحياة بينهما تشتعل يوما بعد يوم.. وفى يوم من الأيام دخلت الصيدلية.. فتاة جميلة جداً.. وأنيقة.
ابتسم الصيدلى.. وظهرت عليه علامات الارتياح وقال لها:
حضرتك «صيدليانية» يعنى خريجة كلية الصيدلة..؟
قالت له وهى تضحك: لا يا دكتور.. أنا عايزة أكون معاك هنا فى الصيدلية من أول ما تفتح لغاية ما تقفل.. وعلى فكرة.. أنا مراقبة كل تحركاتك من يوم ما فتحت الصيدلية.. لغاية النهاردة، ومراقبتى لك مستمرة ليل نهار.. وعارفة كل حاجة عنك..؟!!
هنا وقعت مفاجأة.. لقد دخلت الصيدلية المرأة التى تعرفت على الصيدلى.. ولاحظت بمجرد دخولها الصيدلية حركة ارتباك على الصيدلى وأن وجهه قد تغير إلى عدة ألوان..!!
قالت المرأة للصيدلى بضع كلمات وقعت على رأسه كالصاعقة:
أنا عندى لك مفاجأة.. يا دكتور..!
قال لها: وهو فى حالة ارتباك.. خير إن شاء الله..؟
قالت: أقدم لك «سونة» بنتى.. وأشارت إلى الفتاة..!! بس يا خسارة «مخطوبة».. وكنت عايزة أشوف لها عريس يكون كويس زيك..!
قال الصيدلى فى ذهول وحالة ارتباك: أهلا وسهلا.. تشرفنا يا هانم..
ضحكت الفتاة وقالت للصيدلى: لا أنا مش مخطوبة ولا حاجة.. ثم نظرت إلى أمها وهى تقول لها: بلاش هزار يا «ماما» فى الحاجات دى..!!
شعرت «الأم» بعد سماعها هذه الكلمات من ابنتها «بالغيرة» وقالت لابنتها: «يالله» يا حبيبتى نروح.. باى باى يا دكتور.. وانصرفتا.. وتركتا الدكتور فى حيرة.. وتساءل مع نفسه: ما الذى دفع «الأم» أن تدعى أن ابنتها «مخطوبة».
ما الذى تريده «المرأة» منى..؟
إن عمرها حوالى 45 سنة.. بينما عمرى حوالى 32 سنة.. والبنت عمرها حوالى 25 سنة «يعنى» مناسبة لعمرى.. بالإضافة إلى أنها «فتاة».. وأجمل بكثير جداً من والدتها.. ورشيقة.. وخفيفة الدم.. وأنيقة.. وشكلها العام مشرّف..
ظلت «المرأة» تلاحق الصيدلى.. بزيارتها.. ثم بالمكالمات التليفونية.. ثم دعته إلى لقائها.. وأخيراً.. تملك المرأة شعور بالغيرة من «ابنتها».. ثم مشاعر التملك لقلب.. وعواطف الصيدلى..
لجأت «المرأة» إلى بعض الناس الذين يقومون بأعمال «السحر السفلى».. وعرفت منهم أنه لابد من الحصول على صورته.. واسم والدته.. وتاريخ ميلاده..
تحايلت «المرأة» على «الصيدلى» حتى حصلت منه على طلبات الساحر.. ثم ذهبت إلى أقوى رجل فى أعمال «السحر السفلى».. كما سمعت من بعض صديقاتها فى «الحى الشعبى» الذى تسكنه.. وبعد حوالى أربعة أيام كان «الساحر» قد انتهى من إعداد «السحر السفلى» الذى طلبته المرأة.. وهو عبارة عن «تسعة مكعبات من السكر» مكتوب عليها بالزعفران المخلوط بمادة نجسة.. وقذرة.. وطلب منها أن تضع مكعبات السكر داخل الشاى.. على مرتين.. أو ثلاث.. أو أربع مرات حسب مزاج الرجل الذى سوف يشرب الشاى.. وهو «الصيدلى».. طبعاً..!!
