خان - كاة

أفهم أن يطالب أهالى منطقة (أبوزعبل) بمحافظة القليوبية بتغيير اسمها لارتباطه بوجود أكبر السجون المصرية، أو يتطلع قاطنو مدينة (بوش) بمحافظة بنى سويف إلى تغيير اسم مدينتهم لارتباطه باسم رئيس أمريكى سابق لم يكن عند حسن ظن العرب به، أما أن يطالب أبناء مدينة بتغيير اسم مدينتهم لارتباطه باسم مستشفى للأمراض النفسية فذلك أمر غير إنسانى بكل المقاييس!!.. فقد طالعتنا الصحف بخبر فحواه أن المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية قرر تكليف مركز الدراسات القومية بالمحافظة بإجراء دراسة اجتماعية حول آراء واتجاهات أهالى (الخانكة) حول مطلبهم بتغيير اسم المدينة لارتباطه بوجود مستشفى الأمراض العقلية والنفسية مما تسبب فى اقتران اسم مدينتهم والإقامة بها بالجنون والاضطرابات النفسية!!.
وتعليقاً على ذلك ومع احترامى التام وتقديرى الكامل لأبناء مدينة (الخانكة) فإنى أشجب واستنكر مطلبهم المشار إليه لافتقاده البعد الإنسانى فضلاً عماً يحمله بين ثناياه من إيماءات تقض مضاجع المرضى النفسيين فى الوقت الذى يحتاجون فيه إلى من يخفف من وطأة معاناتهم ويغمرهم بالمشاعر الطيبة والأحاسيس الراقية التى تحرك فى نفوسهم بواعث التفاؤل والامل فى الشفاء!!.
واسمحوا لى أن اتساءل:
لماذا انحسرت المودة والرحمة فى القلوب!!.. ولماذا لا نقسو إلا على الضعفاء الذين هم فى أمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام والاحترام!!.. وهل يدرك أبناء القليوبية أن اعتبار المريض النفسى وصمة عار تستوجب التنصل منها إنما هو اعتداء صارخ على حق إنسان لا ذنب له له فيما أصيب به من مرض؟!!.. وهل بين البشر من هو فى مأمن من المرض النفسى أو أى أمراض أخرى قد يستعصى الشفاء منها؟!!.. وفى الختام أوجه عناية أبناء القليوبية الكرام إلى أن كلمة (خانكة) أصلها (خان كاة) وهى لفظ فارسى معناه مكان العبادة.