تجاوز عمره العشرين بسنوات قليلة.. هو الابن الوحيد لأب يعمل عاملا زراعيا يكسب قوت يومه يوما بيوم بشق الأنفس.. ومع ذلك يكافح من أجل أسرته نعم هى أسرة صغيرة ابن وابنة وزوجة ولكن احتياجات أى أسرة ولو بسيطة تفوق طاقته، وبالرغم من ذلك فالحمد والشكر لله على أى شىء وكل شىء. الحياة تسير كالسفينة فى بحر هادئ لا يعكر صفوه إلا بعض المتاعب التى تواجه الأسرة وفجأة تحول البحر الهادئ إلى بحر متلاطم الأمواج عواصفه تكاد تقلب هذه السفينة.. كانت عاصفة قوية هزتها بشدة وعنف كان ذلك من أربعة عشر عاما وبالتحديد عندما بلغ «إبراهيم» الابن الصغير عامه الثامن.. كان يذهب إلى المدرسة ليتعلم حتى يكون حاله أفضل من حالة أسرته.. وفى هذا العام كان الولد بالصف الثالث الابتدائى.. عندما عاد من المدرسة وهو يشعر بالتعب والإرهاق.. الأم تأخذه فى حضنها تقبله، وتؤكد له أنه مجرد مشروب ساخن بعد تناوله الطعام سيكون مفيدا وأنه سوف يصبح فى أحسن حال.. مرت ساعات طويلة وقد لاحظت الأم أن الطفل مازال يشعر بالتعب.. وبدأت درجة حرارته فى الارتفاع قدمت له مشروبا ساخنا تلو الآخر لعله يكون مفيدا ولكن الطفل نام على فراشه وهو يتألم، انتظرت الأم عودة الأب وطلبت منه حمل (إبراهيم) إلى الطبيب ولكنه رفض. فالطفل مصاب بنزلة برد ولا يعانى من أى شىء صعب وبدأت الأم تحاول خفض درجة الحرارة بالطرق المعتادة، ولكن بدأ يظهر عرض جديد على ساقى الطفل فقد تورمت وأصبح غير قادر على المشى.. ولم يجد الأب أمامه سوى أن يحمل ابنه إلى المستشفى، طلب الطبيب سرعة إجراء تحاليل حتى يتأكد أن ما يعانيه الطفل مجرد نزلة برد، وبالفعل استدان الأب وتم إجراء التحاليل التى أوصى بها الطبيب وعاد الأب له مرة أخرى، نظر الطبيب إلى التحاليل ثم طلب إجراء نوع آخر من التحاليل فهو يشك فى شىء ويحتاج إلى تأكيد.. كاد قلب الأب أن يتوقف عندما أخبره الطبيب أن الابن مصاب بفشل كلوى سقط على أقرب كرسى يبكى فهو قد سمع عن هذا المرض ويعرف أنه خطير وأن من يصاب به هالك لا محالة.. فهو لا يترك المريض إلا بعد أن ينهش جسده ويصبح جثة هامدة.. صرخت الأم عندما عرفت وأكد الأطباء أن الطفل يحتاج إلى غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا فتم تحويله إلى مستشفى قصر العينى، وكان من الطبيعى أن يذهب الأب إلى وزارة الصحة ليعالج ابنه على نفقة الدولة وكان له ما أراد وأصبح على الأم أن تحمل طفلها على كتفها يوما بعد يوم من قريتهم بمحافظة القليوبية إلى القاهرة بمرور الشهور أصبحت عاجزة عن حمله فكانت تضطر إلى استئجار سيارة أجرة بما يزيد على العشرين جنيها فى كل مرة كانت تستدين من هنا وهناك وتمد يدها لكى تنقذ طفلها ولم تمر شهور إلا وأصيب الابن بغيبوبة وتم حجزه بالمستشفى، وبعد الفحوصات أخبر الأطباء أمه بأنه قد أصيب بتضخم بالكلى ويحتاج إلى عامل مساعد لتحويل البول من الكليتين إلى خارج الجسم عن طريق فلنشات وأكياس لجمع البول توضع على جانبين وكان مبلغا يفوق قدرات الأسرة التى لا تجد ما يسد حاجتها وكانت الأم تضطر إلى الاستغناء عن جلسة من جلسات الغسيل كل أسبوع لعدم توافر النقود اللازمة كأجرة للانتقال وبمرور السنين أصبح العبء كبيرا وثقيلا مع ارتفاع أسعار كل شىء ومع ذلك استطاع الابن أن يواصل دراسته ويحصل على مؤهل جامعى إلا أن أسرته تتعذب بسبب ضيق ذات اليد وقلة الحيلة، الأم جاءت تطلب المساعدة فهل تجد من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية؟.