بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مركز منوف بمحافظة المنوفية    استقرار الخضراوات والفاكهة اليوم الجمعة.. البطاطس ب 12 جنيهًا    مصر تجدد قلقها تجاه التصعيد الإيراني الإسرائيلى وتحذر من عواقبه    "الطاقة المستدامة": مصر تنتهي من تنفيذ 80% من محطة طاقة بنبان الشمسية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 46 ألف جنيه    رئيس حزب الاتحاد: أمريكا تواصل دفاعها الأعمى عن الاحتلال وتتجاهل حق الشعب الفلسطيني    أول تعليق لوزير الخارجية الإيراني بشأن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان    الهجوم على مرحلتين| قناة إسرائيلية تكشف تفاصيل اجتياح رفح الفلسطينية.. هل إيران متورطة؟    خبير استراتيجي: الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل تمت باتفاق مع أمريكا    قبل مواجهة مازيمبي| الأهلي يشكر سفير مصر في الكونغو    تشكيل النصر المتوقع أمام الفيحاء.. غياب رونالدو    الأهلي يعلن موعد الاجتماع الفني لمباراة مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    عاجل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة القادمة    الحكومة توضح حقيقة قرار عودة عمل الموظفين بنظام ال«أون لاين» من المنزل أيام الأحد    القبض على عاطل سرقة مبلغ مالي من صيدلية بالقليوبية    100 سنة غنا.. تجارب سابقة وإضافات جديدة: كواليس حفل علي الحجار فى الليلة الثانية    موعد ومكان صلاة الجنازة على الفنان صلاح السعدني    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    بسبب سرعة الرياح.. وقف رحلات البالون الطائر في الأقصر    الإسكان: 900 حملة لمنظومة الضبطية القضائية للتأكد من المستفيدين لوحداتهم السكنية    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    "الزمالك مش أول مرة يكسب الأهلي".. إبراهيم سعيد يهاجم عمرو الجنايني    ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بفستان قصير.. والجمهور يغازلها (صورة)    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    "التعليم": "مشروع رأس المال" بمدارس التعليم الفني يستهدف إكساب الطلاب الجدارات المطلوبة بسوق العمل    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء فتاة حياتها بحبة الغلة في أوسيم    استشهد بمواجهة مدريد وسيتي.. دي روسي يتحدث عن فوز روما على ميلان    تعديلات على قانون المالية من نواب الحزب الديمقراطي    إصابة جنديين إسرائيليين بجروح جراء اشتباكات مع فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية    20 مدرسة فندقية تشارك في تشغيل 9 فنادق وكفر الشيخ وبورسعيد في المقدمة    مخرج «العتاولة» عن مصطفي أبوسريع :«كوميديان مهم والناس بتغني المال الحلال من أول رمضان»    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    «التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    مجلس الناتو-أوكرانيا يعقد اجتماع أزمة حول الدفاع الجوي في كييف    الدولار على موعد مع التراجع    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    محمود عاشور: لم أكن أعلم بقرار إيقافي عن التحكيم.. وسأشارك بأولمبياد باريس    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناعة الثورة.. والثوار (5 - 5) اندماج أحزاب الشباب يؤهلها للفوز فى الانتخابات
نشر في أكتوبر يوم 03 - 04 - 2011

فى ذات المكان الذى كان يستقبل الجرحى والشهداء قابلت الثوار.. بجوار ميدان التحرير.. حيث تفوح رائحة العزة والفخار.. والانتصار، وخلال اللقاء جاءت مكالمة لأحدهم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. يسألهم عن رؤيتهم لبناء مستقبل مصر.. بعد الاستفتاء التاريخى الذى شهدناه وعشنا خلال ألذ وأمتع طابور.. طابور عودة الروح والوعى السياسى!
الشباب الجميل تحدث بحرية وعفوية رائعة.. تماماً مثل ثورة 25 يناير التى انطلقت من قلوبهم وعقولهم قبل أن نعيشها ونتعايش معها جميعاً على أرض الواقع، هذه الثورة التى تروى أعظم الملاحم المصرية سوف تستمر ولن تهدأ أو تتراجع كما أكد لنا الشباب.. بل إن «اتحاد شباب الثورة» بدأ ينطلق فى كل المحافظات.. وعلى المستوى العربى.. والدولى أيضاً، وسوف تحتضن أرض الكنانة أول مؤتمر للشباب العربى قريباً، تعالوا معاً نعيش أحلام وطموحات هؤلاء الأبناء.. الأغلى من الذهب.. بل تتوارى أمام قيمتهم وقامتهم.. كل الأحجار والمعادن النفيسة!
وقد دار الحوار على مدى ثلاث ساعات بعد أن شرّفنى أحد أعضاء اتحاد شباب الثورة بزيارتى فى «أكتوبر» وهو الدكتور عبدالله حلمى عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد ثم انضم إلينا زملاؤه: عادل ربيعه وبلال فضل وسمير عامر وأشرف أحمد.. إضافة إلى الدكتورة حنان حلمى المتحدثة باسم لجنة العلاقات الخارجية للاتحاد.
