الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية تهدد جميع القطاعات فى الدولة بسبب توقف عجلة الإنتاج.. حقيقة أصبحت مؤكدة بعد استخدام قطاعات عديدة لسياسة لى الذراع للحصول على مستحقاتها دون الاهتمام بحجم الكارثة حتى وإن كانت إنسانية تخص المرضى ومنها الوقفات الاحتجاجية للعاملين فى قطاع شركات الأدوية والمستلزمات الطبية ذلك رغم تحذيرات الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة من حدوث نقص حاد فى الخدمات الطبية خلال الفترة المقبلة وما سوف يتعرض له المرضى فى حالة استمرار تلك الاحتجاجات. حيث تعتمد المستشفيات الآن على المخزون الاستراتيجى من الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة مثل القلب والسكر والضغط .. “أكتوبر” استطلعت آراء بعض الصيادلة ورؤساء شركات الأدوية ومدراء المستشفيات للوقوف على حجم المشكلة. أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة للشئون العلمية والسياسية أن إنتاج شركات الأدوية عاد بنسبة أكثر من 85% إلى جانب عودة الشركات الأجنبية الكبرى والخاصة بإنتاج الأدوية الحيوية مثل الأنسولين والألبومين وسيتم تعويض السوق عن الفترة الماضية وأضاف أنه لن يكون هناك نقص من الآن فى الأدوية والمستلزمات الطبية لأى مستشفى وأن خط الإنتاج قادر على تغطية جميع احتياجات السوق دون وجود أى عجز فى الأدوية وأشار إلى أن استيراد الأدوية والمستلزمات لم يعد إلى طبيعته حتى الآن ولكنه سيعود تدريجيا وأضاف أباظة وجود مخزون استراتيجى بكميات كبيرة داخل المستشفيات واستمرار التموين الطبى وإمداد المستشفيات بكل ما تحتاج إليه من أدوية ومستلزمات طبية وخاصة الأدوية الأكثر استخداما مثل الأنسولين والألبومين. وساعد كثيرا على تخفيف الأزمة أنه فى حالة وجود أى عجز يتم الاتصال بالتموين الطبى أو الشئون المالية والإدارية بالوزارة لتقوم بمد المستشفيات بما تحتاج إليه إلى جانب تخصيص رقم «133» لغرفة الطوارئ لدعم المستشفيات. أكد الدكتور جهاد أبوالعطا نائب مدير عام مستشفيات جامعة القاهرة أكد أنه تم استخدام المخزون الاستراتيجى الخاص بالمستشفى خلال الفترة الماضية نظراً لزيادة أعداد المصابين المترددين على المستشفى مؤكداً أن المخزون يكفى لمدة 6 أسابيع مقبلة. وأضاف أنه يتم تعويض ما تم استخدامه من المخزون الاستراتيجى المخصص لحالات الازمات والكوارث والطوارئ مؤكداً أنه سوف يتم تعويضه كاملاً خلال شهر مايو المقبل. وأشار إلى وجود نقص فى بعض الأدوية والمستلزمات خاصة الادوية المستحدثة فى التكنولوجيا الحيوية نظراً لارتفاع سعرها ولا نستطيع استيرادها، إلا فى حدود ضيقة جداً مشيراً إلى دور أهل الخير للتبرع ومساعدة المستشفى بجلب مثل هذه الادوية إلى جانب توفير المستلزمات الطبية وغير الطبية مثل البطاطين والملايات والتى ساعدت على تغطية 15% من الاحتياجات. وقال الدكتور محمد شوقى مدير مستشفى المنيرة العام أن المخزون الاستراتيجى بالمستشفى يكفى 3 أشهر على الأقل وذلك لوجود خطة للطوارئ بالمستشفى تجعلنا قادرين على التعامل مع هذه الاحداث. وعن