ثم أعطاها «الساحر» أيضاً بعض الأوراق الأخرى على هيئة أحجبة.. منها ما تحمله.. وبعض الأوراق الأخرى التى تضعها على النار - كل يوم ورقة - لمدة سبعة أيام.. و«تجمع رماد هذا الورق» داخل كيس نايلون.. ثم تنثره على عتبة الصيدلية..!!
أخذت «المرأة» كل هذه الأشياء.. وقامت بتنفيذ ما طلبه منها «الساحر» تماماً.. ثم انتظرت النتيجة.. وتأثير السِحر السفلى على الصيدلى..!!
فوجئت «المرأة» بالصيدلى.. يطلبها عن طريق تليفون المنزل بعد منتصف الليل.. ويطلب منها أن ترتدى ملابسها.. وتترك المنزل لمقابلته..!!
شعرت «المرأة» أن «السحر» قد بدأ يتحرك ويعمل عمايله.. وأنه من الواجب عليها أن «تتقل».. ولا تندلق «عليه».. وتسوق إليه المعاذير.. والمبررات.
* * *
لاحظت الابنة تحركات أمها.. وأنها بدأت تستحوذ وتستولى على الصيدلى عن طريق السحر..
كانت البنت لها حرية مطلقة فى الخروج من منزلها فى أى وقت.. إلا فى الساعات المتأخرة من الليل.. وكانت ترتدى الثياب الفاخرة وتتزين أمام المرآة..
بدأت «البنت» تدخل مع أمها فى صراع مرير.. وكبير.. وخطير فى عملية الاستحواذ على «الصيدلى» الشاب.
سألت بعض صديقاتها.. ومعارفها عن الناس الذين يعملون «السحر السفلى» - كما يقول الناس - وكانت تقول إنها لا تريد «رجلاً أى كلام».. ولكنها تريد أحسن.. وأعظم.. وأخطر رجل يعمل «أعمالاً سفلية»..
بدأت «الفتاة» تخرج كل يوم من منزلها.. ومعها إحدى صديقاتها للبحث عن ذلك الرجل الساحر.. ولا تعود إلى منزلها إلا فى المساء..!!
وأخيراً.. وجدت المطلوب.. رجل خطير.. ورهيب.. ولا أحد يضارعه فى قوته فى أعمال «السحر السفلى»..!!
عرضت «الفتاة» على «الساحر» مشكلتها فى اختصار.. وأنها تحب شابا وتريد أن تتزوجه.. وقبل ذلك كله أنها تريد «سحراً» تجعله يموت فيها.. ويجرى وراءها.. ولا يعرف أى إنسانة أخرى غيرها.. وكانت تقصد بذلك والدتها..!!
طلب منها الساحر أن تحضر إليه بعد ثلاثة أيام..!!
وفى اليوم الموعود.. ذهبت الفتاة إلى الساحر.. لتحصل منه على السحر.. وبعد أن سلمها ما تريد.. وأعطاها التعليمات اللازمة عن كيفية استعمال السحر.. وحصل منها على مبلغ خمسة آلاف جنيه..
قامت «الفتاة» بالتردد على الصيدلية كثيراً لتقف على كل شىء من تصرفات «الصيدلى»..
وأمسكت بكل هذه الخيوط من الأخبار.. والمعلومات.. والأسرار.. وبدأت تتحرك مرة أخرى.. ماذا تفعل..؟
عادت إلى «الساحر السفلى» مرة أخرى.. وعرضت عليه ما يريده من أموال مقابل أن يعمل لها «سحراً سفلياً» يفرّق بين «امرأة ورجل يحبها» ثم صارحته بكل وضوح أن «السحر» يتعلق بوالدتها التى جعلت الشاب الذى تحبه يتحول إليها هى..!!