بداية يشيد د. عبد الله حلمى عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد بتعاون المجلس العسكرى الأعلى مع الشباب.. بل أنه يقول إنه تعاون «لحظى».. وعلى سبيل المثال عندما تحدثنا معهم حول موضوع حبيب العادلى وما اقترفته يداه من جرائم بحق الشباب وأنه كله ملوث بدمائهم الطاهرة.. لم تكد تمر 48 ساعة حتى تم تحويله إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل المتظاهرين. وعندما ثار لغط فى وسائل الإعلام حول «هل التعديلات الدستورية ملزمة بدستور جديد أم لا؟».. اتصلنا بالمجلس الأعلى هاتفياً.. واستفسرنا عن هذا فصدر تصريح رسمى يؤكد أن هذه التعديلات ملزمة بدستور جديد، بل إن تجاوب المجلس العسكرى معنا كان بسرعة فائقة.. وخلال ساعات قلائل!
هذا الواقع الجديد يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح.. وأن أعضاء المجلس العسكرى صادقون وأهل للثقة.. ينفذون كل ما يعدون به فعلاً وبالحرف، ونحن نعتبر الاستفتاء على التعديلات الدستورية خطوة واحدة ضمن خطة متكاملة، لذا فإننا – كشباب للثورة – وافقنا على هذه الخطوة، وكل تجاربنا مع المجلس الأعلى تؤكد مدى التجاوب والتفاعل والفاعلية فى كافة المواقف والقرارات.
الأكثر من ذلك. فإنه خلال المناقشات المشحونة.. كان أعضاء المجلس الأعلى يمتصون غضب وحماس الشباب بهدوء وحِكمة وحِنكة.. ويروون لنا تجاربهم خلال الحروب والثورة.. بل إن الحوار معهم كان يمتد إلى نحو خمس ساعات.. وكانت نتائج الحوار مثمرة وفورية، لذا فنحن مطمئنون للمستقبل.. وفى ظل هذه الإدارة الانتقالية للمجلس العسكرى سوف ننتقل بمشيئة الله إلى الديمقرطية، بمعنى آخر.. فإن المجلس العسكرى سوف ينقل بلادنا إلى نظام مستقر يلتزم بمبادئ الديمقراطية.
وإذا لم تلتزم الإدارة القادمة بهذه الأسس سوف «نشيلها» ونأتى بأفضل منها.. وهكذا سوف يتم التغيير حتى نستقر على النظام الأفضل والأنسب لمصر.. كما أن تواجد الجيش فى الشارع لن يستمر لفترة طويلة لأنه يمثل عبئاً على البلد..
** كيف ترون ثورات المنطقة العربية؟
* لقد اتصلنا بثوار سوريا الذين طلبوا الاستعانة بخبرات الثورة المصرية.. كما استقبلنا وفوداً من ليبيا وتونس هنا فى القاهرة.
** من هو مرشحكم للرئاسة؟
* لا يهم عندنا من هو المرشح.. ولكن الأهم برنامجه، وبعد أن يعلن المرشحون برامجهم.. سوف نقوم باختيار الأنسب والأكثر توافقاً مع آرائنا وسياستنا.
** ماذا دار خلال اللقاء مع السناتور الأمريكى جون مكين؟
* كان لنا مطلب واحد: إذا كنتم تريدون مساعدتنا.. ارفعوا أيديكم عن إسرائيل لأن دعمها بشكل مستمر أمر مستفز ويثير الجماهير المصرية والعربية.
** هذا مطلب شبه مستحيل لأن إسرائيل تمثل التزاماً سياسياً واستراتيجياً.. بل وأيديولوجياً على مدى عقود.
* فليتحملوا النتائج.. ولا يشتكوا.
** كيف ينظرون إلى مصر؟
* بارتياب!!
** بارتياب!.
* نعم.. فهذا العملاق الذى استيقظ.. ماذا سيفعل عندما ينهض ويقف على قدميه.. ماذا سيفعل معنا عندما ينطلق، بمعنى آخر.. فإن العالم بأسره يتابع الثورة المصرية بدقة متناهية، فما حدث كان مذهلاً ومفاجئاً.. حتى بالنسبة لى.. فما زالت مفاجأة الثورة تحاصرنى.. وتداهمنى! لقد اشتغلت بالعمل السياسى على مدى سنوات.. قبل وأثناء وبعد الثورة.. وما شاهدته خلال الاستفتاء وعملية التصويت فاق أحلامى، وقد تابعت التجربة الانتخابية فى الولايات المتحدة.. ولم ألحظ أى فارق بين ما جرى عندنا يوم الاستفتاء.. وما يحدث فى أمريكا.. فدخول اللجنة والتصويت وكل شىء تم بسهولة فائقة.
** إذاً فأنتم متفائلون؟..
* جداً.. جداً.. خاصة لأن الشعب قال نعم.
** لماذا؟!
* لأننا نلاحظ وجود مصالح متضاربة لجماعات سياسية مختلفة.. تقول ما تشاء عبر الإعلام للتأثير على عقول الناس نحو اتجاهات معينة، ومن الطبيعى أن السياسة مصالح، ولكننى كنت أبحث عن مدى تأثير التليفزيون والإعلام على القواعد الجماهيرية.. فنسبة تأثير الإعلام نحو اتجاه معين لم تكن مخيفة.. سواء فى الاستفتاء أو الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.. فأغلب الحملات الدعائية كانت تدعو لرفض التعديلات.
