تلقيت مكالمة كريمة من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى ، تأثرا بما نشرته فى مجلة أكتوبر فى 19 ديسمبر الماضى ، تحت عنوان : «زواج الشيخ القرضاوى» ، ومن الواضح أن الرجل قد لاقى الكثير من المتاعب أبى أن يطيل فى سردها حرصا منه كما قال « على قدسية الحياة الزوجية» ! لكننى أتناول هذا الموضوع مرة أخرى ، لأنى تلقيت كم هائل من الرسائل عبر بريدى الإلكترونى ،إضافة إلى أن الكثير من المواقع الإلكترونية قد أعادت نشر المقال، متبوعا بكم هائل أيضا من التعليقات معظمها تقريبا تعاطفا مع الشيخ الجليل ! لكن ما يعنينى هنا بعض تلك الرسائل التى هاجمت الشيخ وهاجمتنى أنا شخصيا ! وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الشيخ القرضاوى فهو ليس فى حاجة إلى دفاع أحد ، ولا حتى الدفاع عن رأيى ، لكن ما يعنينى هو تلك القسوة ، التى أصبح يتمتع بها البعض فى جلد الآخرين ، واختلاق النقائص فيهم ! لم يكن الشيخ القرضاوى أول أو آخر من يتعرض لمثل تلك الهجمات ، فالأستاذ العقاد وتوفيق الحكيم والشيخ أمين الخولى ومن قبلهم الشيخ أمين يوسف وغيرهم كثيرون من رجال الفكر ، لكن ما أريد قوله أن كل قصة من تلك القصص كان وراءها قلب رجل عظيم الشأن ، نبض واستجاب لمشاعره التى خلقها الله ! نحن نترك كل هذا ، لنصنع من أنفسنا محاكم تفتيش نفتش فى ضمائر البشر ونحسبها كما لو كنا نرى هؤلاء أصناما لا تشعر ولا تنبض بالحياة ! لقد أرسل لى قارئ جزائرى ، يبرر هجومى على السيدة أسماء بنت قادة رغم أننى لم أهاجمها ويعتبر ذلك استغلالا منى للأزمة بين مصر والجزائر ، وهذا غير حقيقى، لكننى أرى أن للحياة الزوجية حرمة وقدسية لا يعلوها شيء ، وهذا ما تربينا عليه جميعا، حتى أى فتاة فى أقصى صعيد مصر أو ريفه، أو أى فتاة عربية مسلمة كانت أو مسيحية تدركه، فلا يجب أن تصبح سيرة زوجين أيا كان هذان الزوجان على صفحات الجرائد والمجلات ، خاصة لو كانت لعالم جليل! كما أعتبر أن هذا قصر نظر ، وانفعال أنثوى من سيدة كنت أعتقد أنها أكثر ذكاء وكبرياء ، لأنها استطاعت أن تأخذ قلب شيخ جليل ، وأن تدفعه أن يعرض تجربته الإنسانية بشجاعة يحسد عليها ! مرة أخرى وأخيرة ، ما فعله الشيخ القرضاوى يستحق كل تقدير ، أنا لست أعلم التفاصيل ، ولكن أن يبوح رجل علم ودين، وهو فى المقام الأول رجل ريفى - بمشاعره بكل هذا الفيض فهذا ما يستحق أن يأخذ به الرجل الشرقى ، وأن يأخذ منه العبرة، بعد أن أصبحت نساء الوطن العربى أعجوبة فيما يتحملن من تسلط الرجل واستبداده ، وبخله حتى بالكلمة الطيبة!