فوجئت الفتاة «بالساحر» يقول لها ما يذهلها.. ويدهشها.. ويفرحها فى نفس الوقت.. وهى تقدم إليه صورة والدتها «وصورة الصيدلى».. والبيانات عن الاثنين..
قال لها: إيه ده.. الست دى جت لى.. وأنا عملت لها «سِحر» علشان جذب شاب إليها..!!!
قالت الفتاة: إن صاحبة هذه الصورة فى الحقيقة هى «أمى».. وهى تريد أن تستحوذ على الشاب الذى أحبه.. وهى تنازعنى فيه.. تعهد الساحر بأنه سوف يجعل «أمها» تختفى من حياة الشاب.. كما أنه سوف يجعل «الشاب» أيضاً يختفى نهائياً من حياة أمها.. وأن «الجو» سوف يخلو لها بمفردها فقط..!! وطلب منها أن تعود إليه بعد أربعة أيام لاستلام الشغل..!!
غادرت الفتاة منزل «الساحر».. وعادت إلى منزلها فوجدت «أمها» ترتدى ثياباً فاخرة استعدادا للخروج.. دخلت غرفة نومها وهى فى حالة ضيق شديد.. وظل قلبها يدق بسرعة.. وأخذت تفكر ماذا تفعل.. إن «أمها» سوف تذهب لمقابلة «حبيبها الصيدلى»..
هل تذهب إلى الصيدلية لتعكر صفو اللقاء بين والدتها وحبيبها.. الصيدلى..؟
وأخيراً.. استسلمت الفتاة وجلست تنتظر مرور الأيام حتى تذهب إلى «الساحر» لتحصل منه على «السحر» .. وفى اليوم الذى حدده «الساحر» للفتاة لتذهب إليه لاستلام «السحر».. أسرعت منذ الصباح إلى منزله..!!
* * *
كان الرجل قد أعد لها كل شىء.. وأعطاها بعض الأشياء التى تضعها «للصيدلى فى الشاى».. أو أى مشروب آخر يكون لونه «غامقاً» حتى لا يظهر اللون الأحمر الذى كتب به السحر.. على السكر.. وغيره فى مشروب أبيض.. أو غيره فينكشف أمرها..
ثم أشياء أخرى تضعها أيضاً فى مشروب - عدة مرات - لتشربه والدتها حتى تكره الصيدلى.. ويخلو الجو للفتاة بمفردها دون منافسة والدتها على الصيدلى..!!
عادت «الفتاة» إلى منزلها.. وهى تكاد تطير من السعادة.. والفرح وأعدت كل شىء.. وصار جاهزا.. وعندما عادت والدتها إلى المنزل فى المساء.. ابتسمت فى وجهها.. وأظهرت لها المحبة.. والتودد.. ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت كوباً من الشاى الثقيل.. كما تعرف مزاج والدتها فى شرب الشاى.. ثم أعادت عمل كوب شاى آخر لليوم التالى.. واليوم الثالث فى المساء..
لقد حدث مالم تكن الفتاة تتوقعه.. وهو أن والدتها أخبرتها أنها تشعر بهبوط شديد فى القلب.. ودوران فى رأسها..!!
تظاهرت الفتاة بالحب لوالدتها.. وسألتها: عما إذا كانت توافق على استدعاء طبيب لها وهى تسألها:
ماذا أكلت من طعام أثناء وجودك فى الخارج..؟
فوجئت الفتاة بأن والدتها تقول لها: اتصلى بالدكتور «الصيدلى» وأبلغيه بأننى تعبانة.. واطلبى منه أن يحضر بمفرده «أولاً» ليعرف أسباب التعب الشديد الذى أشعر به.. وإذا استدعى الأمر العرض على طبيب.. فهو الذى يمكنه أن يعرف ذلك..
بسرعة.. اتصلت الفتاة بالصيدلى.. وأخبرته أن والدتها تعبانة.. وتريد أن يحضر إليها لمعرفة أسباب هذا التعب..؟!