بناء مصر
وخلال لقائنا بشباب الثورة.. جاءت مكاملة هاتفية من المجلس العسكرى الأعلى لأحد الشباب: ما هى خطتكم لبناء مصر فى المرحلة القادمة.. بعد الاستفتاء.. قال الشباب: إن المجلس العسكرى قام بمهمة كبيرة حتى الآن.. فقد أرسى قواعد الديمقراطية والحرية.. وهناك أمور أخرى نحتاج إلى استكمالها.. ومنها قانون الأحزاب.. والأهم من ذلك حاجة الناس للإحساس بالأمن والأمان إضافة إلى رفع الحد الأدنى للأجور.. ونحن نطرح على المجلس العسكرى رؤيتنا لمستقبل مصر وآليات محددة لتحقيقها، لقد اقترحنا موضوع تفعيل دور اللجان الشعبية مع جهاز الشرطة وإتاحة الفرصة لطلاب الحقوق للالتحاق بالشرطة وإجراء مصالحة شعبية مع هذا الجهاز.
أيضاً طرحنا على القوات المسلحة موضوع الأمن الغذائى وارتفاع أسعار السلع، حيث بدأنا فعلاً اتصالات برجال الأعمال المصريين المقيمين فى الخارج لتوريد السلع الغذائية لمصر، هؤلاء أبدوا استعدادهم وحرصهم الشديد على المساهمة فى هذا المشروع، ولكنهم يتطلعون إلى آلية لتنفيذه، وللعلم فقد أنشأنا فروعاً لاتحاد شباب الثورة خارج مصر فى لندن وباريس وقطر والسعودية وإيطاليا، ويمثلنا فيها الذين تظاهروا خلال الثورة دعما لنا، ثم انضموا إلى الاتحاد عبر الإنترنت.
** نعتقد أن قضية الأمن الغذائى مسألة حيوية.. فأحد الأسباب الأساسية التى دفعت الشعب للموافقة على التعديلات الدستورية هى لقمة العيش.. فكيف تساهمون فى هذه المشكلة الحيوية؟
* أولاً من خلال دعم القمح.. فهناك مصريون بالخارج مستعدون لتوريد القمح بأقل من الأسعار العالمية حنى لو خسروا مائة دولار فى الطن على سبيل المثال.
** هل لديهم استعداد لتحمل الخسارة؟
* لقد خسرنا مئات الشهداء.. وهم لديهم استعداد للتضحية المادية، ولكنهم ينتظرون إنشاء آلية محددة لتوريد القمح والمواد الغذائية الأخرى. أيضاً سوف نطرح على المجلس العسكرى وضع حد أقصى للأجور لا يتجاوز 30 ألف جنيه لأعلى دخل فى الدولة.. وما يزيد عن ذلك يتم توجيهه للخدمات والمشروعات الوطنية الكبرى.
** قابلتم وزيرى الداخلية السابق والحالى.. فما هو الفارق بينهما؟
* بصراحة كلاهما رجل محترم.. واستمعا إلى وجهة نظرنا وتجاوبا معها بسرعة.. قلنا للوزير الحالى منصور العيسوى: نحن نطالبكم بالاعتذار للشعب المصرى أولاً.. فكان مانشيت الأهرام فى اليوم التالى هو اعتذار الداخلية للشعب.. رغم أن لقاءنا به تم فى الرابعة مساء اليوم السابق.. وطلبنا من وزير الداخلية السابق إعلان إجراءات الاستفتاء والانتخابات.. فأدلى بحديث مطول أكد فيه عدم التزوير وأن التصويت ببطاقة الرقم القومى فقط.
** ولكننا نعتقد أن الداخلية بحاجة إلى تغيير أعمق فى الممارسات والفكر والآليات؟
* طبعا.. ولكن هذا يتطلب وقتا، ولعلك تتذكر أن المصالحة بين الشرطة والشعب فى تشيكوسلوفاكيا تمت بعد 20 عاما ولكننا لن نستغرق وقتا طويلاً. فنحن بطبعنا كمصريين طيبون وننسى بسرعة.. حتى أنك تشاهد مدى التقارب بين الشرطة والشعب فى الشوارع والميادين.. وهم فى البداية والنهاية أبناؤنا وإخواننا وآباؤنا. إنهم جزء من نسيج المجتمع والمحاكمة العادلة للقيادات التى أخطأت فى حق شباب الثورة والشعب هى المدخل الحقيقى للمصالحة بين الطرفين.
الانتشار فى المحافظات
يضيف أحد الشباب: لقد قابلت خبيراً كندياً حكى لى أنه صوت ثمانى مرات للمرشح الذى يؤيده، وقد قال لى إن هذه الأرقام الصغيرة وغير مؤثرة حتى لو بلغت 1%.
** إنه خبير فى التزوير!
* المشكلة تكمن فيمن يفتح الصندوق ويضع فيه – مثلاً – 50 ألف صوت. هذه هى المصيبة، أما من يضع 4 أصوات فليست مشكلة. وقال شاب آخر: إننا نريد الاعتماد على الشبكة كنظام تكنولوجى توفيراً للوقت. وأضاف زميل له: الانتخابات الحرة هى إرادة سياسية فى المقام الأول.. فإذا أراد الحاكم إجراء انتخابات نزيهة فسوف تتم.. وهذا ما حدث مع المجلس العسكرى.. مع العلم أن الاستفتاء الأخير جرى وفقاً للقانون القديم.. بكل عيوبه وسلبياته.
** بمعنى آخر.. هل تقبلون الوضع الحالى لعملية الانتخابات؟
* إنه فوق أحلامنا!
هنا تدخل أحد شباب الاتحاد: رغم رفضنا للتعديلات وانتظارنا إعلاناً دستورياً.. فإننا نتقبل نتيجة الاستفتاء دون مشاكل على الإطلاق، بالعكس فإن هذه النتيجة حفّزتنا لتنشيط أدائنا السياسى.
