الفيلم المصرى «EUC» الذى كتب له السيناريو والحوار «عمر جمال» وأخرجه «أكرم فريد» هو أول فيلم مصرى يعرض بعد الثورة العظيمة فى الخامس والعشرين من يناير رغم أن تصويره انتهى قبلها، ورغم أننا توقعنا مستوى أفضل من الثنائى «عمر جمال» و«أكرم فريد» اللذين قدما فيلماً جيداً مشتركاً هو «عائلة ميكى»، إلا أن فيلم «EUC» يعانى من مشكلات درامية تتعلق بالسيناريو جعلت التجربة متواضعة، وبدا الفيلم الذى يناقش مشكلات التعليم متعثراً، ويكاد يناقش قضيتين منفصلتين: فوضى الجامعات الخاصة، وأسباب الخصام بين الطالب والدراسة، فى القضيتين لا إشباع ولا دراما قوية بالإضافة إلى أقل القليل من اللحظات الكوميدية. لابد من الإشارة أولاً إلى أن فكرة الفيلم وخطوطه الأساسية مقتبسة مباشرة من الفيلم الأمريكى «Accepted» الذى أنتج فى عام 2006 وأخرجه ستيف بنك، وحكايته هى تقريباً قصة فيلم «EUC» طالب لا تقبله الجامعة، فيلجأ إلى إنشاء جامعة خاصة، فى البداية يكون هدف اللعبة خداع أسرته، ثم تتحول اللعبة إلى جد عندما يقرر الشاب أن يجعل هذه الجامعة نموذجية فى مستواها التعليمى، ويكون ذلك طريقه للفوز بقلب الفتاة التى أحبها، المشكلة فى «EUC» الذى التزم تقريباً بنفس الخطوط، أنه انتقل من لعبة الجامعات الخاصة التى تُنشأ بدون ضابط أو رابط، إلى عدم إرضاء الطلاب على طريقة التعليم المعتمدة على التلقين والتسميع وفرض مناهج محددة لا تتفق مع رغبات وقدرات كل طالب، وكانت المشكلة الأكبر فى أن تحول الشباب الثلاثة الذين فكروا فى إنشاء الجامعة الخاصة من نصابين إلى أصحاب ثورة فى مجال التعليم الجامعى لم يكن مقنعاً على الإطلاق، كانت مشكلة الثلاثى «مودى» «عمرو عابد» و «عمر» «كريم قاسم» و «إيهاب» «محمد سلام»، أن الاثنين الأخيرين لم يحققا مجموعاً كبيراً فى الثانوية العامة، ولذلك اخترعا فكرة وجود جامعة خاصة ستقبلها، وأطلقا عليها الجامعة المصرية فى القاهرة أو كما تكتب اختصاراً بالانجليزية «EUC»، وزاد التورط بعمل موقع للجامعة على الإنترنت لكى يشاهده الآباء، ثم اختيار مثلا لتكون مقرا للجامعة، وبسبب الإعلان عن الجامعة فوجئوا بحضور المئات لدخول الجامعة الجديدة بأموالهم، إلى هذا الحدّ يبدو موضوع الفيلم عن شقاوة طلاّب متخلفين دراسياً يتورطون فى إنشاء جامعة خاصة، ثم تتحول اللعبة إلى ما يقترب من النصب إن لم يكن على الآباء فعلى الطلاب الذين يذهبون فلا يجدون أساتذة، وفجأة يحدث التحول بخطبة طويلة ساذجة من الجد عبد العظيم الذى يشارك الشباب مغامرتهم، والذى يقترح أن يحدد كل طالب المادة أو المهنة التى يرغب فى تعلمها، وبطريقة مباشرة فجة وسريعة، تنصلح الأحوال، وتحدث ثورة تعليمية، ورغم محاكمة الشباب الثلاثة والجد بتهمة النصب، إلا أن الحكم يجىء مع إيقاف التنفيذ، وكأن أحدا يمكن أن يقتنع بهذا التحول العجيب على المستوى القانونى أو حتى الدرامى. حاول «أكرم فريد» أن ينتقد السيناريو المشوش بالإبهار البصرى، وتكثيف لقطات الفوتو مونتاج من خلال تقسيم الشاشة، ولكن ظلت المشكلة فى صعوبة الاقتناع بما نشاهده من تحولات، حتى أداء الممثلين كان مذبذبا، فالأفضل نسبياً «كريم قاسم» و«عمرو عابد» أصحاب التجارب السينمائية الأكثر فى حين لم نشعر ببصمات خاصة لوحده مثل «فريد النقراشى» أو «محمد سلام» أو «ملك قورة» أو «معوض اسماعيل» أو «إنجى خطاب».. وقد كتبت أسماؤهم للتشجيع ليس إلا!