عرض الصيدلى على الفتاة أن يحضر معه «طبيباً أخصائياً» للكشف على والدتها.. فردت الفتاة بسرعة: لا.. لا.. أولاً احضر انت ربما يكون الأمر بسيطاً ولا يحتاج إلى طبيب..
رد الصيدلى قائلاً: حالاً سوف أحضر..
وجدت الفتاة أن هذه أعظم فرصة لكى «تضع السحر للصيدلى» فى كوب «شاى».. وآخر فى زجاجة كوكاكولا.. بعد أن تضع المشروب المخلوط بالسحر فى كوب كبير..!!
حضر الصيدلى إلى المنزل.. وأخذ يسأل «المرأة» عن نوع الطعام أو الشراب الذى تناولته.. ربما يكون هو السبب فى الآلام التى تعانى منها..؟
قالت المرأة: لم أتناول شيئاً من الطعام أو الشراب سوى كوب من الشاى..
أثناء حديث الصيدلى مع الأم.. كانت الفتاة قد دخلت المطبخ وأعدت كوباً من الشاى.. ووضعت فيه ثلاثة مكعبات من السكر المكتوب عليه بالمادة النجسة والمخلوط بالزعفران.. والمقصود به كراهية الصيدلى لوالدتها..!!
بعد ساعتين تقريباً أعدت كوباً آخر من الشاى ووضعت بداخله ثلاثة مكعبات من السكر نفسه..
فى اليوم التالى: طلبت الفتاة الصيدلى «بالتليفون» وطلبت منه أن يحضر بسرعة إلى منزل والدتها للاطمئنان عليها..
اعتذر «الصيدلى» فى البداية بأنه يشعر بآلام فى معدته.. وصداع فى رأسه.. ثم عاد وقال لها: حاضر يا ست الكل.. ابتسمت الفتاة بينها وبين نفسها وهى تقول:
آه.. يبقى «السحر» عمل عمايله.. مع والدتها والصيدلى أيضاً..
حضر «الصيدلى» إلى المنزل.. وفوجئت المرأة به يدخل الشقة ويسأل عن صحتها.. وعما إذا كانت قد تحسنت اليوم عن الأمس..؟
فوجئ «الصيدلى» بالمرأة تقول له: مين قال لك تيجى..؟!!
قال لها: أنا أردت أن أطمئن على صحتك.. كانت «الفتاة» فى هذه اللحظة قد دخلت «المطبخ».. وأعدت كوبين من الشاى.. أحدهما لوالدتها والآخر للصيدلى..
بعد حوالى نصف ساعة.. استأذن الصيدلى فى الانصراف لأنه يشعر بتعب شديد فى معدته.. وصداع حاد فى رأسه..!!
مرضت «المرأة» ولزمت الفراش.. ولم تعد تستطيع الخروج من المنزل بسبب الأشياء التى شربتها «وهى لا تعلم».. وحضر إليها بعض الأطباء.. وكل منهم يكتب لها أدوية مختلفة..!!
وجدت الفتاة فى «الروشتات» التى كتبها الأطباء لوالدتها فرصة قوية للتردد على الأجزاخانة.. بحجة صرف الأدوية..
كان الصيدلى.. عندما يراها يترك كل شىء فى يديه.. ويترك زبائن الصيدلية إلى واحد من معاونيه.. ويظل يتحدث مع الفتاة ويبدى لها من كلمات الحب.. والغزل.. وما يشعر به من ناحيتها من غرام..!!
اتفق الصيدلى مع الفتاة على أن يلتقيا كل يوم فى مكان اتفق عليه معها.. ووافقت الفتاة طبعا.. بل صارحته بأنها تحبه.. وتتمنى أن تتزوجه لأنها لا تطيق الابتعاد عنه.. أو فراقه..!!
مع مرور الأيام.. لاحظ بعض زملاء «الصيدلى» وأصدقائه.. أنه أصبح لا يهتم بعمله فى الصيدلية.. فقرروا كشف حقيقة ما يعرفونه..