** هل لديكم قواعد جماهيرية فى المحافظات؟
* حوالى 50 ألفاً فى 12 محافظة، وهناك بروتوكول تعاون مع ناشطين آخرين للوصول إلى 12 محافظة أخرى خلال أسبوعين.. وسوف نغطى مصر كلها قبل الانتخابات البرلمانية القادمة.
** أعتقد أنكم يجب أن تنتهوا من هذا التنظيم قبل الانتخابات بوقت كاف حتى تتمكنوا من خوض الانتخابات البرلمانية على أسس قوية.
* يجب أن تدرك أننا قوى ناشئة مازالت تبنى قواعدها فى المحافظات.. بمعنى آخر.. فإننا بحاجة إلى كوادر يمكن الاعتماد عليها.. ولديها مؤهلات سياسية وعلمية، فنحن نركز على الكيف.. لا الكم، نريد كادراً واحداً يستطيع استقطاب ألف عضو للاتحاد، و50 ألفا يمكن أن يستقطبوا 50 مليوناً بعد التأهيل والتدريب.
** ولماذا لم تحققوا هذا العدد فى الاستفتاء الأخير؟!
* مازلنا فى بداية الطريق.. وسوف نصل إلى أهدافنا تدريجياً، وعلى سبيل المثال لدينا خمسة مراكز فى البحيرة تريد الانضمام للاتحاد بآلاف الأعضاء.
توظيف 3 ملايين
** هل لديكم مشاريع أخرى؟
* لدينا برامج تنمية الوعى السياسى.. إضافة إلى اتفاق مع المركز الإعلامى للأمم المتحدة لإصدار كتيبات توعوية.. حتى يستطيع المواطن البسيط فهم ماهية الدستور والعملية السياسية، وكيفية الممارسة الانتخابية، إضافة إلى مشاريع لتشغيل الشباب.. ولكننا لن نبدأها قبل إصدار التشريعات والقوانين الجديدة ومنها مشروع لتشغيل نحو نصف مليون شاب.. مثل مشروع تدوير القمامة بطريقة جديدة، ولو انطلقت هذه المشاريع على أسس سلمية بمساندة الدولة.. يمكنها استيعاب نحو ثلاثة ملايين شاب. بمعنى آخر.. لو تم تنفيذ هذه المشاريع «المدروسة اقتصادياً» يمكنها القضاء على البطالة فى مصر.
** أليست هذه أحلاماً؟
*ليست أحلاما بل مشاريع لها دراسات جدوى.. وصدرت لها موافقات رسمية.. ولكن الحكومة السابقة الفاسدة رفضت بعضها لأنها كانت تريد سرقتها، واستولت على بعضها ولم تستطع إدارتها.. ثم عادت إلينا ولكننا رفضنا ذلك، يجب أن يدرك الناس أننا ننفق على الاتحاد من مالنا الخاص.
** أنتم تحتاجون إلى عضوية واشتراكات ومقار تساعدكم على تحقيق أهدافكم.
* هذا ما نقوم به الآن.
** هل أنتم مهيأون للعمل كحزب سياسى؟
* لسناً حزباً سياسياً.. بل اتحاد يضم نحو 25 كياناً شبابياً من الأحزاب والنقابات إضافة إلى حركات احتجاجية نشأت قبل وبعد 25 يناير، وهناك أيضاً حزب الوسط الذى يعمل بصفة رسمية وحزب الفضيلة (تحت التأسيس). فنحن لسنا حزباً.. بل ن كاتحاد هدفه إيصال صوته للبرلمان من خلال ممثلى مختلف الأحزاب والقوى السياسية.
** ما هو جوهر ثورة 25 يناير؟
*إنها ثورة سلمية.. هذه هى القيمة الأسمى لهذه الثورة، ولو تخلينا عن سلميتها فسوف نفاجأ باشتعال البلد بالتطرف والإرهاب، لذا فإن أهم النتائج هى الاستمرار فى هذا الطريق السلمى.. بداية من إقرار التعديلات الدستورية..
**هل عملكم كاتحاد أفضل أم كحزب؟
*لسنا حزباً ولكننا نعمل كصوت للشباب.. فقد بدأنا النشاط فى المحافظات ونسأل الجماهير فى مختلف المحافظات: من هم المرشحون المفضلون لديكم لدخول البرلمان؟ فالناس تختار المرشحين ونحن ندعم هؤلاء المرشحين المفضلين لدى دوائرهم وليس لدى حزب معين، فنحن نتحدث عن أهم انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر، كما أننا نساعد الجماهير على اختيار البرنامج الأفضل، ونحن نتوقع ظهور مرشحين جدد رفضوا دخول المعترك السياسى بسبب فساد النظام السابق.
** إذا أنتم تضعون الأساس الصحيح لمرحلة جديد تماماً فى تاريخ مصر.. وهذا يتطلب تشجيع العناصر الجيدة على كل المستويات.
* هذا هو هدفنا الأساسى بالنسبة للانتخابات المحلية والبرلمانية، أما الرئاسية فسوف تدرس برامج المرشحين – عبر استفتاء داخل الاتحاد – ثم نقرر ما هو البرنامج الأفضل والضمانات الأنسب لتحقيقه.
تحرك الكتلة الصامتة
** هل تعتقدون أن أعظم إنجازات ثورة 25 يناير هو نجاحها فى إخراج الكتلة الصامتة لأول مرة فى تاريخ مصر بهذه الكثافة وبقناعة تامة وبلا ضغوط؟
* الشعب المصرى يؤكد أنه شعب عملاق وأن مصر دولة عظمى بهذا الشعب.. لقد جرى الاستفتاء بمنتهى الهدوء والنظام والانضباط.. حتى أن أحدا لم يفكر فى الخروج عن الطابور.
