ما هو مغزى دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين وهل من بين مهامه فض الاعتصام والمظاهرات أم قطع الطريق أمام التدخلات الإيرانية التى تحرض الشيعية على القيام باحتجاجات صدامية مع أنظمة دول الخليج. وما مستقبل الحوار بين الحكومة والمعارضة البحرينية؟ وهل ستخمد دول مجلس التعاون الخليجى موجة الثورات التى تنتقل بين العواصم العربية؟ تسود حالة من المخاوف والهواجس لدى المعارضة البحرينية بعد دخول قوات درع الجزيرة الخليجى بطلب من الحكومة للمساعدة فى استتباب الأمن إثر الاحتجاجات التى دامت أسابيع وقد انتقدت المعارضة استدعاء هذه القوات واعتبرتها تهديدا للأمن وقراراً خاطئاً، فيما ترى بعض القوى السياسية بالبحرين أن التبريرات المقدمة للإتيان بالقوات التابعة لدرع الجزيرة غير مقبولة متسائلين: هل هناك حرب بين البحرين وأطراف خارجية حتى تأتى هذه القوات؟ فيما تؤكد دول الخليج مستندة إلى تقارير خطيرة بأن إيران تحاول تصدير الثورات إلى دول الخليج من خلال الدفع بالشيعة فى البحرين والسعودية وغيرها من دول الخليج لإشاعة الفوضى ومن ثم الدعوة إلى تغيير الأنظمة مستغلة الثورات التى تحدث فى عدد من الدول العربية. وتفيد المعلومات أن البحرين والسعودية والكويت اتخذوا خطوات عملية تتجاوب مع مطالب شعوبهم فيما يتعلق بالإصلاح وتحسين الأحوال المعيشية والبطالة ومن ثم لا داع لإثارة الشغب فى هذه الدول، التى بدأت فى دعم نهج جديد على طريق الإصلاح السياسى، وكان مجلس الوزراء السعودى قد أكد رفض دول المجلس وشعوبه أى محاولات للتدخل الأجنبى مع التهديد للتعامل مع هذا التدخل بحزم وإصرار وكذلك رفض نشر النعرات الطائفية أو بث الفرقة بين أبناء المجلس ودوله ومنع تهديد أمنه ومصالحه واعتبر مجلس التعاون الخليجى أى إضرار بأمن دولة من دوله يعد إضرارا بالغا بالجميع. يذكر أن البحرين تعانى من اضطرابات واحتجاجات واعتصامات منذ أسابيع وقد وصلت اليوم إلى حالة العصيان المدنى، حيث توقفت المدارس والمصانع والشركات فيما تسود حالة من التوتر الأمنى والطائفى فى المملكة وهو ما دعا لتدخل قوات درع الجزيرة حيث دخل للبحرين أكثر من ألف عسكرى سعودى فيما أرسلت دولة الإمارات نحو «500» شرطى للمساعدة فى حفظ الأمن. وكانت البحرين قد أعلنت أن الدعم الخليجى يأتى وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية مشيرة إلى أن قوات درع الجزيرة لا تستهدف المعارضة التى تعتبر جزءاً من الشعب ودعاها للحوار وفض الاعتصام. لكن إيران دافعت عن تدخلها وحذرت من دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين وقالت على لسان وزير خارجيتها على أكبر صالحى إن الهدف من قوات درع الخليج إبادة الشيعة فى البحرين إلا أنه عاد ليتوقع من حكومة البحرين التعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب. وتأتى مخاوف إيران من دخول قوات درع الجزيرة للبحرين بعد تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية بأن إيران ضالعة فى التوترات بالبحرين واليمن وتتواصل مع المعارضة من أجل إشعال المنطقة.