قدم مؤخرا روبرت جيبس المتحدث الرسمى بإسم البيت الابيض استقالته بعد أن أمضى سنتين فى منصبه ولم يذكر حتى الآن الأسباب التى أدت إلى استقالته وكل ما تم تناوله فى وسائل الإعلام هو أن خروج جيبس لا يعنى ابتعاده عن تقديم خدماته للإدارة الأمريكية بشكل عام وللرئيس أوباما بشكل خاص. وهو ما يعنى استمرار حالة الغموض حول استقالة عدد من المسئولين حيث سبق جيبس كبير مساعدى الرئيس أوباما، رام إيمانويل من جهته أكد جيبس أنه سيواصل العمل لحساب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى إطار الإعداد لإعادة انتخابه فى 2012، حيث يعد جيبس من اقرب مساعدى أوباما فضلا عن أنه خبير محنك فى التخطيط الاستراتيجى السياسى وفى التعامل مع وسائل الإعلام ،حيث قام بتنسيق حملة الإتصالات الخاصة بأوباما أثناء الحملة التنتخابية فى 2008. وأشاد الرئيس أوباما بتصريحات جيبس فى مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز ، و يدلل على قوة العلاقة بين أوباما و جيبس حفل الوداع الذى أقيم فى البيت الابيض ،حيث أهدى أوباما الاخير «رابطة عنق» كان قد إستعارها أوباما منه فى خطاب له فى الكونجرس عام 2004 .و اكد اوباما ان جيبس «سيواصل صياغة الخطاب السياسى لسنوات عدة مقبلة». ويذكر أن جيبس على الرغم من كونه متحدثا رسميا بإسم البيت الأبيض لمدة عامين و كان المسئول عن الاتصالات أثناء حملة أوباما إلا أن علاقة جيبس مع المراسلين الصحفيين كانت سيئة إلى حد ما نظرآ لانه كان يتعمد استخدام عبارات طويلة معقدة ليتحدى بها المراسلين ، بالإضافة لتهربه من الإجابة عن بعض الأسئلة أو الرسائل القصيرة التى كان يرسلها إليه المراسلون من أجل التأكد من معلومة أو محاولة مقابلته ويرجع ذلك إلى كون جيبس كان يقوم بأكثر من وظيفة داخل البيت الأبيض من ضمنها حضور اجتماعات رفيعة المستوى ،فضلا عن كونه غير منظم إلى حد ما. إلا أنه أظهر تغيرا كبيرا فى سياسته المتبعة مع مراسلى البيت الابيض أثناء زيارة أوباما الأخيرة للهند فقد عمد إلى مساعدة المراسلين ومدهم بالمعلومات بل اتسع الموضوع ليصرح بأنه قد يقنع الرئيس أوباما بعد عقد لقاء ثنائى مع رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج و ذلك لرفض السلطات الهندية حضور مراسلى البيت الابيض لهذه الاجتماعات. وفى سياق متصل ، ذكرت وكالة رويترز أن اختيار الصحفى السابق جاى كارنى متحدثا باسم البيت الابيض بدلا عن روبرت جيبس -الذى اعلن استقالته فى بداية يناير ماضى – جاء نتيجة خبرة كارنى بالمجال الإعلامى ، كما أنه بداية لعهد جديد لمتحدثى البيت الابيض بعد أن كان هناك حظرا على تعيين الصحفيين فى هذا المنصب لحساسيته. والجدير بالذكر أن كارنى الذى كان يشغل منصب المتحدث الرسمى باسم نائب الرئيس جو بايدن هو مدير سابق لمكتب مجلة التايم بواشنطن ، حيث غطى اخبار البيت الابيض لا سيما فى اثناء ولاية الرئيس السابق جورج بوش. فضلا عن خلفيته الإعلامية، فقد تخرج كارنى فى جامعة ييل المرموقة عام 1987 بتخصص فى الحضارة الروسية والاوروبية الشرقية. ومن بين تغطياته الرئيسية فى الصحافة عمله بالاتحاد السوفيتى كمراسل من موسكو بين 1990 و1993، ثم عمله كمراسل مرافق (للرئيس الامريكى السابق جورج بوش) فى 11 سبتمبر 2001 عندما اضطر بوش الى الغاء زيارة الى فلوريدا عقب الهجمات فى نيويورك وواشنطن.وجرى تعيين كارنى رسميا مساء الخميس 28 من الشهر الماضى فى بيان للأمين العام الجديد فى البيت الابيض والذراع اليمنى لاوباما وليام ديلي.وتأتى هذه التعديلات فى جهاز موظفى البيت الابيض بعد خسارة حلفاء اوباما الديموقراطيين فى انتخابات منتصف الولاية فى نوفمبر 2010. وبات على الرئيس تشكيل الكونجرس مع الجمهوريين الذين يملكون الاكثرية فى مجلس النواب ويملكون اقلية معطلة فى مجلس الشيوخ.