**إنه ألذ وأجمل طابور فى تاريخ مصر!
*لقد اكتشفنا بعض الأصدقاء من خلال طابور الاستفتاء بل أن هذه الروح الجميلة جعلتنا نعتقد إننا أصدقاء منذ سنوات.. وليس خلال ساعات! هذه الروح نفسها كانت موجودة فى ميدان التحرير واستمرت فى الميدان حتى يوم تنحى الرئيس السابق. هذه هى طبيعة الشعب المصرى الودود المتلاحم المتآلف. وهذه من أهم سمات الشخصية المصرية.. خلافا لأية دولة أخرى.
**هل يمكن القول أن الاستفتاء أعاد هذه الروح الجميلة للشعب المصرى؟
*هذه الروح كانت موجودة قبل الاستفتاء وبدءا من 25 يناير.. لقد فوجئت بالشباب الذين كنت أقول عنهم أنهم ممسوخون.. ولكننى شعرت بندم شديد يوم انطلاقة الثورة.. فرغم صغر سنهم إلا أنهم كانوا قمة فى الاحترام والتحضر والتجاوب مع الخطاب الصادق. هذه الروح كانت مكنونة بداخلنا.. مثل الذهب الذى علاة التكلس والتراب.. فجاءت الثورة لتصقله ويزداد لمعانا حتى أن أبهر العالم بأسره. هذه الروح مازالت قائمة وندعو الله أن تستمر معنا.
** هل تخشون عدم استمرارها؟
* يجب أن ندرك أن هذه أول ثورة عفوية مصرية خرجت من قلوب الناس بدون قائد فى تاريخ مصر كله. حتى ثورة 1919 اندلعت من أجل إعادة سعد زغلول من المنفى.
** هل يكن القول أن ثورة 25 يناير أعادت مصر كلها من المنفى؟
*هذا حقيقى.. وحمدالله على سلامتنا جميعا.. فقد كنا منفيين داخل بلادنا.
** هل يصلح أسلوب الاستفتاء الأخير مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة؟
*أعتقد أن ذيول الفساد السابق سوف يعيدون تنظيم صفوفهم لأنهم شاهدوا سهولة عملية التصويت أكثر من مرة فى ذات اليوم.
**هل يعنى ذلك أنكم تريدون تصويت كل مواطن فى دائرته فقط؟
*نعم.. فهذا واجب خاصة أن هذا يوم إجازة.
وتساءل شاب آخر: أيهما الأفضل: سهولة التزوير أم امتناع البعض؟ نحن بحاجة إلى البحث عن آلية تنفيذ الفكرة بصورة أدق. فقد تضايقت جدا عندما دخلت اللجنة. وشاهدت الدفتر القديم لتسجيل الأسماء. لماذا لا يوجد نظام كمبيوتر لتنظيم عملية التصويت. هذا «السيستم» موجود حتى فى السوبر ماركت.. وهدف النظام منع تكرار التصويت فى أكثر من لجنة.
**هل يمكن تجهيز هذا النظام الإليكترونى قبل الانتخابات القادمة؟
* إنه جاهز بالفعل من خلال السجل المدنى وبطاقة الرقم القومى. فهناك أجهزة مسح بالليزر لتصوير هذه البطاقة وتسجيلها على الكمبيوتر بحيث يستحيل تكرار التصويت فى أى لجنة أخرى بنفس البطاقة. وللعلم فإن تصوير البطاقة بالليزر يشمل كل شىء حتى التاريخ والوقت. بالثانية. وهى عملية غير مكلفة وللعلم هذا النظام الإلكترونى موجود بالفعل لدى السجل المدنى بوزارة الداخلية.. وهو يشمل معلومات كافة المواطنين منذ عام 1900 ميلادية.
** اقترح عليكم بلورة اقتراح متكامل فى هذا الخصوص وتقديمه لوزير الداخلية.
*لقد ناقشنا هذا الموضوع مع المجلس العسكرى ووزيرى الداخلية السابق والحالى.. وطالبنا بأن تجرى الانتخابات على قاعدة بيانات الرقم القومى. وللعلم فإن التجربة الدولية للانتخابات الإليكترونية أثبتت صعوبة تأمينها.. حيث يحدث إختراق للشبكات وتلاعب من أطراف كثيرة. بل إن الولايات المتحدة الأكثر تقدما إليكترونيا وتكنولوجيا مازالت تعمل حتى اليوم بالبطاقة. ولكن الأهم فى هذه العملية هى الإرادة والرغبة فى المشاركة بالعملية الانتخابية.. هذا هو الأهم.
الثورة لن تتراجع
**هل يمكن القول بأن الثورة يمكن أن تتراخى أو تتراجع؟
*لا أعتقد أن الثورة يمكن أن تصاب بالتراخى أو التراجع.. فالشعب المصرى يحظى بوعى كبير.. ولا يمكن أن يحدث ذلك قبل خمس سنوات عندما تقوم مؤسسات الدولة على أساس الدستور الجديد.. وينشأ استقرار كامل للنظام السياسى، ففى الماضى كان يتم إنجاز طلب واحد أو ورقة واحدة خلال أيام وربما أسابيع.. ولكن الوضع مختلف الآن.. فلن يسكت أحد عن المطالبة بحقه، ولم يعد أحد يقبل أن يدفع رشوة لموظف.