وجود أى نقص فى المستلزمات الطبية أو الأدوية بالمستشفى أكد أن كل الادوية والمستلزمات متوافرة لقيام وزارة الصحة بدعم المسشتفى بكل الاحتياجات عند الطلب أو عند الإبلاغ عن نقص بأى شىء هذا بالإضافة إلى بعض التبرعات التى جاءت لمساعدة المستشفى لتخطى الأزمة. من جانبه أكد الدكتور محمود الشناوى مدير مستشفى الهلال الأحمر على وجود مخزون من الادوية والمستلزمات الطبية بالمستشفى يكفى لفترة طويلة مشيراً إلى استعداد المستشفى لهذه الأزمة حيث تم رفع حالة الطوارئ قبل أحداث 25 يناير. وأضاف: عند وجود نقص من أى مستلزم طبى وبعض الموارد يتم توفيرها فى أسرع وقت وبسهولة وعن طريق الاتصال بالموردين. وأشار إلى أن الهلال الأحمر أكبر مستشفى عظام على مستوى الجمهورية يقوم بتوفير كل احتياجاتها مشيراً إلى عدم انتهاء المخزون الاستراتيجى، ولكننا نحاول تعويض ما تم استخدامه خلال الفترة الماضية. وأوضح أن المستشفى تابع للمراكز الطبية المتخصصة وبالتالى لم يحصل على دعم كبير من وزارة الصحة مثل المستشفيات المجانية وذلك لأننا نعالج بعض الحالات مقابل أجر وبالتالى نستطيع أن نشترى أغلبية احتياجاتنا من الادوية والمستلزمات سواء المصنعة محلياً مثل الشاش والقطن والخيط أو المستوردة مثل المفاصل الصناعية والشرائح والمسامير وغيرها من المستلزمات الخاصة بجراحة العظام. آثار سلبية وقال الدكتور أشرف بيومى رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية إن العمل عاد إلى طبيعته بعد فترة انقطاع قصيرة لم تؤد إلى حدوث أى آثار سلبية له مؤكداً أن قطاع الدواء هو الوحيد الذى مازال متماسكاً حتى الآن. وأضاف أن المظاهرات الفئوية هى التى تهدد هذا القطاع المهم لأن زيادة هذه المظاهرات سوف تؤدى إلى توقف حركة الإنتاج واللجوء إلى استيراد الدواء مما يؤثر سلبياً على حياة المرضى. وأوضح أنه يوجد لدينا 115 مصنع دواء بالإضافة إلى 60 تحت الانشاء يتم الانتهاء منها خلال السنة المقبلة. مؤكداً أن المصانع تغطى نسبة كبيرة من قيمة الاستهلاك والباقى يتم استيراده من دول أوروبا وأمريكا. وأشار إلى أنه يتم استيراد الادوية الحديثة ذات التقنية العالية وغير متوافرة محلياً موضحا أن عجز بعض الادوية يعود لعدة أسباب منها إغلاق المصانع لفترة قصيرة بسبب المظاهرات الفئوية وإقبال المرضى على نوع محدد من الدواء رغم توافر الادوية البديلة. من ناحية أخرى أكد الدكتور عمرو ممدوح مدير شركة جلاكسو للأدوية على عودة العمل بنسبة 95% بخط إنتاج الأدوية بمصانع الشركة بعد توقف دام لعدة أيام نظراً للظروف الماضية وأشار إلى أن وجود المخزون الاستراتيجى بالشركة ساعد على توفير كل أنواع الادوية التى تنتجها الشركة بالأسواق. معدلات طبيعية فيما أكد الدكتور محمد حسنين العضو المنتدب بالشركة المصرية للأدوية على عودة حركة الاستيراد إلى المعدلات الطبيعة مشيراً إلى أن الشركة قامت باستخدام المخزون الاستراتيجى خلال الفترة الماضية وهو يكفى لاحتواء الأزمة موضحا أن الشركة تحافظ على توافر الاحتياجات الأساسية من الادوية وتوافرها بالأسواق.