وقالوا له: إن المرأة كانت متزوجة من «تاجر مخدرات كبير» وقبض عليه بتهمة إحراز وتجارة المخدرات «حشيش وهيروين وأفيون».. وأن الرجل قدم إلى المحاكمة منذ سنوات.. وحكمت عليه محكمة الجنايات ثم الاستئناف.. ثم النقض بالأشغال الشاقة المؤبدة.. وأنه مات فى السجن منذ حوالى عشر سنوات..!!
وأن المرأة يتردد عنها أنها تتاجر فى المخدرات هى الأخرى.. وأنها تستغل «جمال ابنتها.. ورشاقتها فى عمليات ترويج المخدرات» على بعض التجار فى محافظات مختلفة..!!
شعر الصيدلى - بعد سماعه لهذا الكلام- بأن رأسه تدور وأن الأرض تهتز من تحت قدميه.. وأن مستقبله مهدد..!!
ولكن: ماذا يفعل وهو يشعر بالحب القوى والجارف نحو الفتاة ولم يعد يشعر بأى شىء من ناحية المرأة..؟!
* * *
اتصل بى «الصيدلى» تليفونيا عن طريق أحد أصدقائى.. وطلب منى أن نلتقى بأسرع ما يمكن حتى يعرض علىّ موضوعاً مهماً فيه حياة.. أو موت.. وحددت له موعداً فى مكتبى..
حضر الصيدلى.. وعرض علىّ الموضوع كله.. بالتفصيل لمدة 4 ساعات.. أو أكثر.. وهو الذى لخصته فى هذه الصفحات..
كنت بين الوقت والآخر أقاطعه لأسأله بعض الأسئلة عن كيفية علمه بكل ما ذكره بالتفصيل من أعمال السحر من «الأم.. ثم من البنت» و و و الخ..؟!!
وفى نهاية الجلسة.. قال لى «الصيدلى»: إننى لا أخفى عليك أن قلبى يدق دائماً بحب الفتاة.. وأعتقد أننى أحبها جداً.. رغم مصارحتها لى بكل شىء فيما يتعلق بالسحر للابتعاد عن والدتها!!
قلت له: اسمع يا دكتور.. أنت الآن مع هذه الفتاة تحت تأثير «السحر السفلى» الذى عملته لك..
قال: وماذا أفعل إذن.. وبم تنصحنى..؟
قلت: يكفى أنك عرفت أن ما تشعر به من حب هو بسبب «السحر السفلى».. وأن «فتاة» مثل هذه ليست جديرة إطلاقاً أن ترتبط بها.. أو حتى تعرفها.. وعليك أن تقاطع «منزل المرأة وابنتها»..
ثم قلت له: عليك أن تذهب إلى المملكة العربية السعودية لتأدية «مناسك العمرة».. ولا تنس وأنت تطوف «بالكعبة المشرفة».. أن تدعو «الله سبحانه وتعالى» أن يزيل عنك كل مكروه.. وأن يزيح الغمة والمصيبة التى لحقت بك.. ثم عليك أن تتصدق كثيراً على الفقراء.. والمحتاجين.. ولا تنس أن تأخذ والدك معك.. وأن تحسن إليه مدى حياتك..
* * *
بعد حوالى ثلاثة شهور - من هذا اللقاء- اتصل بى الصيدلى.. وطلب مقابلتى.. وعندما تقابلنا قال لى:
هل تعلم أن «الله سبحانه وتعالى» قد انتقم من «المرأة وابنتها» شر انتقام..؟!!
قلت له: كيف..؟
قال: لقد قبض رجال مكافحة المخدرات على «الأم وابنتها» بتهمة حيازة كمية كبيرة من المخدرات.. كانتا تحاولان نقلها من إحدى المحافظات إلى القاهرة.. وهما الآن فى السجن..!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.