** هل معنى هذا أن الرشوة قد انتهت؟
*لا.. لم تنته.. ولكننا على سبيل المثال فى كليتنا قررنا بالإجماع عدم إعطاء رشوة لأى موظف، لقد تحقق هذا بنسبة لا تقل عن 90%.
**هنا يجب أن نتذكر مسئولية المواطن نفسه فى منع مثل هذه الممارسات..
*نعم.. كل شىء يتوقف على الرقابة والمؤسسات الرقابية، ويجب أن ندرك أن هناك جيلاً كاملاً يخرج من تحت الطين.
وهنا يتدخل ثائر آخر.. قائلاً: يجب أن نعلم أن الهدوء الذى نلاحظه هو هدوء البناء.. من أجل بناء مصر على أسس جديدة.. وعلى قدر وهج الثورة وتأثيرها فى نفوس البشر.. من الصعب أن يزول هذا التأثير الإيجابى بسرعة.
**فى ظل الثورة العظيمة ومبادئها السامية.. كنا نلاحظ ممارسات سلوكية خاطئة.. مثل الاعتداء على الأراضى الزراعية ومخالفات المبانى وإلقاء القمامة.. وحتى مخالفات المرور.. كل هذه الممارسات كانت تتعارض مع فكر الثورة.. وكان من المفروض أن يحدث العكس.. لماذا؟
* بالنسبة للمرور فقد كان أفضل مع غياب رجال المرور.. هذا رأيناه بأعيننا، أما مخالفات المبانى فنشأت نتيجة فساد النظام السابق، كما أن الناس التى ظلت تمارس هذه المخالفات على مدى عشرات السنين لم تستطع استيعاب فكر المرحلة الجديدة والتعود عليه، أعتقد أن التوعية الجماهيرية والإعلامية لها دور مهم فى هذا المجال، بمعنى آخر.. فإن المخالفين أيام النظام السابق هم أنفسهم الذين ارتكبوا هذه المخالفات مؤخراً، وهم يسارعون بهذه الأفعال لأنهم يعلمون أنه سوف تصدر قوانين رادعة لن تمكنهم من الاستمرار فى هذه السلوكيات المرفوضة، وقد شاهدنا عشرات الأبراج فى الإسكندرية تضيف طوابق مخالفة، وبمرور الوقت سوف تختفى كل هذه التجاوزات، وبعدما قامت به القوات المسلحة من إزالة المخالفات.. بدأت الأمور تهدأ أو قلت المخالفات إلى حد كبير، كما أن توزيع الأراضى على خريجى الزراعة والبيطريين سوف يسهم فى حل مشاكلنا الغذائية ويشجع الشباب على دخول هذه الكليات التى كادت تكون مهجورة. ونحن نتطلع فعلاً لإنجاز مشروع العالم الكبير د. فاروق الباز «الوادى الموازى» للتنمية، هذا المشروع سوف يمثل نقلة كبرى فى تاريخ مصر.. وسوف يحل كل أغلب مشاكلنا.. بما فيها العنوسة التى تعود فى الأساس إلى عدم وجود عمل وسكن مناسبين.
**ولكن يجب أن ندرك أن «وادى التنمية» يحتاج إلى مياه ضخمة.. ونحن مقبلون على ما يشبه حرب المياه؟
* نحن نعلم أن إسرائيل لها دور فى هذه الأزمة، ولكننا نحظى بمياه جوفية ضخمة تكفينا لمدة عشرين عاماً على الأقل، يجب أن نتذكر أن الساحل الشمالى كان مزرعة كبرى للقمح الذى كان يكفى مصر.. بل يزيد عن حاجتها.. كما أن دراسة التاريخ الجيولوجى للصحراء الغربية يقول لنا إن البحر المتوسط كان يصل إلى قلبها فى الأزمان السحيقة، وكان أحد العلماء المصريين قد اقترح مد مواسير من السد العالى عبر الصحراء لتغذية وادى التنمية.
وهنا يتدخل أحد الشباب (مهندس بترول) قائلاً: من خلال عملى فى الصحراء الغربية للتنقيب عن البترول كنا نكتشف كميات كبيرة من المياه الجوفية.. ولكننا لم نكن نركز عليها كثيراً، وهى مياه عذبة ونقية جداً، علماً بأن إنتاج الفدان فى توشكى يعادل أربعة أضعاف الوادى القديم!
** لقد زرت توشكى مرتين.. وشاهدت العنب الذى يتم تصديره بثمانية دولارات للكيلو الواحد!!
*يجب أن نعطى هذه الأراضى للشباب ليقوموا بزراعتها وتصديرها ويعود الخير عليهم وعلى مصر كلها، ولعل من أبرز إنجازات الثورة هو التركيز على الجانب العلمى والدراسات العلمية بشكل أكبر.. بمشاركة كبار علمائنا (د. فاروق الباز ود. أحمد زويل).
اتحاد عربى
** نحن نسعى لتصحيح مسار مصر بشكل عام..
*صحيح.. ففى الماضى كنا نركز على العادات والتقاليد.. إلخ.. ولكننا نلاحظ اهتماماً واضحاً بالعلم حالياً لحل كل المشكلات.
