20 ألف أسرة فى قلب محافظة الجيزة تعيش ظروفاً صعبة نتيجة الحرمان من الكهرباء، ورغم أن مساكنهم ضمن تقسيم الجمعية التعاونية لإسكان وتعمير صحراء الأهرام وهو تقسيم معتمد منذ عام 1992، كما أن الأرض مسجلة بالشهر العقارى، فضلاً عن صدور تراخيص بناء من حى الهرم لكل العقارات، فإن الأهالى لا يزالون فى حيرة من أمرهم لعدم توصيل المرافق والخدمات، «أكتوبر» قابلت عدد من هذه الأسر ورصدت معاناتهم.وحول تفاصيل المشكلة تقول أسماء عبدالرحيم (ربة منزل): أولادى لايستطيعون المذاكرة لعدم وجود كهرباء ونطالب محافظ الجيزة بالنظر إلى مشكلتنا وايجاد حل سريع حتى يتمكن الطلاب فى المنطقة من متابعة مذاكرتهم ونستطيع ممارسة حياتنا اليومية بطريقة سليمة، فهل يعقل أن تكون منطقة فى قلب محافظة عريقة مثل الجيزة ولا تصلها المرافق خصوصاً الكهرباء. أما أحمد عبدالحميد (مهندس) فيقول إنه منذ عام 1999 كان مالك كل عقار يحصل من الجمعية بعد استلامه ترخيص البناء على خطابين أحدهما موجه لشركة المياه والصرف الصحى والثانى لشركة الكهرباء موضح فيه عدد الأدوار والوحدات طبقا لترخيص البناء وبعد معاينة الشركة والتأكد من مطابقة الواقع للتراخيص يتم توصيل الكهرباء. وظل هذا الوضع قائماً وتم بناء حوالى 2500 عمارة خلال 9 سنوات ولكن فى عام 2008 توقف توصيل الكهرباء بقرار من المحافظ السابق إلا بخطاب من حى الهرم وهذا القرار لم يمنح مهلة للناس لتوفيق وتقنين الأوضاع فأى عقار لايتم بناؤه فى يوم وليلة والترخيص نفسه كان يستغرق حوالى عام. وعند صدور هذا القرار كان هناك المئات من العمارات فى مراحل البناء المختلفة فلم يستفيدوا من المرافق وهم حالياً لا حول لهم ولا قوة، لذا نناشد محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز بالتدخل لحل هذه المشكلة. أزمة معقدة وقال المهندس نبيل أحمد عبدالحميد: إن هذه العمارات أقيمت قبل صدور اللائحة التنفيذية لقانون البناء الموحد وتمثل مشكلة من نوع خاص تؤثر على مستقبل 20 ألف أسرة واستثمارات تجاوزت 4 مليارات جنيه. وأضاف: تقدمنا بمذكرة لمحافظ الجيزة مصحوبة بأكثر من 1000 توقيع وهناك توصية صدرت من المجلس الشعبى المحلى للمحافظة فى عام 2008 بتوصيل المرافق للعقارات الحاصلة على تراخيص بناء ولكن خالفت الرسومات الهندسية. وأكد تقرير لجنةالمرافق بالمجلس أن هذه المخالفة لم ترد فى المجالات التى لا يتم توصيل المرافق فيها وبالتالى يمكن توصيل الكهرباء ل 20 ألف أسرة محرومة من الكهرباء. أما أسامة عيد (طالب) فيقول أنا طالب فى الصف الثانى الإعدادى أذهب إلى المدرسة يومياً وأرجع إلى المنزل بعد المغرب تقريباً بعد الانتهاء من دروسى والمذاكرة عند أحد أصدقائى لأن منزلى بدون كهرباء مما يحرمنى من مراجعة دروسى وأنا من المتفوقين احتاج إلى الكمبيوتر لمعرفة معلومات جديدة ولكى أيمن معارض ولكن لا أنمى معا فى ذلك لانقطاع الكهرباء وأطلب من الله أن يفك هذه المحنة لأن أهالينا لا حول لهم ولا قوة ولا يقدرون على شىء. ويضيف محمد أحمد (25 سنة) أن التيار الكهربائى على بعد خطوات من المنطقة ولكننا محرومون منه والسبب لا نعلمه وأناشد المسئولين فى الحكومة حل هذه المشكلة سريعاً حتى يتسنى لنا تعليم أولادنا والحفاظ على حياتهم ونتعشم فى الله خير أن يحنن علينا قلوب المسئولين ونتمكن من توصيل الكهرباء. ويسرد محمود عبدالرحمن حكايته قائلاً: كنت أحلم بشقة فى هذ المنطقة والآن إذا جاءنى أى شخص لشرائها سأبيعها ولكن أين سأذهب فالأسعار نار وأنا صاحب بيت وأولاد وعدم توصيل الكهرباء شىء فظيع لا يتحمله أى شخص فى ظل التطور الذى نعيشه نتيجة التكنولوجيا المتقدمة. فأرجو من المسئولين النظر إلى حالنا حتى نعيش حياة كريمة مثل باقى المواطنين. وتقول سهام محمد إحدى المتضررات تقدمنا بأكثر من شكوى لرئيس حى الهرم وللمحافظ ولم يتم الرد علينا بالرفض أو القبول ونتساءل: إلى متى سنظل على هذا الحال، ربنا يستر على أولادنا الذين لا يستطيعون المذاكرة إلا فى يوم الإجازة . تحويشة العمر وتقول مجيدة عبدالله (ربة منزل): زوجى ضيع 7 سنين من عمره فى الخارج لشراء هذه الشقة وفى النهاية لم تدخل للكهرباء إلينا كيف نعيش مثل باقى الناس نحن فى حيرة لأننا غير قادرين على السكن بالشقة أو بيعها أيضاً حيث سنتكبد خسارة كبيرة جداً إذا تم بيعها فى الوقت الحالى لعدم وجود كهرباء لأنها أصبحت أساس الحياة. وتضيف : نعيش بمعزل عن الناس لعدم استعمال التليفزيون والثلاجة وباقى الأجهزة الكهربائية فالحياة جافة والغريب أن الكهرباء موجودة على بعد أمتار منا ولكن حكم القوى على الضعيف كما يقال فى الأمثال، ونحن نطمع فى عناية الله فهو القادر الذى لا يقدر عليه أحد ونرجو من المسئولين العناية بآدميتنا وحلها لنتمكن من أن نعيش حياة كريمة. أما سهام أكرم طفلة عمرها 5 سنوات تقول إنها تذهب كل يوم للحضانة وتسمع زملاءها يتحدثون عن أفلام الكارتون والمسلسلات والأفلام ولكنها لا ترى شيئاً منها لعدم توصيل الكهرباء لمنزلهم. وتتساءل علا عبدالرحمن: ما ذنب أصحاب الشقق؟. فقد اشترينا وحدات سكنية فى عمارات صادر لها ترخيص من حى الهرم والأرض مسجلة بالشهر العقارى لكننا فوجئنا بعدم توصيل الكهرباء، التى هى حق لكل مواطن لكننا محرومون من هذا الحق ولن نحصل عليه إلا بتدخل عاجل من محافظ الجيزة. من جهته أصدر اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة كتابا دوريا رقم (18) لعام 2008 وتم توزيعه على كافة رؤساء الأحياء مشيراً إلى أن هذا الكتاب فى ضوء أحكام القانون رقم 138 لسنة 2006 وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1626 لسنة 2006 وقرار المهندس وزير الاسكان رقم 232 لسنة 2006 بشأن تزويد بعض العقارات المبنية بالمرافق الأساسية بتوصيل التيار الكهربى وذلك لأصحاب العقارات الذين تقدموا للأحياء بطلبات فى هذا الشأن، وفى حالة وجود مخالفات وجوبية الإزالة فى أحد العقارات يتم توصيل التيار الكهربائى للأجزاء التى تنطبق عليها الشروط فقط طبقاً لأحكام القانون والقرارت التنفيذية الصادرة بهذا الشأن.