** أعلم أن الكثير من المسئولين الأجانب سعوا إلى لقائكم.. فما هى أبرز محاور هذه اللقاءات؟
* كلهم مقتنعون برؤية الشباب.. ويتطلعون لاستمرارية هذه الروح وهذه الأفكار.. وقالوا إنهم مستعدون لمساعدتنا.. تكنولوجياً فقط.. بشرط أن تنشأ عملية ديمقراطية حقيقية فى مصر.. وزارنا وفد تشيكى وعرض لنا تجربة الثورة هناك قبل نحو 20 عاما.. وأوضح أخطاء تلك الثورة والاستعداد لتوفير الدعم والتدريب.. ولكن بعد إنهاء الإجراءات القانونية لتسجيل «اتحاد شباب الثورة» بصفة رسمية، وقد تكرر نفس الموقف مع منظمة الأمم المتحدة التى أبدت استعدادها للتعاون معنا إعلامياً وتدريبياً.
وللعلم فإن الاتحاد يضم نحو 50 جمعية أهلية مسجلة رسمياً.. إضافة إلى ممثلى الأحزاب والحركات السياسية الأخرى، وهناك احتمال كبير أن يتم تسجيل الاتحاد داخل جامعة الدول العربية.. ومن المتوقع أن نتلقى الرد خلال أيام لنبدأ نشاطنا بشكل «رسمى».. بعد أن انطلق فعلاً يوم 25 يناير فى ميدان التحرير.
** هذا يمكن أن يفتح لكم المجال للعمل فى المنطقة العربية..
*صحيح.. وقد بدأنا بالفعل النشاط فى هذا الاتجاه.
** هل يصبح «اتحاداً للثورات العربية»؟
* ليس للثورات فقط.. فنحن نتبادل مع الشباب العربى الآراء والأفكار والخبرات، لقد بدأنا اتصالات مع شباب تونس والمغرب والسعودية، ونحن نخطط لعقد مؤتمر للشباب العربى فى القاهرة، كما أننا بدأنا اتصالات بالاتحاد الأوروبى الذى سينظم زيارة لمجموعة من شباب الثورة إلى بروكسل.. قريباً. أيضاً نحن نخطط لمشروع كبير للترويج السياحى لمصر فى مختلف أنحاء العالم بالتعاون مع وزارات السياحة والخارجية والثقافة.. على متن طائرة لمصر للطيران.. بهدف الجذب السياحى، إضافة إلى طرح أفكار ومبادئ الثورة المصرية وتعزيز التعاون مع مصر فى مختلف المجالات. هذا المشروع يمكن أن يمثل نقلة سياحية كبرى لمصر خلال عام واحد فقط، ونحن نناشد كل الجهات والهيئات الخاصة والعامة للمشاركة فى هذا المشروع.. لخير مصر وأبنائها.
اندماج الأحزاب
وتوقع الشباب أن يتعدى عدد أعضاء الاتحاد خمسة ملايين عضو بنهاية هذا العام، واعترفوا بأن هناك تنافساً بين «اتحاد شباب الثورة» و»ائتلاف شباب الثورة» الذى بدأ نشاطه بصورة أسرع فى الجامعات ولديه إمكانات مادية أفضل، مشيرين إلى أن «الائتلاف» يسانده الإخوان والأحزاب القديمة بكل طاقاتها البشرية والمادية والتنظيمية.
وهنا تدخلت الناشطة إحسان يحيى منسق العلاقات الخارجية بالاتحاد قائلة: أن ائتلاف شباب الثورة ليس كياناً دائماً.. كما قال أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أبريل وعضو الائتلاف.. وأضاف: أن الائتلاف ليس سوى جهة تفاوضية مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. ولا يصلح أن يستمر نظراً لتركيبته رغم أن الائتلاف يتفق فى نهاية المطاف على مختلف القضايا بقرار موحد، أى أن الائتلاف لن يستمر بينما يقوم الاتحاد بإجراءات فعلية ورسمية لتسجيله واستمراره ككيان دائم بمشيئة الله، وإذا كانت الأحزاب والحركات التى يتشكل منها الائتلاف تقوم بأنشطة مستقلة.. فإن العكس يتم داخل الاتحاد الذى يقوم بأنشطة جماعية ومشتركة.
وحول ضمانات العملية الانتخابية.. يقول أحد الشباب: إن أفضل ضمانة هى الارتقاء بالوعى السياسى للمواطنين.. حيث أن لدينا مالا يقل عن 50% لا يحظون بهذه السمة، وقد أتاحت لنا تجربة الاستفتاء الأخير فرصة لتنمية وتطوير هذا الوعى، إضافة إلى تحديد معايير ومواصفات معينة فى كل مرشح.. سواء للبرلمان أو الرئاسة أو المجالس المحلية.
وحول رؤيتهم لاحتمالات تجميد أو حل الحزب الوطنى.. فاجأنا الشباب بوجهة نظرهم القائلة: نحن نتمنى ذلك.. ولكن للأسف لا نتوقع حدوثه، إضافة إلى ذلك فإن الإجراءات القضائية سوف تطول وربما تتجاوز الانتخابات.. إضافة إلى ذلك فنحن نعلم أن الحزب يعيد تنظيم هياكله وصفوفه، ولو خاض الحزب الوطنى الانتخابات البرلمانية القادمة فلن ينجح منه سوى عضوين أو ثلاثة أعضاء على أكثر تقدير.. وهم يمثلون العائلات والعصبيات الكبيرة، ويجب أن نشير إلى أن الحزب الوطنى لم يكن كله فاشلاً.. فهناك أعضاء قلائل جيدون.
ويرى شاب آخر أن الحزب الوطنى لم يعد يخيف أحداً.. بل نعتقد أنه سوف يكون مرفوضاً تماماً من الشارع المصرى، والديمقراطية تعنى إتاحة الفرصة لجميع الأحزاب.. بما فيها الحزب الوطنى، ونحن نرفض سياسة الإقصاء لأى طرف أو حزب أو قوة سياسية على أرض مصر، وبشكل عام فإن الحزب الوطنى لن يكون له أى تأثير فى الحياة السياسية المستقبلية.
طالب الشباب أيضاً بأن يقدم جميع المرشحين لكافة المجالس والرئاسة إقراراً بذمتهم المالية داخل وخارج مصر.. حتى يمكن محاسبتهم قبل وبعد إنهاء المهمة الرسمية أو البرلمانية، هذا الإجراء سوف يلزم أى مسئول أو برلمانى بمحاسبة نفسه قبل أن تحاسبه الأجهزة المسئولة.
ويرى شباب الاتحاد أن العدد الكبير للأحزاب التى نشأت بعد الثورة ومن خلالها (أكثر من 30 حزباً) ليس ظاهرة صحية.. وأضافوا: لو نظرنا للولايات المتحدة – على سبيل المثال – سوف نلاحظ وجود حزبين أساسيين فقط. ونحن نرى أن هذه الأحزاب يجب أن تتلاقى وتتجمع فى 3 أو 4 أحزاب بدلاً من هذا العدد الضخم الذى يفتت قوتهم ويقلل نفوذهم السياسى والانتخابى. وقد اقترح الاتحاد على هذه الأحزاب تجميعها فى ثلاثة أحزاب تمثل تيارات سياسية رئيسية (يمين – يسار – وسط ) وقالوا: نقوم فعلاً بانتقاء الأحزاب الشبابية الأنشط حالياً لتجميع أحزاب الشباب فى إطارها، ولكن احتمالات نجاح هذه الفكرة لا يتجاوز 25%! وهذه الأحزاب تعتقد أنها تستمد جانباً من قوتها من خلال «الائتلاف» أو «الاتحاد»، وهناك حزب الوسط الذى يضم مسيحيين فيه.
وحول شكل المعركة القادمة.. بين الأحزاب الشبابية والقوى السياسية القديمة.. يقول الشباب: لو اندمجت هذه الأحزاب الشبابية فى حزبين أو ثلاثة وتعاونت معاً.. فنحن على ثقة فى أنهم سوف يكتسحون الانتخابات.. بما فى ذلك الإخوان، علماً بأن لدينا فى الاتحاد أعضاء من الإخوان، ولا يمكن القياس على نتيجة الاستفتاء نظراً للسرعة التى تم بها (أيام قلائل) فهى لم تعط الناس فرصة كافية لفهم جوهر التعديلات واتخاذ موقف دقيق، ونحن ندرك أننا فى حرب.. ويمكنهم أن نخسر معركة.. ونفوز فى أخرى.. ونتعادل فى ثالثة.. ولكن المهم أن نفوز بدستور جديد فى نهاية المطاف، ونحن نفكر فى برلمان يحقق مطالبنا من رعاية صحية وتعليم جيد، ونتوقع أن نحقق أهداف الاتحاد خلال عام على أقل تقدير.. خاصة أننا نمتلك الإرادة والهمة والعزيمة التى تمكننا من ذلك!
العودة إلى التحرير
** سألتهم: لو لم تتحقق هذه الأهداف.. أو حدث نوع من التراخى.. هل أنتم مستعدون للعودة إلى ميدان التحرير؟
* قالوا: مستعدون للعودة إلى التحرير فى حالة عودة الممارسات السابقة.. وإذا لم تلغ حالة الطوارئ.. وإذا لم تتم العملية الانتخابية بأسلوب نزيه وشفاف.. مستعدون للعودة إلى التحرير لو عاد مبارك للحكم.
** ليس مبارك كشخص.. ولكن كنموذج فى الحكم؟
* لو تم تفعيل القانون بصورة دقيقة لن يعود أحد إلى التحرير.. عندما نمارس حقنا السياسى من خلال القنوات المفتوحة.. وعندما يتم تفعيل إرادة المواطن لن يعود أحد إلى التحرير.. إلا لكى يستقل السيارة أو المترو! وحتى نضمن تحقيق أهداف الثورة يقوم الاتحاد حالياً بتشكيل «لجنة رقابية» لكل الأنشطة والمؤسسات المصرية. هذه اللجنة الرئيسية سوف يكون لها فروع فى المحافظات المصرية.. سوف نراقب كل شىء.. بدءاً رغيف العيش وحتى رئيس الجمهورية، ويجب أن ندرك أن من أعظم إنجازات الثورة هو أنها أعادت لنا حبنا لبلدنا وهويتنا كمصريين، أعادت لنا مفهوم المواطنة على أرض الواقع.. فى ميدان التحرير، وفى كل مكان.. حتى أطفيح عندما ثارت مشكلة الكنيسة.. قام المسلمون والمسيحيون بكتابة لافتات (عاش الهلال مع الصليب).. ويجب أن ندرك أن تجربة الاستفتاء صفعة فى وجه كل من أحمد نظيف وعمر سليمان لأنهما قالا إن مصر لم تكن مهيأة للديمقراطية، لقد شارك المصريون فى الاستفتاء بمنتهى الحماس والسعادة، بمعنى آخر.. فإن عودة ثقة المواطن فى النظام والحكومة من أهم إنجازات الثورة.. بل إن الناس تشعر أنها هى التى جاءت بهذه الحكومة التى أدارت العملية الانتخابية بنزاهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.